طلاب يتلقون تعليمهم في مركز مهني. أرشيفية

«التربية» تدرس إعـادة التعليم الحِرفي إلى قائمة خيارات الطالب الدراسية‏

‏قالت المديرة التنفيذية للشؤون التعليمية ومديرة إدارة الترخيص والاعتماد الأكاديمي في وزارة التربية والتعليم شيخة راشد الشامسي لـ«الإمارات اليوم»، إن «الوزارة تدرس إعادة التعليم الحرفي الى قائمة خيارات الطالب الدراسية» مشيرة إلى بحثه في الاستراتيجية الجديدة للوزارة 2011- 2013 لمعرفة مدى الحاجة إليه والجدوى من تطبيقه.

وأضافت أن الوزارة مهتمة بتطوير هذا التعليم، والاستفادة منه في معالجة كثير من مشكلات التعليم في الدولة، خصوصاً مشكلة تسرب طلاب في مراحل دراسية مبكرة.

وطالب عضو في المجلس الوطني الاتحادي ومديرو مدارس عبر «الإمارات اليوم» بتعميم التعليم المهني (الحرفي) على إمارات الدولة كافة، معتبرين أن عدم الاهتمام به زاد من معدلات تسرب الطلاب من المدارس.

وشرحوا أن التعليم المهني يمكن أن يكون بديلاً للطلاب عن التعليم العام أو التقني «إذ إنه يوسع قائمة الخيارات أمامهم لاختيار التعليم الذي يناسبهم ويتوافق مع رغباتهم ومهاراتهم قبل التحاقهم بالصف السابع من المرحلة الإعدادية».أ

وطالبوا بإنشاء مدارس ومعاهد مهنية وحرفية في كل إمارات الدولة «من أجل استيعاب الطلاب الذين يتسربون من التعليم العام لعدم مقدرتهم على الاستمرار فيه نتيجة تكرار رسوبهم الدراسي، أو لعدم رغبتهم في دراسة المواد النظرية».

وتفصيلاً، رأت عضو المجلس الوطني الاتحادي روية السماحي أن التعليم الحرفي داخل الدولة يحتاج إلى تغيير ثقافة المجتمع ونظرة الناس إليه، لافتة إلى أهمية دور الإعلام في تحقيق هذا الهدف، من خلال تسليط الضوء على هذا النوع من التعليم والعمل على تغيير الفكرة السلبية السائدة عن المهن الحرفية، بوصفها مهناً دُنيا.

ولفتت الى «اندثار مهن تراثية إماراتية أصيلة، عملت فيها الأجيال السابقة من الآباء والأجداد «إذ تحولت الى جزء من الأعمال التي تسيطر عليها العمالة الوافدة» مطالبة وزارتي التربية والتعليم، والثقافة والإعلام، بالتنسيق والعمل في ما بينهما لاستعادتها».

كما طالبت بزيادة عدد المعاهد المهنية في إمارات الدولة كافة، بدلاً من اقتصارها على إمارة واحدة، مشيرة إلى أن المشكلة تكمن أيضاً في غياب التخصصات المهنية في الجامعات، ما يعوّق تطوير الطلاب مهاراتهم، إذا وجدت لديهم ميول لتلك التخصصات.

ودعت السماحي وزارة «التربية» إلى إجراء مسح للفئات المستهدفة لدخول هذا النوع من التعليم لمعرفة ما يجعلهم راغبين فيه، لاستيعاب الطلاب غير الراغبين في الدراسة النظرية، مشيرة إلى أن الحل هو إنشاء مدارس حرفية ومهنية متخصصة، في ظل حاجة الدولة الى مواطنين مؤهلين في الأعمال الحرفية والمهنية بدلاً من الاستعانة بالعمالة الخارجية.

وقالت مديرة مدرسة حنين للتعليم الثانوي في أبوظبي، علياء حسين الحوسني، إن لدى كثير من طالباتها ميولاً حرفية، مثل النحت والرسم، لكنهن يعانين من عدم وجود فضاء يسمح لهن بالتعبير عن هذه الميول بحرية كاملة، مشيرة إلى أهمية إدراجأ حصص للتعليم المهني والحرفي داخل المدارس، حتى يتعلم الطلاب بعض المهن التي يمكن أن تفيدهم في مستقبلهم، خصوصاً أن هناك طلاباً يتسربون من التعليم العام بسبب عدم مقدرتهم على التكيف مع المواد والمناهج الدراسية، ولذلك يرسبون مرات عدة، ما يدفعهم إلى الانقطاع عن المدرسة، على الرغم من امتلاك كثيرين منهم مهارات حرفية يمكن استغلالها والاستفادة منها.

وترى الحوسني أن «وجود بدائل تعليمية للطلاب إلى جانب التعليمين العام والتقني، يحد من تسربهم من التعليم، ويسمح بتنمية مهاراتهم في النواحي الحرفية والمهنية، ما يمنحهم فرصة كبيرة لاكتساب مهن تفيدهم في المستقبل، بدلاً من أن يتحولوا إلى عاطلين عن العمل».

ودعت مديرة مدرسة أم عمار للتعليم الثانوي في أبوظبي، أمينة الماجد، إلى إنشاء مدارس خاصة بالتعليم الحرفي أو المهني في مختلف إمارات الدولة، على أن تكون هناك مدارس للطلبة وأخرى للطالبات، وأن تحوي كل أشكال الحرف، ويتولى التدريس فيها معلمون أكفاء، قادرون على الاستفادة من التجارب المماثلة في الدول المتقدمة.

ورأت أن «الأفضل أن تبدأ تلك المدارس في استقبال الطلاب من الفصل السابع، لأن هناك كثيراً من الطلاب الذين لا يميلون إلى دراسة المواد العلمية، وبهذا يمكن أن يفشلوا في التعليم العام، ويصبحوا عبئاً على المجتمع، ما يعد عائقاً أمام تحقيق التنمية الاقتصادية المنشودة».

ولفتت مديرة مدرسة السمحة للتعليم الأساسي والثانوي منى ثابت إلى ضرورة معرفة تأثير المدارس الفنية والصناعية، الموجودة بأبوظبي، في مشكلات تدني مستوى التعليم وتسرب طلاب من الدراسة، وغيرهما، مؤكدة ضرورة تعميمها على كل إمارات الدولة للاستفادة منها.

واستغربت ثابت النظرة السلبية التي تحملها شريحة كبيرة من المجتمع الى المهن الحرفية، لافتة إلى أن هذه المدارس تهدف إلى تعليم الطلاب غير المتفوقين دراسياً مِهناً حرفية يمكنهم من خلالها أن يحققوا نجاحاً لم يكونوا يستطيعون أن يحققوه لو استمروا في التعليم العام «فقد يكتشف الطالب أنه منسجم مع ذاته في التعليم المهني».

وأكدت ضرورة دراسة رغبات الطلاب في الاتجاه إلى أي نوع من التعليم قبل انتقالهم إلى المرحلة الإعدادية «لتوجيههم إلى الخط الذي يفضلونه، ليستطيعوا من خلاله إبراز مهاراتهم، حتى يتمكنوا من الإبداع، ويحققوا مستقبلاً أفضل لهم».

وأفاد مدير عام وزارة التربية والتعليم بالإنابة على ميحد السويدي، بأن هناك توجهاً حقيقياً لتطوير التعليم المهني وتعميمه على مستوى الدولة، حتى يتم استقطاب المتسربين من التعليم من الطلاب أو كبار السن.

وأضاف أن «الوزارة جادة في العمل على توفير نماذج مختلفة من التعليم، لتوفير بدائل عملية أمام الطلاب تسمح لهم باختيار ما يناسبهم منها، فإذا لم تتوافق ميول الطالب مع التعليم العام أو التعليم التقني التكنولوجي، فقد يتجه إلى مسار التعليم الحرفي، ويحقق من خلاله نجاحاً كبيراً فعلاً، إذا كان لديه اهتمام بهذا النوع من التعليم.‏

الأكثر مشاركة