أكّد أن طلبة المنازل يكبّدون «الوزارة» خسائر مالية.. والناجحون منهم قلة
القطامي: ندرس تطبيق التعليـــــم الإلزامي
كشف وزير التربية والتعليم حميد محمد القطامي لـ«الإمارات اليوم» اعتزام الوزارة تطبيق مشروع التعليم الإلزامي على جميع طلبة المراحل الدراسية في الدولة خلال السنوات الدراسية المقبلة، موضحاً أنه سيتم تطبيقه بعد الانتهاء من دراسته، ووضع جميع المعايير التعليمية والتربوية التي ستخدم المسيرة التعليمية في الدولة، بهدف العمل على إنهاء الدراسة في المنازل، إذ سيلزم جميع الطلبة باستكمال تعليمهم المدرسي بشكل متواصل من دون انقطاع.
وأكد تربويان أن طلاب منازل يتعمدون الرسوب في الامتحانات، مؤكدين ضرورة تحديد سقف لسنوات دراستهم، وإلزامهم بتقديم امتحاناتهم الدراسية في مدة لا تتجاوز ثلاث سنوات، مشيرين إلى أن أكثر من 90٪ من طلبة تعليم المنازل غير ملتزمين وغير جادين في الدراسة، متهمين بعضهم بتعمد الرسوب في الامتحانات خلال السنوات الماضية للحصول على إجازات دراسية من أماكن عملهم، لافتين إلى أنهم يعيقون المسيرة التعليمية في المدارس ويكبدون المناطق التعليمية خسائر مالية كبيرة.
وتفصيلاً، قال مدير منطقة رأس الخيمة التعليمية عبدالله حماد الشحي، إن نسبة نجاح طلبة تعليم المنازل في الإمارة لم تتجاوز 1٪، وإن عدد طلبة المنازل الناجحين في امتحانات الثانوية العامة خلال العام الدراسي الماضي وصل إلى خمسة طلاب من بين 761 طالباً، مشيراً إلى أن إدارة المنطقة تعاني سنوياً ازدياد عدد طلبة المنازل في مختلف مناطق الإمارة.
وأضاف أن عدم وجود قرار من وزارة التربية والتعليم يلزم طلبة المنازل بسنوات محددة لتقديم الامتحانات، أدى إلى تساهل الطلبة وعدم اهتمامهم بالنجاح في الامتحانات.
وأشار إلى أن المنطقة تتكبد خسائر مالية كبيرة في طباعة أوراق الامتحانات وتوفير مشرفين ومراقبين ولجان لتصحيح الامتحانات لطلبة المنازل، ولم تعد الإدارات المدرسية في الإمارة قادرة على استيعاب عدد أكبر من طلبة المنازل في المقاعد الدراسية الشاغرة.
وأوضح أن سلوك طلبة المنازل يؤثر سلبا في طلبة المدارس خلال فترة الامتحانات، بسبب عدم التزام بعضهم بأنظمة التربية والتعليم ولوائح السلوك الطلابي، مشيراً إلى أن بعض طلبة المنازل يعتمدون على الغش في إجاباتهم على ورقة الامتحانات.
ورأى الشحي أنه يتعينأ وضع إجراءات صارمة بحق طلبة المنازل غير الملتزمين بالنجاح، محملاً إياهم المسؤولية عن إلحاق الضرر بالمسيرة التعليمية، بسبب تعمد الكثير منهم التسجيل في مقاعد الدراسة للحصول على شهادة الثانوية العامة بهدف الحصول على ترقيات وظيفية، وليس لغرض التعلم، مؤكداً أن نسبة الرسوب أكبر دليل على عدم اهتمامهم بالدراسة.
ولفت إلى ضرورة تحديد سنوات الإعادة لطلبة المنازل بسنتين أو ثلاث فقط، لإجبارهم على الدراسة بهدف النجاح وليس لهدف الحصول على ترقيات أو علاوات وظيفية، موضحاً أن عدم وضع ضوابط لسنوات النجاح ساعد الطلبة على التساهل في تقديم أوراق الامتحانات فارغة من دون الإجابة عنها.
وأضاف الشحي أن إدارة المنطقة ستعمل على توفير أفضل السبل التعليمية لتسهيل الطريق على الطلبة لرفع مستواهم التعليمي، من خلال تقديم النصائح والإرشادات التثقيفية والتعليمية لمساعدتهم على الاستمرار في الدراسة وإكسابهم مهارات تعليمية تساعدهم على الدخول إلى سوق العمل فور تخرجهم.
ويرى مدير مدرسة رأس الخيمة للتعليم الثانوي يعقوب ليواد، أن تكرار طلبة المنازل في الرسوب في امتحانات الثانوية العامة يشكل عبئاً كبيراً على مدارس التعليم الثانوي خصوصاً في السنوات المقبلة.
وأضاف أنه يتعين وضع حد لازدياد عدد طلبة المنازل الراسبين خلال السنوات الماضية، إذ إن المستوى التعليمي لبعض الطلبة أقل من بسيط، بسبب تركهم التعليم لأكثر من ثلاث سنوات، ما سبب ضعفاً في فهم المواد الدراسية.
وأوضح أن معظم الطلبة لا يجيبون عن أسئلة ورقة الامتحانات بشكل جيد، ويعتمدون على الغش خلال فترة الامتحانات، ما يسبب مشكلات للمراقبين في لجان الامتحانات.
وطالب ليواد بوضع مناهج دراسية خاصة لطلبة المنازل وفق تخصصاتهم الوظيفية على أن يتم وضعها واعتمادها من قبل وزارة التربية والتعليم، إضافة إلى إكسابهم مهارات تعليمية وتفكيرية لرفع مستواهم التعليمي، وإعطائهم دورات في مختلف المجالات التعليمية لتأهيلهم للدخول إلى سوق العمل.
وذكر أن الكثير من طلبة المنازل أضاع سنوات عدة في محاولة النجاح والحصول على شهادة الثانوية العامة، لكن دون جدوى، بسبب صعوبة فهم أسئلة الامتحانات وعدم وجود وقت كافٍ لدراسة المناهج الدراسـية خلال فترة الدوام.
وأشار إلى أنه في حال لم يتم توفير حلول جذرية لمساعدة طلبة المنازل على النجاح، فإنه يجب فتح فصول دراسية خلال الإجازات الأسبوعية وتدريسهم المناهج بشكل مكثف، وإلزام جميع الطلبة بالحضور إلى مقاعد الدراسة.
وذكر طالب المنازل (ح.ر) أنه رسب أكثر من أربع مرات في الثانوية العامة خلال السنوات الماضية، مؤكداً أنه بحاجة ماسة إلى شهادة الثانوية العامة لزيادة راتبه والحصول على ترقية وظيفية.
وأضاف أن السبب الرئيس في رسوبه في الامتحانات عدم وجود وقت كافٍ لدراسة المناهج، إذ يحصل على إجازته السنوية مع بداية الامتحانات الدراسية، إلا أنه لا يستطيع دراسة جميع المواد الدراسية في شهر واحد.
وأوضح أنه توجد مناهج صعبة الفهم أو الحفظ، وأنه يحاول قدر المستطاع الإجابة عن أسئلة الامتحانات وفق مستواه التعليمي، مشيراً إلى ضرورة مراعاة طلبة المنازل وتبسيط المناهج الدراسية وتوضيح أسئلة الامتحانات بما يتناسب مع المستوى التعليمي للطلبة.
وأفاد الطالب (ف.ش) بأن صعوبة المناهج الدراسية لطلبة المنازل أدى إلى رسوبه ثلاث مرات متتالية، وأنه حاول خلال السنوات الماضية دراسة جميع المواد الدراسية، إلا أنه فشل بسبب افتقاره إلى الوقت الكافي، وعدم فهمه المناهج الدراسية مثل الرياضيات والجغرافيا.
وأوضح أنه يتعين على وزارة التربية والتعليم فتح الفصول الدراسية لطلبة المنازل الموظفين خلال الإجازات الأسبوعية ووضع مناهج دراسية مبسطة وسهلة الفهم، إضافة إلى إجراء دورات تعليمية للطلبة لرفع المستوى التعليمي لهم.
وأوضح وزير التربية والتعليم حميد محمد القطامي، أن نسبة الراسبين في امتحانات الثانوية العامة من طلبة المنازل كبيرة جداً، وأن عدد الناجحين على مستوى الدولة قليل للغاية، مشيراً إلى أن ازدياد عدد طلبة المنازل ورسوب عدد كبير منهم يكبد الوزارة خسائر مالية كبيرة في مختلف المناطق التعليمية.
وأوضح أن مشروع التعليم الإلزامي الذي تعده الوزارة حالياً سيعمل على تلاشي طلبة المنازل تدريجياً خلال السنوات المقبلة، وإلزامهم بمواصلة التعليم وعدم ترك مقاعد الدراسة.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news