دراسة تربط بين الظاهرة ومستوى التحصيل الدراسي
75 ٪ من الطلبة لا يتناولون الفطور
كشفت دراسة حديثة أجرتها إدارة التربية الرياضية في وزارة التربية، أن 75٪ من طلبة المدارس يذهبون إلى مدارسهم من دون تناول وجبة الفطور، الأمر الذي «ينعكس على نشاطهم الذهني والبدني خلال اليوم الدراسي».
وعزا معد الدراسة اختصاصي الأنشطة الصحية، الدكتور أسامة كامل اللالا، الأمر إلى أسباب عدة، بينها الاستيقاظ المتأخر الناجم عن السهر، وعدم تناول الوالدين نفسيهما الفطور، ما أقرّ به آباء وأمهات، أفادوا بأن الحافلات تأتي مبكراً ولا يتسع الوقت إلا لارتداء الثياب، في حين لاحظ مدرسون أن الطلاب الذين يتناولون وجبة الفطور يكونون أكثر تفاعلاً داخل الصف.
وربطت الدراسة التي أجراها اللالا بين عدم تناول الطلبة وجبة الفطور ومستوى التحصيل الدراسي لديهم، إذ ظهر أن الطلبة الذين يتناولون وجبات فطور بانتظام كان تحصيلهم العلمي أفضل من غيرهم.
وشرح اللالا أن الفطور «يزيد من القدرة على التركيز لدى الطلبة الذين يحرصون على بدء يومهم به، بعكس الذين لا يتناولونه، إذ يقل لديهم التركيز ويعانون الخمول والكسل».
وذكر أن وجبة الفطور تعد مفتاح النجاح للطلبة، لأنها تأتي بعد فترة طويلة من الصيام خلال النوم، تستمر أحياناً أكثر من 10 ساعات، إذ تساعد أجهزة الجسم على العمل بطريقة سليمة ومنظمة، وتمدّه بربع الاحتياجات الغذائية اليومية، ذلك أن التلاميذ لا يتناولون أطعمة مغذية خلال ساعات النهار، لافتاً إلى أن الطلبة الذين لا يتناولون تلك الوجبة يشعرون بالتعب والإرهاق، وانخفاض الرغبة في التفاعل الصفي، ويكون التفاعل الذهني ضعيفاً، إضافةً إلى زيادة الإجهاد العقلي.
وقال إن وجبة الفطور تُعد لدى خبراء التغذية مفتاح التوازن الجسدي، لأنها تسهم في الحد من السمنة التي تنتشر بشكل لافت بين الطلبة، وفقاً لدراسات سابقة، وتساعد على خسارة الوزن من خلال زيادة معدلات الحرق، ما ينتج عنه استخدام الدهون مصدراً للطاقة من دون تخزينها في الأنسجة.
ويرى خبراء تغذية أن انتظار الطلبة موعد الاستراحة في الساعة العاشرة صباحاً، للحصول على الطعام من المقاصف المدرسية يجب ألا يشكل بديلاً عن وجبة الفطور المنزلية.
ولفت اللالا إلى أن بداية العام الدراسي تصاحبها معاناة في محاولة العائلات «إعادة ضبط الساعة البيولوجية لأبنائها، وتعديل ساعات النوم والاستيقاظ، وتنظيم أوقات تناول الطعام والدراسة، وهذه المشكلات تتفاقم مع غياب وجبة الفطور».
إلى ذلك، لاحظ مدرس مادة الأحياء في مدرسة محمد بن راشد النموذجية في دبي، جازي ضيف الله، أن تناول الطلاب وجبة الفطور يظهر من خلال تفاعلهم مع المعلم أثناء الحصة الدراسية، إذ يتباين مستوى الطلاب ذهنياً وبدنياً خلال اليوم الدراسي، تبعاً لوجبة الفطور، داعياً العائلات إلى التركيز على مأكولات معيّنة تغذّي الدماغ، وتساعد أبناءها على النمو بشكل سليم، ليتسنى لهم فهم واستيعاب دروسهم على نحو مفيد.
واعترف الطالب في الصف الثاني عشر، عيسى بن جميل، بأنه لم يتناول وجبة الفطور في منزله خلال سنوات دراسته السابقة، ما انعكس سلباً على دراسته، قبل أن يتنبّه إلى هذا الأمر، أخيراً، وقرر الانتظام في تناول الفطور.
وذكر رئيس مجلس طلاب دبي، محمد عبدالكريم، أن كثيراً من زملائه يعانون تلك المشكلة، مشيراً إلى وجود ضعف في الثقافة الغذائية لدى أسرهم، ولدى الإدارات المدرسية، التي قال إنها لا تقدّم أي جهد لحث الطلاب على الاهتمام بوجبة الفطور.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news