التعليم يعاني نقاط ضعف جوهرية. تصوير: باتريك كاستيلو

القطامي: البيئة المدرسية غير جاذبة

قال وزير التربية والتعليم، الدكتور حميد القطامي، إن «البيئة المدرسية في الدولة لاتزال غير جاذبة»، منتقداً الإدارة المدرسية «التي لا تؤدي دورها المفترض». وأكد في حديث ضمن فعاليات المؤتمر السنوي الأول للتعليم لمركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية، أمس، في أبوظبي أن «التعليم في المرحلة الثانوية، خصوصاً يعاني نقاط ضعف جوهرية تؤثر في الطلاب سلباً خلال دراستهم الجامعية، كما أن العلاقة مع ذوي الطلاب ليست على النحو الذي يفترض أن تكون عليه».

وتابع: «الواقع التعليمي عموماً يعاني تناقض الآراء والتوجهات، بما يشكل ميداناً للصراع والتنافس بينها بدلاً من تكامل الجهود وتنسيقها».

وكشف أن «الدولة ستحتاج إلى أكثر من 1000 مهندس مواطن عام 2015 لتشغيل مصنع هياكل الطائرات، الذي يبنى حالياً في مدينة العين، إضافة إلى 1200 فني ومهندس لتشغيل محطات الطاقة النووية الأربع في سنة 2020»، مبينا أن «للتعليم المدرسي دوراً مهماً في تلبية هذه المتطلبات».

واعتبر القطامي أن هذا الأمر يعد من التحديات التي تواجه التعليم في الدولة، في ظل اتجاه الإمارات نحو المعرفة والإبداع، ما يتطلب بيئة عمل مستقبليـة وكوادر بشريـة تتمتع بالمهارات التقنية والفنية، إضافة إلى المهارات الحياتية الأخرى، مثل مهارات صنع القرار، والتواصل، والتفاوض، والتفكير الناقد.

ولفت خلال المؤتمر، الذي يبحث واقع التعليم في الإمارات والآفاق المستقبلية لتطويره، إلى تحديات أخرى، أهمها البيئة المدرسية غير الجاذبة للتعلم، وغلبة الأساليب التقليدية للتعليم، وضعف التأهيل المهني للمعلمين، وافتقارهم إلى التدريب والتطوير، ونقص المعلمين الذكور من مواطني الدولة، والافتقار إلى طرائق فعالة ومتطورة للقياس والتقويم، وضعف مستوى الإرشاد الطلابي.

وأوضح القطامي أن «الإمارات تتميّز بتنوّع مدارسها وطلبتها»، مضيفاً أن «معظم المدارس في الدولة حكومية، ويصل عددها إلى 1190 مدرسة، وتشكل 61٪ من مجموع المدارس، وهي تتقيد بالمنهج المعد من وزارة التربية والتعليم.. أما المدارس الخاصة، البالغ عددها 467 مدرسة، ومعظمها في أبوظبي ودبي، فهي تقدم أكثر من 17 منهاجاً مختلفاً، بالإضافة إلى منهاج وزارة التربية والتعليم». وتستقطب المدارس الإماراتية طلبة من مختلف أنحاء العالم، ويبلغ عددهم الإجمالي 643 ألفاً، يقصد 42٪ منهم مدارس حكومية.

وذكر وزير التربية والتعليم أن «برنامج إصلاح التعليم يجب أن يتبع خطة طويلة المدى، تخضع للتقويم المستمر، وتتسم بالمرونة اللازمة لتطورها، لتتلاءم مع متغيرات سوق العمل المستقبلية، ومتطلبات التعليم الثانوي». وشرح أن عناصر برنامج إصلاح التعليم تتألف من تعزيز المناهج الدراسية، وتنمية كفاءة الهيئة التعليمية، وتطوير البنية التحتية المدرسية، وتعزيز الأنشطة المدرسية، لافتاً إلى أن «وزارة التربية والتعليم وضعت خطة استراتيجية عشرية محورها الطالب، تهدف إلى إصلاح شامل لقطاع التعليم، وتتمثل أهدافها في زيادة التحصيل العلمي للطلبة، وتهيئة البيئة المدرسية المثلى لهم، وضمان تكافؤ الفرص التعليمية بينهم، وتعميق شعور المواطنة لديهم، ورفع مستوى الكفاءة والفعالية الإدارية».

وكان الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير التعليم العالي والبحث العلمي، أكد في حديث له في المؤتمر أن «هناك عدداً من الملاحظات المهمة التي ينبغي أن تؤخذ في الحسبان، بينها أن أعمار أكثر من نصف السكان المواطنين تقل عن 15 عاماً»، موضحاً أن «هؤلاء هم مستقبل الوطن، ومن ثم علينا مسؤولية إعدادهم على نحو يسهم في تلبية طموحاتهم من جانب، وتعزيز مسيرة التنمية الشاملة والتقدم من جانب آخر، ما يؤهلهم للانفتاح على ما يحدث في العالم». واعتبر أن «جامعات الدولة تتمتع بسمعة عالمية جيدة، وأن جامعة الإمارات تعد بين أفضل 400 جامعة في العالم، كما أن جامعة زايد وكليات التقنية تحظى باحترام عالمي كبير».

الأكثر مشاركة