طلاب شكوا استخدام مراقبين هواتفهم خلال الامتحان. تصوير: تشاندرا بالان

«الأدبي» يعبر «التاريخ».. و«العلمي» يتعثّر في «الجيولوجيا»

أنهى طلاب الصف الثاني عشر أمس، امتحانات الفصل الدراسي الثاني، وسط أحاسيس متضاربة بين سعادة بنهاية الضغط العصبي، وترقب وقلق من نتائج الامتحانات.

وجاء امتحان الجيولوجيا ليكون نهاية حزينة لطلاب «العلمي»، الذين شكوا صعوبته ووجود أسئلة فيه «من خارج الكتاب المدرسي»، فيما ابدى طلاب القسم الادبي ارتياحهم من امتحان التاريخ.

وتباينت آراء طلاب القسم العلمي، حول مستوى امتحان الجيولوجيا، إذ وصفه طلاب بـ «المتوسط» إجمالا، وأكد آخرون صعوبته الشديدة.

وأكد مدير منطقة الشارقة التعليمية سعيد الكعبي لـ«الإمارات اليوم»، أن المنطقة لم تتلق شكاوى من أي من طلبة القسمين العلمي والأدبي، لافتاً إلى أن الامتحان جاء في مستوى الطالب المتوسط، وخلا من التعقيدات، كما راعى الفروق الفردية بين الطلبة في امتحاني الجيولوجيا والتاريخ، لكنه لفت إلى وجود أسئلة في الورقتين تبرز مستوى الطلاب المتميزين.

ارتياح لـ «التاريخ»

أفاد الطالب في القسم الأدبي هشام يحيى بأن امتحان التاريخ هو الأكثر سهولة منذ بدء الامتحانات، وقال: «اعتمدت بشكل أساسي على الكتاب المدرسي، والنماذج التي تدربنا عليها خلال الفصل الدراسي الثاني، وكذلك نماذج الامتحانات الموجودة على موقع وزارة التربية الالكتروني».

وذكر الطالبان محمد علي وأحمد محمد أن أسئلة امتحان التاريخ كانت مناسبة لكل المستويات، وأن الوقت كان كافيا «إذ خرجنا قبل انتهاء الوقت بربع ساعة».

وأكد طلاب القسم الادبي سهولة امتحان التاريخ، وأنه كان خير نهاية لامتحانات الفصل الدراسي الثاني. وقالت الطالبة موزة السني، ان الامتحان لم يكن به أي سؤال يمكن وصفه بالصعب، وأنه كان اقل من مستوى الطالب المتوسط، وفرصة لحصد الدرجات المرتفعة.

وأبدى الطالب عبدالله خليفة سعادته بالامتحان، مشيرا الى انه لم يستغرق اكثر من نصف الوقت للاجابة عنه، منوها بالسؤال الخاص بمقترحات الطلاب لمؤسسات الدولة لتعزيز الهوية الوطنية.

وأكد أحد موجهي المادة عدم تلقي شكاوى خاصة بالامتحان أثناء وجوده في المطبعة السرية للامتحانات، مضيفا أن ذلك يعتبر مؤشرا إلى سهولته. وتابع أن السؤال الخاص بتعزيز الهوية، يهدف إلى تشجيع الطلاب على التفكير، وتأكيد أهمية هذا الموضوع واهتمام الدولة به.

صدمة «الجيولوجيا»

من القسم العلمي في مدرسة الخليج العربي للتعليم الثانوي في الشارقة، قال الطالب مصطفى عوض، إن «امتحان مادة الجيولوجيا جاء معقداً ويناسب الطالب المتفوق فقط»، مشيراً إلى أنه «صدم بامتحان الجيولوجيا ووجد صعوبة كبيرة في الإجابة عن بعض الأسئلة». ووافقه زميله فيصل صلاح حامد، مؤكداً أن «الأسئلة صعبة، فلم نحصل على فرصة للمفاضلة بينها». وأكدت الطالبتان بسمة صلاح، وحصة عبدالكريم، صعوبة امتحان مادة الجيولوجيا. وقالتا إن زميلات لهما غادرن اللجنة بعد وقت قصير من الزمن المخصص للإجابة عن الأسئلة، من دون إجابة، كما أن أخريات لم يستطعن منع أنفسهن من البكاء».

وأضافتا أن هناك أسئلة لم يتدربن عليها خلال الفصل الدراسي الثاني، كما أن الورقة الامتحانية تضمنت أسئلة طويلة، تصعب الإجابة عنها في الوقت المقرر.

تمديد الوقت

ذكرت الطالبتان في مدرسة أم المؤمنين في الفجيرة، كلثم ناصر وأمل خلفان أن بعض أسئلة امتحان الجيولوجيا كانت صعبة بالنسبة الى معظم الطالبات، وأوضحتا أن الوقت لم يسعفهما لرسم الخريطة الجيولوجية، فطلبتا وقتا إضافيا، وقد منحتهما الادارة ربع ساعة إضافية.

وقال الطالب في مدرسة أشبال القدس الخاصة، محمد أنس زاكري، إن «الامتحان يعد الاصعب بين كل امتحانات الفصل الدراسي الثاني، وكنا نتوقع ختاما أفضل من هذا، خصوصا بعد شكاوى الطلاب من الرياضيات والكيمياء».

وأكد الطالب عصام العبدولي، أن صعوبة الامتحان لم تقتصر على سؤال الرسم البياني، ولكن الورقة الثالثة من الامتحان ضمت أيضا أشياء من خارج المنهج، مثل سؤال التعديلات التي لم نسمع عنها من قبل، مشيرا إلى أن الطلاب احتجوا في اللجنة بسبب عدم فهمهم الاسئلة، وتم إحضار معلم جيولوجيا إلى قاعة الامتحان، لكنه رفض إيضاح أي شيء وانصرف.

وشكا العبدولي «سوء المراقبة في الامتحان، وقيام المراقبين بالحديث في الهاتف المحمول، ما أدى إلى تشتيت الطلاب وفقدانهم تركيزهم». وذكر الطالب إياد محمود أن الامتحان فوق مستوى الطالب المتوسط، وأن الاسئلة كانت أطول من الوقت المحدد للإجابة، مشيراً الى أن أحد الاسئلة كان عبارة عن قطاع توصيلي، ومطلوب معرفة مدة قياس الرسم، ومعرفة الفترة الكنترولية، وهي أشياء من خارج الكتاب، ولم تمر على الطلاب سابقا.

وأكدت طالبات في مدرسة المواهب النموذجية سهولة الامتحان، وعدم وجود أشياء صعبة تستعصي على الحل، ولكن بعض الاسئلة تحتاج إلى مهارة التفكير. وقالت هند عادل، الاختبار بسيط والوقت كان كافياً للاجابة والمراجعة، ولم تقابلني صعوبة سوى في رسم خريطة الجيولوجيا، وهل يمكن استخدام الالوان بها أم أن هذا ممنوع؟

وأيدت غدير المناطي زميلتها في أن الامتحان خاطب كل المستويات، وركز في بعض الاسئلة على قدرة الطلبة على التفكير والفهم، وذلك لإظهار الفروق بين الطلاب.

من جانبه، أكد موجه الجيولوجيا، راشد العبدولي، أن «إدارة التوجيه لم تتلق أي شكاوى من الطلاب أو المعلمين المراقبين، حول وجود صعوبات في الامتحان»، موضحا أن 80٪ من الامتحان للطالب المتوسط، و10٪ للطالب الضعيف، من أجل تنشيط الطلاب خلال الامتحان، والـ 10٪ المتبقية موجهة إلى المتفوقين وأصحاب المهارات الخاصة.

وأكد أن فكرة سؤال مقياس الرسم موجودة في المنهج، ولكنها المرة الاولى التي تطبق بهذا الشكل في الامتحان، وأن مقياس الرسم يمكن أن يأتي بأكثر من صيغة وبعشرات الافكار، وأنه موضوع يحتاج أساسا إلى تفكير من الطالب، مشيرا إلى أن هذا السؤال من نسبة أسئلة المهارات العليا.

الأكثر مشاركة