نسبة كبيرة من طلاب المرحلة الأولى والثانية يعانون آلاماً بالكتف والرقبة. تصوير: باتريك كاستيلو

٪75 من الطـلاب يؤيّـدون استبـــدال الحقيبة التقليدية بـ «الإلكترونية»

أيد 75٪ من الطلاب في المراحل التعليمية المختلفة، التحول من الحقيبة المدرسية التقليدية إلى الإلكترونية، وذلك من خلال الاستفتاء الذي أجرته وزارة التربية والتعليم على موقعها الالكتروني، ورحب أطباء أطفال وعمود فقري بالفكرة، مؤكدين أن «الحقيبة المدرسية العادية، تتسبب في أضرار صحية بالعمود الفقري للطلاب»، فيما أبدى معلمون وذوو طلاب تخوفهم من الفكرة لحداثتها على الوسط التعليمي.

وأكد مدير عام مجلس أبوظبي للتعليم، الدكتور مغير خميس الخييلي، لـ«الإمارات اليوم»، أن الكتاب المدرسي لا يمكن إلغاؤه لأنه جزء لا يتجزأ من العملية التعليمية، ولكن ما يمكن تغييره هو آلية القراءة، وأن النموذج المدرسي الجديد، يعمل على أن تكون هناك مخرجات متعددة للتعليم، متابعاً أن «الكتاب المدرسي جزء من الحصول على المعلومة، وليس الكل، ولو حصرنا الطالب في الكتاب المدرسي فقط، نكون بذلك قد حصرناه في فكر مؤلف الكتاب، وهدفنا الرئيس إشعار الطالب بأنه محور العملية التعليمية، وليس متلقياً فقط، حتى يستطيع الابداع».

وتفصيلاً، أجرت وزارة التربية والتعليم، استطلاع رأي بين الطلاب شارك فيه نحو 15 ألف طالب من الشرائح التعليمية المختلفة، لاستبيان آرائهم حول فكرة التحول من الحقيبة المدرسية العادية، إلى الالكترونية، وأظهر الاستفتاء أن «عدد الطلاب الذين أبدوا الاستجابة للتحول إلى الحقيبة الالكترونية 9036أ طالباً بنسبة 75٪أ، فيما رفض 3241أ طالباً بنسبة 25٪ من الطلاب المستطلعة آراؤهم، مفضلين الحقيبة المدرسية التقليدية».

وكشف مسؤول في وزارة التربية والتعليم، (فضل عدم ذكر اسمه)، أن هذا الاستفتاء بدأ منذ ما يقرب من شهر ونصف الشهر، بهدف معرفة آراء الطلاب في التحول الإلكتروني الكامل والاستغناء عن الحقيبة المدرسية التقليدية بحيث لا يحمل الطلاب في المستقبل الحقيبة المدرسية، ويستبدلونها عند الذهاب إلى المدرسة بذاكرة فلاش، يحملون عليها كل أعمالهم، ويفرغونها في حواسيبهم، وبذلك يمكن تطبيق العشرات من البرامج والكتب الإلكترونية في المدرسة».

وأكد عدد من الاطباء أن للحقيبة المدرسية العادية تأثيراً سلبياً في توازن الطلاب والجهاز الحركي، بسبب ثقل وزنها،أمشددين على «ضرورة تقليل وزن الحقيبة المدرسية لتلافي تأثيرها في التوازن والقوام وآلام الجهاز الحركي»، ورحبوا بفكرة الحقيبة الالكترونية التي ستقضي على مشكلات العمود الفقري، الناتجة عن ثقل الحقيبة المدرسية.

سياسات جديدة

قال مجلس أبوظبي للتعليم، إن المعلمين وفقاً للسياسات الجديدة للنموذج المدرسي سيستخدمون مجموعة متنوعة من المواد والاساليب الحديثة ، باعتبارها جزءاً من المنهج الدراسي، وكذا استخدام المواد التعليمية بطريقة تسهّل بيئة التعلم، خصوصاً أن «السياسة الجديدة ستحول التعليم إلى المزاولة بدلاً من الاستماع والمشاهدة»، مشيراً إلى أن الكتاب المدرسي الذي يشكل جزءاً من مصادر التعلم سيلغى من بعض المواد، ولن تكون هناك كتب دراسية لها، تطبيقاً للنموذج المدرسي الجديد

وأشار المجلس إلى أن السياسة المتعلقة بالمنهج الدراسي، سيتم إعدادها لتشمل مجموعة من التوقعات المتعلقة بعملية التعلم لكل مادة دراسية يحددها مجلس أبوظبي للتعليم، إضافة إلى توفير مجموعة من عملية التعلم لجميع المواد الدراسية، وذلك من أجل دعم عملية تنفيذ النموذج المدرسي الجديد، لمساعدة الطلبة على اكتساب وإظهار مجموعة معينة من المهارات والمعارف.

وأكد استشاري العمود الفقري، ماجد المحمدي، أنه «يتعين أن يكون وزن الحقيبة 5٪ من وزن الطالب أو أقل». مشيراً إلى أن هذه النسبة جاءت على ضوء نتائج دراسات طبية حديثة، أثبتت أن وزن الحقيبة له تأثير واضح في التوازن والقوام ومشكلات العمـودي الفقري، وتبدأ هذه التغيرات إذا زاد وزن الحقيـبة على 5٪ من وزن الطلاب».

وأكد المحمدي أن «الدراسة أظهرت أن متوسط وزن الحقيبة المدرسية 4.5 كيلوغرامات، وهي تعادل 10٪ من متوسط وزن الطالب، إضافة إلى أن الطلاب الاصغر سناً يحملون حقائب أكثر وزناً»، مؤكداً أن تنفيذ فكرة الحقيبة الإلكترونية يقضي على الآثار الصحية السلبية للحقيبة المدرسية.

تغييرات في الكتف

وذكرت طبيبة الأطفال، مي السيد، أن «الحقيبة المدرسية تتسبب في حدوث تغيرات بمستوى الكتف الحاملة للحقيبة المدرسية، مرجعة ذلك إلى الحمل الخطأ للحقيبة، إذ تحمل الحقيبة على كتف واحدة وتتدلى إلى مستوى الركبة أو أسفل من ذلك، إضافة إلى الألم الذي قد يسببه حزام الحقيبة بسبب ثقل وزنها الذي تتحمله كتف واحدة وتدليها بعيداً، أو نتيجة الإجهاد الذي يسببه حمل حقيبة ثقيلة الوزن لوقت طويل».

وشددت السيد على أن «حمل الحقيبة بهذه الطريقة قد يتسبب في حدوث اختلال بقوام العمود الفقري، نتيجة انحناء الجسم للأمام أثناء حمل الحقيبة في اتجاه واحد يؤدي إلى آلام بالعمود الفقري والكتف والرقبة، وقد يتحول إلى تشوهات في العمود الفقري خصوصاً في مرحلة النمو السريع لطلبة المرحلة المتوسطة».

وكشفت السيد عن أن نسبة كبيرة من طلاب المرحلة الاولى والثانية يعانون آلاماً في الكتف والرقبة وأسفل الظهر، وأن معظم الطلاب المشتكين أكدوا أن حقائبهم المدرسية ثقيلة الوزن ويجدون صعوبة أثناء الصعود والنزول من السلم وهم يحملونها.

وطـالبت السـيد ذوي الطـلاب في حـال عدم إقرار الحقيبة الالكترونية والابقاء على النظام الحالي، باختيار حقيبة تحمل على كتفين خلف الظهر، وإلزام اطفالهم بحملها بالطريقة الصحيحة واستخدام الحزامين وتوسيطها في منتصف الظهر، مع ضرورة إختيار حقيبة مبطنة ذات أحزمة عريضة ومبطنة أيضا، ومراقبة أبنائهم حتى لا يحملوا سوى المستلزمات الضرورية.

فيما أرجع معلمون ثقل الحقيبة المدرسية لأسباب عدة، منها عدد الكتب المدرسية الكبير، واستخدام دفاتر ذات أوراق كثيرة، وحمل الطالبات أشياء غير ضرورية، إضافة إلى عدم الالتزام بجدول دراسي ثابت، وأخيراً عدم مراقبة الأهل ما بداخل الحقيبة.

دولاب متنقّل

وقالت معلمة الاجتماعيات، (أم صالح)، إن «الحقيبة المدرسية حاليا أصبحت دولاباً متنقلاً، فبعض الطالبات يحملن في الحقيبة المدرسية ملابس وعطوراً، ولعب أطفال»، مشيرة إلى أن فكرة الحقيبة الالكترونية تحتاج قبل تنفيذها الى إعداد المعلمين على استخدامها وتدريبهم عليها، لأنها غير متضحة المعالم حتى الان».

واستبعد مدير مدرسة في أبوظبي (فضل عدم ذكر اسمه)، إمكانية التحول من الحـقيبة المـدرسية، إلى الالكترونية في وقت قريب، لافتا إلى أن تنفيذ هذا المشـروع يحـتاج مسبقا الى تزويد المدارس بأجهزة مخصصة لذلك واستبدال السبورة والقلم بأشياء اخرى أكثر تطوراً، مضيفاً «من الممكن ألا يستجيب الوسط المدرسي لهذه المبادرات، لأن تغيير العقلية التعليمية سواء للطالب أو المعلم يحتاج الى وقت طويل، ولا يمكن تغييرها بين يوم وليلة».

وأيدهم في الرأي ذوو طلاب، معربين عن قلقهم من هذه الفكرة، نظراً لضعفهم في استخدام الكمبيوتر وبرامجه المتقدمة ما سيمنعهم من مساعدة أولادهم في المذاكرة ومتابعتهم المستمرة لمعرفة مستواهم العلمي.

وقال شاكر محمود، لدي ثلاثة أولاد بالمدارس، وأعمل حارس أمن خاصاً، ولا أجيد استخدام الكمبيوتر واستخدام الحقيبة الإلكترونية سيؤثر في مستوى اولادي سلبياً لأنني أساعدهم وأتابع معهم دروسهم، عن طريق الكتاب المدرسي التقليدي.

وذكرت (أم عبد الله)، أنها لا تجيد استخدام الكمبيوتر، وفي حال استبدال الكتاب المدرسي بالإلكتروني، ستضطر العديد من الاسر إلى اعطاء أبنائهم دروس تقوية، لأنهم لن يتمكنوا من مساعدتهم بأنفسهم، ما سيرهقهم مالياً.

وأكد مدير عام مجلس أبوظبي للتعليم، الدكتور مغير خميس الخييلي، أن الكتاب المدرسي لا يمكن إلغاؤه، لأنه جزء لا يتجزأ من العملية التعليمية، ولكن ما يمكن تغيره هو آلية القراءة، وأن النموذج المدرسي الجديد، يعمل على ان تكون هناك مخرجات متعددة للتعليم. وأضاف أن «المعلومة موجودة في كل مكان، عن طريق وسائل عدة، لكن الأهم، مهارة الوصول والبحث عنها، ومنطقية التفكير، والعمل في فريق عمل واحد، إضافة إلى التعبير عن الذات، والتفكير الابداعي الخلاق، لأن المهارات اهم من المعلومة».

الأكثر مشاركة