دراسة تطالب بالتوسّع في دمج ذوي الإعاقة في مدارس أبوظبي
أكدت دراسة علمية نفذتها ثلاث معلمات، حول دمج الطلبة ذوي الإعاقة بمدارس تابعة لمجلس أبوظبي للتعليم، أهمية توسيع عملية دمج أبناء هذه الفئة «التي تعاني إعاقات حركية وجسدية» في المدارس.
وأشادت بالخطوات التي اتخذها المجلس لتهيئة البناء المدرسي حتى يكون ملائماً لاستقبالهم، ودمجهم بصورة ناجحة.
وذكرت مديرة إدارة تعليم ذوي الإعاقة في المجلس سيليا بتلر، لـ «الإمارات اليوم» أن المدارس الجديدة والمحدثة جهزت بأدوات واحتياجات المعاقين، مثل أماكن الصعود الخاصة بهم، والخدمات المساندة، مثل دورات المياه، وأماكن جلوسهم، والوسائل المساعدة على عملية الاندماج بين الطلبة المعاقين وزملائهم.
وأضافت أن المجلس لن يتوانى عن تقديم كل ما يمكن، من أجل إنجاح تجربة الدمج، وتهيئة المجتمع التربوي للتعامل مع الطلاب من دون أن تكون هناك أيّ فروقات يمكن التغلب عليها، لافتة إلى أن المجلس لا يحدد عدداً معيناً من الطلاب كل عام لدمجهم، بل يعتمد على حالات الطلبة الذين يقدمون طلبات الدمج.
وتفصيلا، اعتمدت الدراسة التي جاءت تحت عنوان «دمج التلاميذ ذوي الإعاقة في رياض الأطفال العادية» ونفذتها ديمفنا دي سون ويسرا توفيق وسحر صادق، المعلمــات في روضة أطفال الشذى في مدينة زايد في المنطقة الغربية، التي تضمّ 273 تلميذاً وتلميذة، على تهيئة ستة تلاميذ من ذوي الإعاقة، منتسبين لمركز زايد لتأهيل المعاقين في مدينة زايد، لدمجهم في الروضة، بعد زيارة الطلبة للروضة يومين أسبوعياً على مدار شهر، بغرض تعزيز الدمج الاجتماعي، لهذه الفئة في المجتمع.
وأكد 80٪ من المعلمين الذين شملتهم الدراسة أن التلاميذ الذين كان من السهل إدراجهم في مشروع الدمج، كانوا يعانون إعاقات بدنية، فيما كان من الصعب دمج التلاميذ الذين يعانون مشكلات سلوكية.
وأشارت الدراسة إلى أن 90٪ من المعلمين أكدوا أنهم غير مجهزين مهنياً على نحو كافٍ، ليعدلوا المنهج الدراسي حتى يتلاءم مع الاختلافات بين الأسوياء والمعاقين، إضافة الى أن معلمي المؤسستين التعليميتين شددوا على ضرورة زيارة التلاميذ الذين سيدمجون في مدرسة عادية داخل مدرستهم الأساسية، حتى يألف التلاميذ معلم المدرسة المضيفة، والحدّ من شعورهم بالقلق قبل عملية الدمج.
وبينت نتائج الدراسة أن أبناء مركز زايد من ذوي الإعاقة، أحبوا القدوم للروضة، وكونوا صداقات داخلها، وأحبوا الملعب. وذكر كلّ تلميذ أسماء أصدقائه الجدد الذين تعرف إليهم في روضة أطفال الشذى، معربين عن رغبتهم في العودة مجدداً. كما أبدى تلاميذ روضة أطفال الشذى حبهم لتلاميذ المركز، لافتة إلى أن أعضاء هيئة التدريس طالبوا من أجل نجاح الدمج المستقبلي، بأن تتشارك المدرسة الزائرة والمدرسة المضيفة، المعلومات عن التلاميذ.
وأوضحت أن التحديات الرئيسة التي واجهها أعضاء هيئة التدريس تمثلت في القدرة على إدارة التلاميذ ذوي السلوك الصعب، مثل قصور الانتباه، وفرط الحركة، وعدم وضوح خطط التعليم الفردية، والحاجة لزيادة الوعي المهني بطرق التدريس للأطفال من ذوي الإعاقة، والتعرف إلى العلاج الذي يعطى لكل تلميذ من هؤلاء التلاميذ، والمساعدة في دخول دورات المياه، والحاجة إلى مهارات اجتماعية وسلوكية، والإجراءات الطبية، وإجراءات السلامة.
وأكد المعلمون والتلاميذ الذين شملتهم الدراسة أن التلاميذ، أصحاء أو معاقين، لمسوا فوائد اجتماعية وأكاديمية عدة، بعد دمج التلاميذ المعاقين في الفصل العادي. كما شعر التلاميذ الزائرون بالترحيب، وشاركوا في اليوم الدراسي.
وقالت مديرة إدارة تعليم ذوي الإعاقة في المجلـس إن المـدارس الجديـدة والمحدثـة جهـزت بأدوات واحتياجـات المعاقين، مثل أماكن الصعود الخاصة بهم، والخدمات المساندة، مثل دورات المياه وأماكن جلوس الطلبة، والوسائل المساعدة على عملية الاندماج بين الطلبة المعاقين وزملائهم.
وأشارت بتلر إلى أن المجلس يتبع برنامجاً خاصاً لتقييم وتحديد حاجات كل حالة من حالات هؤلاء الطلبة على حدة، ويتم اتخاذ قرار دمجه بالمشاركة مع وليّ أمره، لاختيار أفضل مكان يتناسب مع إعاقته، والحاجات الخاصة التي يتم تحديدها لمساعدته على عملية الاندماج.
لافتة إلى أن المجلس لا يحدد عدداً معيناً كل عام لدمجه، لكنه يعتمد على حالات الطلبة الذين يقدمون طلبات بذلك.
وأكدت أن المجلس يدرّب أعضاء الهيئة التدريسية على كيفية تحديد احتياجات طلبة ذوي الإعاقات، وأنه طور فرقا لدعم العملية التعليمية لهؤلاء الطلبة، ومساعدتهم على القيام بهذه المهمة بطريقة فعالة، من خلال تدريبهم على أحدث البرامج والأساليب العلمية الخاصة بهذه المهمة.
وتابعت بتلر أن المجلس يوفر الحاجات المطلوبة كافة للطلبة من أجل نجاح عملية الدمج، من خلال المعلمين المساعدين، والأجهزة المساعدة، مثل المعينات السمعية والبصرية والمواصلات وغير ذلك، بما يساعدهم على تطوير مهاراتهم، ليصبحوا أفراداً مستقلين.
مضيفة أنه سيواصل تزويد المدارس بأحدث الأجهزة والتقنيات التي تتناسب مع الإعاقات المختلفة، وتدريب المعلمين وآباء الطلبة على التعامل معها، حتى يتمكنوا من الاستفادة منها في المدرسة، أو خلال أداء واجباتهم الدراسية في المنزل. كما سيتم عقد ورش عمل وحلقات تدريبية للتعامل مع ذوي الإعاقات، للمعلمين وأولياء الأمور على حد سواء.
وأكدت بتلر أن معظم الطلبة الذين دمجوا هم من ذوي حالات الإعاقات البسيطة والمتوسطة، وأن مهنة التدريس لأصحاب الإعاقات، أصبحت تلقى إقبالاً واهتماماً من المدرسين.
لافتة إلى أن عدد المعلمين المتخصصين في هذا المجال، في المدارس التابعة للمجلس، بلغ 180 معلماً ومعلمة.