«دبي التعليمية» تؤسس مجلساً للتواصل مع ذوي الطلبة العام الجاري

مديرو مدارس يطالبون بآليات تلــزم الآباء التواصل مع الإدارة

حالة عدم الاهتمام من جانب آباء بعض الطلبة تؤثر سلباً في مستواهـــــــــــــــــــــــــــــــــــــم التعليمي. تصوير: دينيس مالاري

وصف مديرو مدارس في دبي، حالة التواصل بين ذوي طلبة والإدارات المدرسية بأنها ضعيفة وتتسم بـ«الجفاء»، ما أدى إلى انتشار سلوكيات سلبية بين الطلبة، مثل التأخر عن حضور الطابور الصباحي، والتغيب عن اليوم الدراسي، فضلاً عن تراجع مستواهم الدراسي، مطالبين بضرورة توفير حلول تعالج هذه الظاهرة، حرصاً على مصلحة الطلاب.

وأفاد مدير منطقة دبي التعليمية، الدكتور أحمد عيد المنصوري، «بأنه سيتم إنشاء مجلس لآباء الطلبة خلال العام الدراسي الجاري، بهدف توطيد العلاقة بينهم وبين الإدارات المدرسية، ومعالجة الظواهر السلبية التي تحدث نتيجة لضعف العلاقة بين الطرفين».

وتفصيلاً، ذكر مدير مدرسة المعارف للتعليم الثانوي، محمد الماس، أن «مشكلة ضعف التواصل من قبل آباء مع الإدارة المدرسية قديمة، ولم تنتهِ حتى الآن»، مؤكداً وجود تقصير كبير من قبل ذوي طلبة في متابعة أحوال أبنائهم داخل المدارس، ومستواهم الدراسي، ما أدى إلى انتشار سلوكيات سلبية بين الطلبة، مثل التأخر عن الطابور الصباحي، والتغيب عن اليوم الدراسي، فضلاً عن تراجع مستواهم، وذلك على الرغم من حرص المدرسة على إرسال رسائل نصية لهم تطالبهم بالحضور، لكن من دون جدوى.

وتابع: «تحاول المدرسة تطوير طرق التواصل مع الآباء، خصوصاً من ذوي الطلبة أصحاب السلوكيات السلبية داخل المدرسة، لمكافحتها والقضاء عليها، ولضرورة إطلاع ذويهم عليها بشكل مستمر، ليسهموا مع المدرسة في التحسين من مستوى أبنائهم»، مؤكداً ضرورة توفير حلول لعلاج ظاهرة ضعف التواصل بأسرع وقت، حرصاً على مصلحة الطلبة.

وقالت مديرة مدرسة السلام للتعليم الأساسي والثانوي للبنات، حمدة مسعود الزعابي، إن علاقة ذوي الطلبة بالمدرسة تتسم بـ«الجفاء»، وعدم الاهتمام، مشيرة إلى أن المدرسة فيها نحو 700 طالبة، في حين يصل عدد آباء الطالبات المتابعين لأحوال بناتهم إلى نحو 50 فقط، معتبرة تلك النسبة ضئيلة جداً، إذا ما قورنت بأعداد الطالبات، خصوصاً أن أبواب المدرسة مفتوحة لاستقبال الجميع في أي وقت. وذكرت أن حالة عدم الاهتمام التي يتصف بها آباء بعض الطالبات تؤثر سلباً فيهن بالدرجة الأولى، بحيث تهمل الطالبة دروسها، وتتوقف عن تطوير نفسها، كلما قلت متابعة أهلها لها، مشيرة إلى «تمادي بعض الطالبات في السلوكيات السلبية من حيث التغيب عن اليوم الدراسي، والتأخر في الحضور إلى المدرسة، نتيجة لبعدهن عن المتابعة والمحاسبة».

وأشارت إلى أنها سبق أن اتخذت إجراءات لمعاجلة تلك الظاهرة، ولتعزيز التواصل بين المدرسة وآباء الطالبات، من خلال إعطاء كل طالبة تحضر والدها إلى المدرسة درجات إضافية في امتحانات التقويم المستمر، فضلاً عن إنشاء مجموعات لزيارة الآباء في بيوتهم، ومناقشة أهم القضايا والاقتراحات التربوية.

وذكرت مديرة مدرسة زعبيل للتعليم الثانوي ـ بنات، فايزة عبدالكريم سويلم، أن «هناك آباء لا يحاولون التواصل مع الإدارة المدرسية، على الرغم من المحاولات الكثيرة لذلك»، مؤكدة أن نسبة قليلة جداً منهم تتجاوب مع المدرسة في محاولتها للتواصل معهم.

وطالبت بضرورة إصدار قوانين تعالج هذه الظاهرة، وتلزم ذوي الطلاب عموماً بضرورة التواصل مع المدرسة، ومتابعة التقارير الخاصة بأولادهم بشكل دوري، وذلك لأن دورهم مهم وأساسي لإنجاح العملية التعليمية، وعزوفهم عن هذا الدور يوجد خللاً كبيراً فيها.

وأكد مدير مدرسة الشعراوي للتعليم الثانوي أحمد محمد عبدالله قاسم، أن هناك آباء لا تراهم الإدارة المدرسية إلا أثناء تقديم أوراق أبنائهم، وأثناء تسلم الشهادات فقط، في حين يصعب التواصل معهم طيلة العام الدراسي، فضلاً عن عزوف كثير منهم عن حضور اجتماعات الآباء التي تنظمها المدرسة بشكل دوري لمناقشة قضايا واقتراحات تربوية.

وأشار إلى أن «الطلبة الذين لا يتابع ذووهم أحوالهم بشكل دوري يتصفون باللامبالاة وعدم الاهتمام بالدراسة، وعلى الرغم من اتصال المدرسة بهم، وطلب الحضور لا يأتون»، محذراً من خطورة تلك الظاهرة على الطلبة، الذين يحتاجون إلى دور الأهل قبل دور المدرسة ليحققوا متطلبات العملية التعليمية.

وخلافاً لكثير من المدارس الحكومية فإن مدير مدرسة محمد بن راشد النموذجية، محمد حسن، يؤكد وجود تواصل دائم ومستمر بين أولياء الأمور والإدارة المدرسية، وذلك من خلال نظام إلكتروني مطور تستخدمه المدرسة في إرسال المعلومات بشكل مستمر لذوي الطلبة، وتلقي الردود منهم، مضيفاً أنه في العام الماضي فقط أرسلت المدرسة نحو 42 ألف رسالة تواصل مع ذوي الطلبة على مدار العام. يشار إلى أن أكاديميين حمّلوا ذوي الطلاب مسؤولية تغيب كثير من أولادهم عن الطابور الصباحي، وكثير من الظواهر السلبية الأخرى، خصوصاً التغيب عن متابعة اليوم المدرسي، بسبب عدم حرصهم على متابعة أبنائهم خلال اليوم الدراسي، والعمل على حل مشكلاتهم بشكل دوري.

وأوضح مدير منطقة دبي التعليمية، الدكتور أحمد عيد المنصوري، أن «المنطقة تسعى من خلال إنشاء مجلس لآباء الطلبة إلى الاطلاع من خلاله على أهم متطلباتهم، ومناقشة القضايا التربوية، وفتح مجال الاقتراحات أمامهم لتطوير العملية التعليمية»، مشيراً إلى أن ذلك يأتي في سبيل التوجه نحو إزالة الحواجز أمام المنطقة وآباء الطلاب.

تويتر