مدارس حكومية استقبلت طلبة مقيمين بنسب تفوق 20٪

رأس الخيمة تعاني نقصاً في المدارس الخاصة

مدارس حكومية تجاوزت النسبة المسموح بها في تسجيل طلبة وافدين. تصوير: تشاندرا بالان

قال مسؤولون وتربويون في رأس الخيمة، إن الإمارة تشهد ازدياداً مستمراً في اعداد الطلبة الوافدين، مقابل محدودية عدد المدارس الخاصة التي لا تتجاوز 24 مدرسة، ما أدى الى توجه طلبة إلى مدارس حكومية التي استقبلت عدداً اضافياً فاق نسبة 20٪ المسموح بها.

من جهتها، أشارت منطقة رأس الخيمة التعليمية إلى أنها تعاني نقص عدد المدارس الخاصة في الإمارة، ورفض المدارس القائمة على استقبال اعداد اضافية في الفصول الدراسية مع بداية كل عام دراسي، ما يجبر المنطقة على تسجيل طلبة مقيمين في المدارس التابعة لها حسب مدى قدرة استيعابها لعدد اضافي من الطلبة.

وتفصيلاً، قال رئيس قسم التعليم الخاص في منطقة رأس الخيمة التعليمية سالم سيف لـ «الإمارات اليوم» إن المدارس الخاصة الـ 24 غير قادرة على استيعاب عدد اضافي من طلبة مقيمين او فتح فصول دراسية جديدة.

وأوضح أنه يوجد في الإمارة نحو 20 ألف طالب مقيم، منهم نحو 17 ألف طالب يدرسون في المدارس الخاصة، و3000 طالب يدرسون في المدارس الحكومية، بسبب رفض المدارس الخاصة استقبال المزيد من الطلبة في الفصول الدراسية.

وأشار إلى أن المنطقة التعليمية بحاجة إلى خمس مدارس خاصة جديدة لتوفير فصول دراسية لـ 3000 طالب ممن يدرسون في المدارس الحكومية، ومع عدد زيادة الطلبة خلال السنوات المقبلة.

وأوضح أنه في حال لم يتم انشاء مدارس خاصة جديدة وقيام مستثمرين بتوجيه أموالهم نحو التعليم الخاص، ستشهد المدارس الخاصة ازدحاماً في فصولها، مضيفاً أن المدارس الآسيوية شهدت في السنوات الماضية ازدحاماً في فصولها بسبب ازدياد عدد الطلبة وعدم وجود مدارس آسيوية جديدة.

وذكر سيف أن قسم التعليم الخاص تلقى منذ بداية العام الجاري ستة طلبات لإنشاء مدارس خاصة جديدة من قبل مستثمرين، لكن اصحاب الطلبات لم يراجعوا المنطقة لمتابعة طلباتهم، موضحاً أن سبب عزوف مستثمرين عن انشاء مدارس خاصة الى ارتفاع الكلفة المالية لبنائها، وعدم ملاءمة الامكانات المالية التي وضعها صاحب المشروع مع معايير لائحة التعليم الخاص التي تحتوي على شروط لابد من تنفيذها للحصول على موافقة انشاء مبنى مدرسي جديد، مشيراً إلى أن المعايير التعليمية والتربوية التي يجب الالتزام بها لإنشاء المدارس الخاصة بسيطة، وهي عبارة عن إجراءات روتينية وقانونية. وأضاف أن مدارس خاصة لجأت منذ بداية العام الدراسي الجاري إلى فتح فصول دراسية جديدة في الساحات الداخلية للمبنى المدرسي لاستيعاب الأعداد الإضافية من الطلبة، موضحاً أن مدرسة هندية في الإمارة تقدمت بطلب لإنشاء فصول دراسية لمواجهة حالة الازدحام التي تشهدها فصولها.

وأكد رئيس قسم التعليم الخاص أن بعض المدارس الخاصة ترفض قبول وتسجيل طلبة جدد مع بداية كل عام دراسي، لعدم توافر مقاعد شاغرة في جميع المراحل الدراسية، ما يؤدي إلى لجوء طلبة إلى المنطقة التعليمية للحصول على مقعد دراسي في المدارس الحكومية.

ورأى مدير مدرسة رأس الخيمة الحديثة الدكتور صالح الرقب، أن المدارس الخاصة المتميزة تعاني مشكلة ازدحام الطلبة في الفصول الدراسية وعدم قدرتها على فتح فصول جديدة أو توفير مقاعد جديدة. وأضاف أن إدارة المدرسة ترفض تسجيل أي طالب اضافي بعد استكمال عدد المقاعد في بداية العام الدراسي، لأنه لا توجد أماكن شاغرة في الفصول وعدم قدرة المدرسة على فتح فصول جديدة لاستقبال عدد اضافي.

وأشار إلى أن إدارة مدرسة رأس الخيمة الحديثة بصدد إنشاء مدرسة جديدة خلال السنوات المقبلة لمواجهة الحالة المتزايدة في عدد الطلبة، خصوصاً طلبة المرحلة الثانوية، موضحاً أن المدرسة الجديدة ستشمل طلبة رياض الأطفال حتى المرحلة الثانوية.

في سياق متصل، قال مدير المدرسة العربية، هاشم أبوالريش إن المنطقة التعليمية تعاني نقصاً في فصول المرحلة الثانوية بشكل خاص، لأن عدد فصول المرحلة الثانوية في المدارس الخاصة محدودة جداً، ولا تتوافر في جميع المدارس الخاصة. وتابع أن السبب الرئيس لوجود نقص في المدارس الخاصة في الإمارة، ارتفاع الكلفة المالية لإنشاء مدارس خاصة، التي تتطلب توفير معايير تعليمية وإنشائية خاصة بالمبنى المدرسي، موضحاً ان فتح فصول جديدة في المدارس الحالية سيعمل على خفض عدد الطلبة الوافدين في المدارس الحكومية، وتقليل نسبة الازدحام في الفصول الدراسية.

وأوضح أن سبب لجوء طلبة مقيمين إلى الدراسة في المدارس الحكومية ارتفاع الرسوم الدراسية في المدارس الخاصة، مقارنة بالمدارس الحكومية، لأن الدخل الشهري لأسر الامارة متوسط ولا يسمح للأسرة بدفع تكاليف مالية مرتفعة مقابل تدريس ابنائهم في مدارس خاصة. وأيده مدير مدرسة التربية الإسلامية عبدالله جابر قائلاً إن نقص المدارس الخاصة، وارتفاع الرسوم الدراسية فيها، دفعا الطلبة إلى الدراسة في المدارس الحكومية، موضحاً أن الطلبة المقيمين في ازدياد مستمر في الإمارة، وهذا يشكل عبئاً على المدارس الخاصة التي لا تستطيع قبول العدد المصرح به في الفصول الدراسية. وأشار إلى أن فتح مدارس جديدة أو فصول دراسية وخفض قيمة الرسوم الدراسية، سيعمل على تقليل نسبة الازدحام.

من جهته قال مدير مدرسة طنب الحكومية حسن غزلان، إن إدارة المدرسة قبلت تسجيل نحو 146 طالباً مقيماً في الفصول الدراسية، وإن عدد الطبة المواطنين يصل إلى 300 طالب، ما يعني تجاوز إدارة المدرسة نسبة الـ20٪ المسموح بها لقبول طلبة وافدين. وأوضح أن نقص المدراس الخاصة، وارتفاع الرسوم الدراسية، يدفعان طلبة مقيمين إلى الدراسة في مدارس حكومية، وتابع أنه يجب فتح مدارس خاصة جديدة ذات تعليم متميز، لتجنب ازدياد عدد الطلبة خلال السنوات المقبلة.

تويتر