طالبة تحذّر من مخاطر العنف الأسري على الأبناء
حذّرت الطالبة في الصف السابع بمدرسة الريم للحلقة الثانية في أبوظبي، موزة سلطان الزعابي، من مخاطر العنف الأسري وأثره في تنشئة الأبناء، مشيرة إلى الضغوط التي يمارسها أهال على أبنائهم، وعدم إتاحة الفرصة لهم ليعبروا عن آرائهم ومشاعرهم، فضلاً عن تزايد الخلافات الأسرية داخل البيت، وتعرض الأبناء للعقاب بالضرب أحياناً من قبل أهلهم.
وقالت خلال عرضها البحث الذي أعدته باللغة الإنجليزية، حول «العنف الأسري وأثره في تنشئة الأبناء»، خلال عرض نتاجات تعلم برنامج Ecart الذي أطلقه مجلس أبوظبي للتعليم لتنمية المهارات اللغوية والشخصية لدى الطلبة، إنه يجب تنبيه الأسرة ومؤسسات المجتمع كافة إلى وجود حالات عنف في بيوتنا، وضرورة تكاتف الجميع من أجل الحد منها والقضاء عليها بأشكالها كافة.
وأكدت الزعابي لـ«الإمارات اليوم»، خطورة العنف الأسري على الأبناء، خصوصاً في سن المراهقة، موضحة أن الذين يتعرضون للعنف غالباً ما يكون لديهم استعداد لممارسة العنف ذاته ضد أنفسهم أو الآخرين، ويتسبب في حدوث حالات اكتئاب وانحراف لديهم.
وأشارت إلى أن البحث أكد أن من يتعرض للعنف يعاني عدم القدرة على التعامل مع المجتمع، بسبب تدهور المهارات الذهنية، ومستوى الذكاء الذي يؤدي إلى التدهور الدراسي، بالإضافة إلى العديد من المشكلات النفسية في المستقبل.
وأوضحت أن الأبناء داخل الأسرة التي تتسم بالعنف هم أكثر المتضررين من السلوكيات التي يتضمنها العنف.
واقترحت الزعابي تنظيم برامج توعوية للمجتمع بشكل دوري، توضح خطورة العنف داخل الأسرة، على مستقبل الأبناء العلمي، ومناقشتها بشكل أساسي في اجتماعات مجالس الآباء والأمهات في المدارس، والحرص على وجود اتصال مباشر في المدارس بين الأخصائيين الاجتماعيين والطلاب.
وأظهرت الزعابي خلال عرض بحثها مهارة فائقة من حيث الفكرة والمضمون وطريقة العرض، التي عبرت عن ثقة عالية بالنفس، ومهارة وتمكن من مفردات اللغة نالت بها استحسان الحاضرين من العاملين في الهيئتين الإدارية والتدريسية بالمدرسة وزميلاتها الطالبات.
من جهة أخرى، قدمت الطالبة في الصف التاسع، حصة السويدي، بحثاً باللغة الإنجليزية عن «آلة الزمن»، وهي آلة معنوية ابتكرتها الطالبة لتوضح من خلالها الفارق بين جيل الآباء والأجداد واهتماماتهم في زمنهم الماضي، الذي كان ينصب في تربية الأبناء وإطعامهم واستخدام وسائل بسيطة في حياتهم المعيشية، وما كانوا يتكبدون من عناء في الحياة اليومية، وبين جيل الآباء والأمهات المعاصر، الذي دخلت في صميم اهتماماته التقنيات ووسائل الاتصال الحديثة والمتطورة، التي أصبحت تشكل عبئاً يومياً على الرغم فوائدها العديدة.
من جانبها، قالت معلمة اللغة الإنجليزية، سميرة الحوسني، إن الأبحاث محصلة جهود الطالبات بمساعدة وتوجيه من معلماتهن، وهي حقيقية ليست سابقة التجهيز كالتي يتم شراؤها من المكتبات في بعض الحالات، موضحة أنه يتم تدريب الطالبة على كيفية عرض البحث، لتصبح قادرة على ذلك بكل ثقة وموضوعية. من جهتها، قالت مديرة المدرسة، عائشة الزعابي، إن برنامج Ecart أسهم في صقل مهارات الطالبات في اللغة الإنجليزية، وانعكس إيجابياً على شخصياتهن، إذ ساعدهن على البحث والتنقيب عن المعلومات التي يردنها، ومكنهن من عرض أبحاثهن بقدرة فائقة ومهارة وثقة بالنفس.