طلاب يبتكرون جهازاً لاستثمار الرطوبة
ابتكر طلاب إماراتيون جهازاً لاستخلاص المياه العذبة من الهواء المشبع بالرطوبة، ومن المتوقع عرض الابتكار على الجهات المختصة، للاستفادة منه في توفير مياه عذبة بأقل التكاليف.
ونجح الطلاب أحمد عبيد الشامسي، وخميس أحمد الحمادي، وإسماعيل إبراهيم البلوشي، من مدرسة راشد بن حميد في عجمان في استثمار الرطوبة بالهواء.
وعلاوة على كون الجهاز نموذجاً عملياً لأحد مصادر المياه المتجددة، فإنه يستخدم مصدراً نظيفاً للطاقة، وقد تمكن الفريق بفضل التصميم والإرادة من الفوز بجائزة مسابقة «التحدي العلمي الكبير»، التي نظمها المجلس الثقافي البريطاني بالتعاون مع شركة أنظمة الطاقة العالمية «رولزـ رويس»، بعد أن تخطى كثيراً من التحديات والمنافسات بوجود مشاركات عالية المستوى، ضمن المسابقة التي تعتمد على قيام الطلاب المتسابقين بتحديد مشكلة متعلقة بالمياه في بلدهم، أو المنطقة، وإيجاد حل مبتكر ومبدع لها، وشهدت المسابقة مشاركة 16 مدرسة من الإمارات على مدى خمسة أشهر، بدءاً من أكتوبر حتى فبراير الماضيين.
وقال الطالب إسماعيل البلوشي، الذي يدرس بالصف السابع، إن «الجهاز يهدف إلى إيجاد طريقة للحصول على المياه العذبة بأقل كلفة»، مشيراً إلى أن الفكرة بدأت عندما لاحظ فريق العمل تكاثف الضباب على زجاج السيارات والنوافذ والمظلات، ففكر الطلاب الثلاثة في الاستفادة من هذه الظاهرة، لافتاً إلى أن العمل على المشروع اتسم بروح الفريق والعمل الجماعي، إلى جانب مساندة المشرف على المشروع في المدرسة، كما أوضح أن هذه المسابقة هي الأولى التي يشارك فيها مع زميليه.
وأكد زميله الحمادي أن «تنفيذ تصميم الجهاز لم يكن سهلاً، إذ واجهتهم صعوبات مختلفة، مثل كيفية تطبيق الفكرة، وكيفية اختيار الخامات اللازمة لتصنيع الجهاز»، لكنهم تمكنوا من تجاوز الصعوبات، بمساعدة المشرف على المشروع، المعلم زياد مناصرة.
وأوضح أنهم حرصوا على البحث في «الإنترنت»، ولم يجدوا مشروعاً مشابهاً لما أنجزوه.
ولفت الطالب الشامسي إلى أن فوزهم بالمسابقة شكل حافزاً مهماً لهم لمواصلة العمل، والمشاركة في مسابقات أخرى، مشيراً إلى الدعم الكبير الذي وجدوه من أسرهم والمدرسة.
مزيد من التفاصيل حول الجهاز الذي نفذه فريق الطلبة، أوضحه المعلم زياد مناصرة، بالقول: «يتكون الجهاز من وحدتين، الأولى لحصاد الرطوبة الجوية، تقوم بامتصاص الهواء المشبع بالرطوبة، وتضخه داخل إناء معدني يوضع في مياه البحر، إذ تصل الحرارة إلى سبع درجات مئوية، ما يحوّل الرطوبة إلى مياه، بينما تقوم الوحدة الثانية بتكرير مياه البحر بواسطة الطاقة الشمسية، ما يجعل الجهاز يتسم بأعلى كفاءة ممكنة». وأضاف «على الرغم من أن فكرة تكثيف المياه ليست جديدة وتستخدم في أجهزة التكييف، إلا أن تركيب الجهاز من وحدتين، وفكرة تكرير مياه البحر بالطاقة الشمسية يجعلان المشروع غير مسبوق، بحسب ما أكدت عضوة لجنة تحكيم المسابقة الدكتورة سيلفيا فيليشيا، وهي عالمة وباحثة في الفيزياء النظرية بكلية كينغ وجامعة أكسفورد وجامعة كمبردج وكلية إمبيريال».
وأوضح مناصرة أن هناك اتجاهاً للتواصل مع الجهات المختصة في الدولة، لبحث إمكانية الاستفادة من الجهاز، وإفادة المجتمع منه.
وكان الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير التعليم العالي والبحث العلمي، كرم الطلبة الثلاثة بمجلسه في أبوظبي، أخيراً، بحضور مدير المجلس الثقافي البريطاني في الدولة، ريتشارد كوتون، والمدير الإقليمي لشركة «رولز ـ رويس» الشرق الأوسط، الدكتور روب واتسون، إلى جانب عدد من المعلمين والطلاب من المدرسة الفائزة.
يذكر أن مسابقة «التحدي العلمي الكبير»، فتحت باب المشاركة للفرق التي تتكون من خمسة طلاب، حداً أقصى، على أن تراوح أعمارهم بين 11 و16 عاماً، من المدارس الثانوية في الشرق الأوسط والمملكة المتحدة.
وينبغي على المدارس المشاركة تحديد مشكلة تتعلق بالمياه، في مجتمعهم المحلي أو المنطقة المحيطة، وإجراء أبحاث لإيجاد حلول مبتكرة لهذه المشكلة الفعلية، من أجل المساعدة على حماية مصادر المياه في العالم.