ذوو طلبة اشتكوا.. ومديرو مدارس أكّدوا وجود لائحة للسلوك والانضباط

تنورات قصيرة وتسريحات غريبة تنـتشر في مدارس خاصة

لائحة السلوك تلزم الطالبات بـ «ربط» الشعر داخل المدرسة. تصوير: باتريك كاستيلو

أكد ذوو طلبة عدم وجود رقابة دقيقة على أبنائهم داخل مدارس خاصة، ما أدى إلى انتشار مظاهر اعتبروها سلبية بين طلبة وطالبات، متمثلة في قصات شعر غريبة، وارتداء ملابس غير مناسبة، لا تعبر عن الرجولة، كما اعتادت طالبات ارتداء تنانير قصيرة ووضع مساحيق الزينة في المدرسة.

فيما أكد مديرو مدارس خاصة (بنين وبنات)، أن المخالفات الخاصة بتسريحات الشعر والملابس وأدوات التجميل، لا يمكن ان تسمى ظاهرة، وأن من يقومون بها يتم تنبيههم، ثم إنذارهم واستدعاء ذويهم، لضمان عدم تكرار المخالفة.

وتفصيلاً، قال صلاح العافي، إن ابنه في الصف الـ،11 ولاحظ في الفترة الاخيرة أن ابنه يرتدي ملابس غريبة في الألوان والرسوم، وعندما استفسر منه عن سبب هذا التغير في شخصيته، أخبره بأن كل اصدقائه في المدرسة يرتدون هذه الملابس.

حرية وتقليد

إدارة سلوك الطلبة

أكد مجلس أبوظبي للتعليم أنه ألزم المدارس الحكومية والخاصة بوضع خطط لإدارة سلوك الطلبة، وعمل سجلات للطلاب، تحتوي على بيانات دقيقة، خصوصاً الحضور اليومي في المدرسة، على أن يرفع تقرير عن كل طالب عقب كل فصل من الفصول الدراسية الثلاثة إلى المنطقة التعليمية.

وأشارت لائحة السلوك الطلابي الخاصة بمجلس أبوظبي للتعليم، إلى أن الإجراءات التأديبية التي تتخذ ضد الطالب تعتمد على عوامل عدة، أهمها أن تتناسب مع حجم المخالفة السلوكية، ومساعدة المدرس على تحقيق الانضباط من خلال تحديد الاجراءات التأديبية المناسبة وفقاً لحجم المخالفة.

كما حدد المجلس 12 معياراً لتقييم سلوك المعلمين التابعين له، ضمن لائحة السلوك المهنية والوظيفية الجديدة التي يجب على المعلمين الالتزام بها، من ضمنها التشديد على معايير محددة لزي التربويين، تتمثل في ارتداء ملابس مناسبة تلتزم بمواصفات زي العمل الرسمي، ولا تخالف عادات وتقاليد الدولة، مع ضرورة ارتداء التربويين المقيمين ملابس رسمية مناسبة للعمل، وارتداء المواطنين الزي الوطني الرسمي.

وأفاد طالب بالصف الـ،12 عمران يونس، بأن أكثر من نصف طلاب المدرسة يتنافسون في عمل قصات شعر لافتة وغريبة، وأن الأمر أصبح ظاهرة، مشيراً إلى أن العديد من الطلبة المواطنين أصبحوا يقلدون الطلاب المقيمين، ويعتبرون الأمر حرية وإثباتاً لدخولهم مرحلة الشباب.

وذكر الطالب أحمد سعيد، أن معظم طلاب الإعدادي والثانوي يفضلون عمل قصات شعر غريبة أو ارتداء ملابس لافتة، تحت مبدأ خالف تعرف، وأن كثيراً من الطلبة يقلدون صاحب التقليعة، خصوصاً إذا كان الأقوى بينهم، أو المسيطر على المجموعة الشبابية «زعيم الشلة».

فيما أكد بعض الطلاب الذين يقومون بارتداء ملابس ضيقة وعمل قصات، لها أسماء غريبة مثل «الشرس»، و«الفراولة»، و«البرتقالة»، و«كيرلي»، و«سبايكي»، و«فيرساتشي»، أنهم يسايرون الموضة، ولا يجدون أي عيب أو حرج في ذلك، لافتين إلى أن رفض البعض لهم والتعليق على ملابسهم ومظهرهم، هو انتقاد في غير موضعه، هدفه الانتقاد من أجل لا شيء.

ورفض هؤلاء الشباب اتهام البعض لهم بالتقليد الأعمى للغرب، مشيرين إلى أن الموضة ليست لها جنسية محددة، وليس هناك ما يسمى قصات غربية وأخرى عربية، خصوصاً في مجتمع منفتح تتعدد فيه الثقافات والجنسيات مثل المجتمع الإماراتي.

قصات غريبة

في المقابل، أكد أحد العاملين في صالون حلاقة، مياد حسن، أن معظم الشباب الذين يطلبون نوعيات غريبة من القصات، تراوح أعمارهم بين 14 و22 عاما، مشيراً إلى أن ظاهرة القصات المميزة موجودة منذ نحو خمسة أعوام، وأن الطلب على هذه القصات بين الشباب في زيادة مستمرة، لافتا إلى أن النسبة الكبرى من الشباب الذين يطلبون قصات مميزة من جنسيات عربية.

فيما شكت أمهات وطالبات انتشار ظاهرة التنانير القصيرة، ووضع مساحيق التجميل بين طالبات المرحلة الثانوية في المدارس الخاصة، ولا تتخذ إدارات المدارس أي إجراءات عقابية للحد من تلك الظاهرة.

وقالت (أم حمد)، إنها تتفاجأ يومياً بالمظاهر الغريبة للعديد من الطالبات، كأنهن في مسابقة للجمال والأناقة، وليس للدراسة والعلم، مشيرة إلى أن ابنتها تدرس في الصف السادس، وتطالبها بتقليد البنات الكبار.

 

لوائح عقابية

فيما اتهمت (أم صلاح)، إدارة مدرسة خاصة التي تدرس فيها بناتها بالتسيب، وعدم وجود لوائح عقابية، للمخالفات الطلابية، مشيرة إلى أن الأمر لا يتوقف على مخالفات زي الطالبات، لكن بعض المعلمات أيضا يرتكبن مخالفات في الزي واستخدام أدوات تجميل بشكل صارخ، بالإضافة إلى قيامهن بالتدخين أمام باب المدرسة وسط الطالبات.

فيما بررت طالبات في المرحلة الثانوية (رفضن ذكر أسمائهن)، السعي إلى التجمل والظهور بصورة أنيقة، إلى كونهن أصبحن فتيات، وأنهن يخرجن من منازلهن على الصورة نفسها التي يذهبن بها إلى المدرسة، ولو كان في الأمر خطأ لرفضه ذووهن، مشيرات إلى أن المنتقدين يضخمون الموضوع، وأن الأمر لا يزيد على استخدام كحل وسائل ملمع للشفاه يمنحها لونا خفيفا، إذ ترغب الفتاة بهذه المرحلة في أن تشعر بأنها أصبحت آنسة، ولم تعد طفلة صغيرة تتلقى الأوامر من حولها.

هواتف محمولة

في المقابل، أكدت طالبة بالصف الـ،11 عائشة إبراهيم، انتشار ظاهرتي وضع الماكياج وإحضار الهاتف المحمول أثناء الدوام الدراسي، مشيرة إلى أن إدارة مدرستها لا تضع رقابة كافية على هاتين الظاهرتين.

وأوضحت أن الطالبة تذهب إلى المدرسة لتلقي الدروس، ولا مجال في هذه الفترة للمحادثات الهاتفية، خصوصاً أن الهواتف ذات الكاميرات تسبب ضيقا وضجرا لزميلاتها الأخريات.

وأشارت طالبة بالصف الـ،12 ميثاء يوسف، إلى أن بعض المدارس التي لا تستطيع إداراتها السيطرة على ظاهرة وضع الماكياج لدى الطالبات، يتطور فيها الأمر بشكل غير مقبول، لأن الطالبة حينما لا تجد ردعا لهذا التصرف، فإنها تتمادى وتعتاد استخدام أدوات التجميل كاملة وبشكل لافت وواضح، بما لا يتناسب مع مكانها داخل المدرسة.

وكشفت الطالبة عنود أكرم، عن انتشار استخدام العدسات الملونة بين الطالبات، نوعاً من التجميل والظهور بشكل جديد، بالإضافة إلى تسريحات الشعر التي تتفنن طالبات في عملها، كأنهن ذاهبات إلى حفل وليس إلى مدرسة، على الرغم من أن تسريحة الشعر، بالنسبة للطالبات، تقتضي حسب تعليمات الإدارة المدرسية «ربط» الشعر إلى الخلف، وعدم تركه منسدلا على العين، خصوصاً صاحبات الشعر الطويل.

أدوات تجميل

إلى ذلك، أكد مديرو مدارس خاصة (بنين وبنات)، أن المخالفات الخاصة بتسريحات الشعر والملابس وأدوات التجميل، لا يمكن ان تسمى ظاهرة، أنما هي حالات فردية وتتولى إدارات المدارس تقويمها بإساليب تربوية. وقال مدير مدرسة النهضة الخاصة بنين، عدنان عباس، إن كل مدرسة لها لائحة سلوك خاصة بها، وتتماشى في الوقت نفسه مع اللائحة التي أصدرها مجلس أبوظبي للتعليم، مشيراً إلى أن اللائحة تنظم عملية الحضور والغياب واللبس والشكل، والعلاقة بين الطلبة بعضهم بعضا، وبين الطلبة والمعلمين.

وأضاف أن من المفروض على أي إدارة مدرسية عدم السماح بمخالفات في الهيئة والشكل والسلوكيات، وفي حالة قيام أي طالب بارتكاب مخالفة، مثل إطالة الشعر أو قصه بشكل غريب، أو الحضور بملابس مخالفة، يتم تطبيق اللائحة والعقاب الخاص بالمخالفة المرتكبة.

توجيه ونصح

فيما أفادت مديرة مدرسة أشبال القدس الخاصة، أمية علوان، بأن توقيع العقاب على الطالبات المخالفات ليس حلاً، لأنهن يعاندن ولا يلتزمن، لكن الحل يكون بالتوجيه والنصح والإرشاد.

وقالت إن «العملية كلها تحتاج إلى تعامل أبوي، ونحن ننتهج سياسة تعامل الأم مع الابنة في علاقتنا بالطالبات، ونحاول إفهام الطالبات أن التنورة القصيرة، أو استخدام أدوات الزينة في المدرسة غير مناسب، وأنهن جميلات من دون تلك الأشياء، وأن استخدامها يجب ان يقتصر على الحفلات والمناسبات فقط.

وأكدت أن الصراخ والعقاب لا يأتي بأي نتيجة مع الطالبات في هذه السن الحرجة، خصوصاً انهن في طور المراهقة ويجب استيعابهن.

تويتر