92 ٪ من الطلبة يفتقدون مقوّمات مجتمع المعرفة
كشفت دراسة تضمّنها تقرير المعرفة العربي، للعام 2010 - ،2011 أن 92٪ من تلاميذ الدولة «يفتقدون مقومات دخول مجتمع المعرفة»، وأن ثلثي العيّنة الطلابية (65.2٪) في مستوى بداية بناء الجاهزية.
وأشار التقرير الذي جاء تحت عنوان «إعداد الأجيال الناشئة لمجتمع المعرفة»، واختص بحالة الإمارات، وقاس أربع مهارات أساسية لدى الطلبة، إلى أن «مهارة التواصل الكتابي يشوبها ضعف كبير، وتدن في قدرة الطلبة على التعامل مع مشكلات الحياة اليومية، إلى جانب وجود فجوة في مهارة التخطيط للمستقبل».
وأجريت المسوح الميدانية في الحالة الإماراتية، على عيّنة ممثلة لطلبة تراوح أعمارهم بين 17 و18 عاماً، ممن أنهوا الصف الحادي عشر في مدينتي أبوظبي ودبي، باعتبارهم يشكلون منتج العملية التربوية التعليمية قبل الجامعة، وهدفت إلى معرفة مدى امتلاك الطلبة المشاركين عدداً من المهارات والقيم، ذات العلاقة بالأبعاد المعرفية، والوجدانية، والاجتماعية، والشخصية، التي يتطلبها دخول مجتمع المعرفة.
وأوضح التقرير أن الفجوة الكبرى جاءت في نتائج قدرات التلاميذ في المهارات المعرفية، التي تم قياسها عبر أربع مهارات فرعية، وأعطيت لكل مهارة درجات حدها الأقصى 25 درجة، بحيث يكون مجموع المهارات المعرفية مجمعة 100 درجة.
وأظهر التقرير الذي أعدته مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم، بالتعاون مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، ضعفاً كبيراً في مهارة التواصل الكتابي، إذ عجزت الأغلبية الساحقة من التلاميذ المختبرين عن بلوغ الدرجة الوسطى 12.5 من أصل 25 درجة، وكان متوسط التلاميذ خمس درجات فقط، فيما لم يتعدَ متوسط مهارة حل المشكلات ،6.09 ولم يختلف وضع مهارة البحث عن المعلومات عن سابقتيها، إذ كشفت النتائج عن تدني قدرة الطلبة المشاركين على التعامل مع الوضعيات التي تنطوي على مشكلة مستمدة من الحياة اليومية، إذ بلغ متوسط درجات التلاميذ ،9.65 وذلك لوجود صعوبات لدى التلاميذ في فهم أبعاد أي مشكلة. ولم تسجل نتائج التلاميذ المختبرين تحسناً إلا في مهارة استخدام التكنولوجيا رغم أنها لم تصل أيضاً إلى درجة المنتصف، إذ بلغت 12.25 درجة.
وأشار التقرير إلى أن مقياس الجاهزية المعتمد في الدراسة الميدانية، أظهر تركز نحو ثلثي العيّنة (65.2٪) في مستوى بداية بناء الجاهزية، بينما لم يتوصل أحد من التلاميذ المختبرين إلى مستوى الجاهزية التامة. وأوضح التقرير أن المهارات الوجدانية، جاءت في وضع مقبول، مع وجود فجوة في مهارة التخطيط للمستقبل.
وأشار التقرير إلى أن الفتيات يتقدمن على الفتيان في درجة امتلاك المهارات والقيم، وتبين أن الأسرة بما يتوافر لديها من مرافق مادية وتعليمية ومتابعة للأبناء يمكن أن تلعب دوراً مهماً في تمكينهم من اكتساب المهارات الأساسية، ما يؤكد الحاجة الملحة إلى برامج تمكين للأسرة العربية معرفياً، لتقوم بدورها الإيجابي في التنشئة وإيجاد شراكة حقيقية بينها وبين المدرسة ومختلف الأطراف الفاعلة في المجتمع.