القسم يساعد المعلم على الاعتزاز بمهنته ويدفعه إلى طلب العلم والاستزادة منه. تصوير: إريك أرازاس

تربويّون يطالبون بإقــرار «قسَم المعلم» ميثاقاً لشرف المهنة

لاقت مبادرة طرحتها رئيس قسم المناهج العربية في مجلس أبوظبي للتعليم، الدكتورة كريمة المزروعي، على حسابها الشخصي بموقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، بإقرار قسم للمعلم، ليكون ميثاق شرف إلزامياً للمهنة، قبولاً من معلمين أكدوا أنه يؤكد على قدسية المهنة ويرسخ فيهم القيم الخلقية.

وقالت المزروعي، إن «دور المعلم أخطر وأقرب للطالب من أي شخص آخر، فهو من يصنع الإنسان ويصوغ أفكاره ومعتقداته ويصنع مستقبل الدول، لأنه الاساس في تكوين فكر وشخصية الطبيب والمهندس إضافة إلى مساهمته في تحقيق رؤى الدول، وتالياً ينبغي أن يتم إقرار قسم للمعلم على غرار قسم الطبيب، والضابط، والمحامي.

وأضافت «القسم يهدف إلى تحفيز المعلمين وتوعية المجتمع بأهميتهم، وإعادة هيبة المهنة، والتأكيد على أهميتها وقدسيتها، وأن تعيد نظرة الاجلال للمهنة من جانب المجتمع».

وأكد معلمون أهمية إقرار القسم للتأكيد على قدسية مهنة المعلم، مطالبين في الوقت نفسه بوجود قسم للطالب، يؤديه في بداية كل عام، يؤكد من خلاله على المبادئ التي يلتزم بها تجاه معلمه، وإجلاله واحترامه لهذه المهنة.

نص القسم

نصت صيغة القسم التي اقترحتها رئيس قسم المناهج العربية في مجلس أبوظبي للتعليم، الدكتورة كريمة المزروعي، على «أقسم بالله، أن أراقب الله في مهنتي، وأن أصون طلابي في مراحلهم الدراسية كافة، وفي كل الظروف والأحوال، باذلاً وساعياً في إفادتهم من كل العلوم التي أمتلكها، وأن ازرع بداخلهم حب الوطن والحفاظ على هويتهم، وأحفظ للطلاب كرامتهم وأسرارهم، وأن أكون على الدوام من وسائل رحمة الله، باذلاً رعايتي التربوية والعلمية للقريب والبعيد، وأن أثابر على طلب العلم وأسخره لنفع الانسان ورقيه، وأن أوقر من علمني وأعلم من يصغرني، وأكون أخاً لكل زميل في المهنة التربوية، متعاونين على البر والتقوى، وأن تكون حياتي مصداق إيماني في سري وعلانيتي نقية، والله على ما أقول شهيد».

وأكد معلم التاريخ، خالد مرزوق، أن هذا القسم عنصر مهم من عناصر ترسيخ القيم الخلقية التي يتعين توافرها في المعلم مهنياً، أو في سلوكه الشخصي، مطالباً بأن «يضاف للقسم فقرة تشير إلى أهمية العناية باللغة العربية والحرص علي سلامتها والحض على النطق الصحيح بها والتشجيع على إتقانها».

وقال «من الضروري إقرار هذا المقترح، خصوصاً أن صيغة القسم المقترح تشدد على مستوى من الخلق الكريم للمعلم، كونه المثل الأعلى لتلاميذه في سلوكه وعاداته ومظهره مستهدياً في ذلك بالقيم الدينية والخلقية والاجتماعية التي ينهض بها تراثنا الوطني العربي».

وأضاف «القسم سيكون قانوناً يمكن من خلاله محاسبة المعلمين المخطئين، ومنع تجاوزاتهم، مثل مزاولة مهنة الدروس الخصوصية، التي توازي العمليات المحرمة طبياً، ويتم حرمان من يجريها من مزاولة المهنة»

وأكد المعلم خميس ناصر، أن إقرار القسم يساعد على اعتزاز المعلم بمهنته واحترامه لتقاليدها ويدفعه إلى طلب العلم والاستزادة منه والانتظام في برامج التدريب، والاسهام في البحوث التربوية والخاصة بنظم التعليم وطرق التدريس، ومشاركة المعلم بإيجابية في الهيئة التعليمية، كما يؤكد على قدسية المهنة ويرسخ القيم الخلقية.

وذكر زميله خميس ناصر، أن هذا القسم يؤكد أن المعلم هو محور العملية التربوية وبقية العناصر مساندة له، لأنها لا تستطيع التأثير أو تطوير مسيرة التعليم دون أن تمر بالمعلم، مضيفاً أن المعلم صاحب دور حيوي في تحقيق الأهداف التربوية وتحويلها إلى سلوك عملي، لذلك يتعين من البداية ان نزرع بداخله أنه صاحب مهنة نبيلة وهو مؤتمن على الطلبة، وأن الكل يكن الاحترام والتقدير لصاحب المهنة النبيلة.

وأضاف: من الممكن ان يكون القسم خطوة أولى لإعادة هيبة المعلم وتحسين نظرة المجتمع للمهنة، لكن يتعين ان تتبعها خطوات عدة، منها إعداد المعلم من خلال تطوير نظم وبرامج إعداد معلم المستقبل، ونشر الثقة بالجهاز التربوي، وإعادة الثقة للمعلم نفسه، وتخفيف حدة التضخم الإعلامي المتحيز للطالب على حساب المعلم، مع ضرورة رعاية المعلم وتوفير سبل العيش الكريم له بما يحقق الاستقرار الوظيفي والنفسي له، كي يؤدي رسالته على أكمل وجه، وإعطاؤه الدور الكبير في المشاركة برسم السياسات التربوية.

وأفادت أم عبدالله، معلمة الاجتماعيات، بأن فكرة القسم والنص المقترح، تلائم البيئة التعليمية بشدة، خصوصاً أن القسم يظهر الدور الواقع على المعلم في مساعدة الطلبة على التفكير وتوليد الأفكار، وتوجيه الطلبة إلى كيفية الوصول إلى مصادر المعرفة والحصول عليها وبنائها، بالإضافة إلى أنه يحفز المعلم على أن يكون شخصية قيادية، وصاحب رسالة هدفها تنشئة جيل واع مبدع.

فيما اقترحت معلمة الرياضيات، شروق أحمد، ضرورة وجود قسم مواز خاص بالطلبة، يدعوهم إلى الاجتهاد في التحصيل الدراسي، واحترام المعلم وتقديره، والنظر إلى المدرسة وهيئتها بالنظرة التي ينظر بها إلى منزله وعائلته.

وأكملت أن «السواد الاعظم من المعلمين يؤدون واجبهم بما يرضي الله وضمائرهم، التي تعد الموجه والرقيب، والقسم المقترح جيد كخطوة تظهر للمجتمع قيمة المعلم ودوره الرئيس في تكوين شخصيات الطلبة، ما يساعد بشكل كبير على نهضة المجتمع».

وأضافت أن «احترام المعلم والمعلمة ينبع من البيت، فيجب على كل أسرة ألا تسمح لأبنائها بأن يسخروا من شخصية المعلم أو المعلمة، إذ يلاحظ أن هناك بعض الطلاب والطالبات يقلدون المعلمين ويسخرون منهم، مشددة على ضرورة غرس حب المعلم في نفوس الابناء من الصغر، وأن يكون المعلم في الوقت ذاته صاحب شخصية مميزة بكل أساليب التعليم والمعاملة مع الطلبة».

الأكثر مشاركة