لتنمية الجوانب الإبداعية لدى الطلاب المكفوفين
معلمة تطلق «مكتبة لقصص الأطفال» بلغة «بريل»
أطلقت معلمة متخصصة في التربية الخاصة، في مدرسة الأبرق للتعليم الأساسي، في إمارة أم القيوين، مشروعاً لإنشاء مكتبة أدبية لقصص الأطفال ذوي الإعاقة البصرية، باستخدام لغة «بريل» وهي خطوة أولى من نوعها في الدولة، وتهدف إلى تنمية الجانب الإبداعي لدى المكفوفين، وتوفير مادة علمية لم تكن هذه الفئة قادرة على تحصيلها في وقت سابق.
وقد تمكنت المعلمة زهرة الحوسني من ترجمة مجموعة قصصية، فضلاً عن تأليف طالبات من الفئة نفسها قصصاً بهذه اللغة.
وأوضحت الحوسني أن الطلاب مكفوفي البصر يعانون منذ فترة طويلة عدم وجود قصص أطفال بلغتهم الخاصة، وتجاهل دور الكتب والمكتبات لهم في معروضاتها وأقسامها الأدبية، الأمر الذي دفعها إلى توفير تلك القصص بجهود ذاتية منها ومن طالباتها أنفسهن، من المكفوفات وزميلاتهن.
وأشارت إلى أن «المشروع يحقق أكثر من هدف، فهو يسهم في تنمية الجانب الإبداعي لدى الطالبات الكفيفات، وتعريف زميلاتهن بالإعاقة البصرية، وكيفية التعامل مع الطالبات اللاتي يعانينها، وتعليمهن لغة بريل لاستخدامها في كتابة قصة، فضلاً عن زيادة الوعي بالصعوبات التي تواجه فئة ذوي الإعاقة البصرية.
وذكرت أنها طرحت الفكرة على إدارة المدرسة وحصلت على موافقتها، مضيفة أنها بدأت بتعريف طالبات الصف الرابع بطبيعة الإعاقة، وكيفية التعامل معها، فضلاً عن تعريفهن بلغة «بريل»، ومن ثم إخطار ذويهن بمسابقة أطلق عليها اسم «أنا أكتب قصة لصديقي المعاق» بلغة بريل، ومن ثم إعطاء قصة لكل طالبة لكتابتها، فضلاً عن إتاحة الفرصة لطالبات من الفئة نفسها لتأليف قصص باللغة نفسها.
ولفتت الحوسني إلى أن المشروع يعمل على تنمية روح القيادة والعزيمة عند الطالبة الكفيفة وزيادة ثقتها بنفسها، ويغرس روح المشاركة بين الطالبات من خلال تقاسمهن قصة كاملة بمعدل ثلاث صفحات لكل منهن، أو كتابة كل طالبة قصتها الخاصة بها.
ولغة «بريل» نظام لكتابة الحروف بطريقة بارزة، وهي تُكتب من اليمين إلى اليسار وتقرأ من اليسار إلى اليمين باستخدام أصابع يد الكفيف، وهي وسيلة للقراءة والكتابة معاً، كما أن الأدوات التي يعتمد عليها الكفيف في هذه اللغة هي لوحة بريل والقلم، واللوحة عبارة عن إطار معدني، أو بلاستيكي، تثبت عليه الورقة الخاصة بكتابة بريل، وتثبت عليها أيضاً مسطرة تضم مجموعة من الخلايا، وتتطلب هذه الطريقة تدريباً مستمراً على القراءة والكتابة.
أما القلم فيشبه المثقاب المستخدم في عمليات التثقيب والحفر على الخشب وغيره من الخامات، إلا أنه مدبب الطرف، ويستخدم في ضغط النقط، وثقب الحروف على الورق المعد خصيصاً للكتابة بطريقة بريل، وهو عبارة عن ورق مقوّى قابل للتثقيب.
ووفقاً لإحصاءات وزارة التربية والتعليم بلغ عدد الطلبة المصابين بضعف البصر في المدارس الحكومية في الدولة للعام الجاري، ،225 بينما بلغ عدد المصابين بكف البصر 60 طالباً وطالبة.
وقد تمكنت الوزارة من تأهيل فريق وطني متخصص في الإعاقة البصرية، بلغ عدد أعضائه 23 معلمة، تم اختيارهن من بين معلمات التربية الخاصة، وغرف المصادر في المناطق التعليمية، وإلحاقهن ببرنامج تدريبي متخصص، يتوافق مع أحدث المستجدات العالمية في هذا المجال، كي يتمكنّ من أداء دورهن بشكل فاعل.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news