عن طريق نظارة استشعار يرتديها مرضى الشلل الرباعي
4 مواطنين يبتكرون كرسياً يتحرك بإشارات العين
ابتكر أربعة طلاب في الصف الثاني عشر، في ثانوية معاهد التكنولوجيا التطبيقية، قسم العلوم الهندسية، كرسياً متحركاً يعمل عن طريق إشارات العين، هو الأول من نوعه في الإمارات، بهدف مساعدة المعاقين، خصوصاً مرضى الشلل الرباعي، على ممارسة حياتهم بصورة طبيعية من دون الاعتماد على الآخرين.
ولا تتعدى أعمار المخترعين الأربعة 18 عاماً، وهم: هزاع الملكي، ويوسف الخراز، وفهد الحمادي، ومروان الحسبي. وقد عرضوا ابتكارهم أخيراً في معرض نجاح التعليمي في أبوظبي، وأبهروا به الزوار، وأقنعوا مئات من الطلبة الزائرين بالانضمام إلى ثانويات التكنولوجيا التطبيقية، والكليات الهندسية «التي تتيح لهم العلم المؤهل إلى الاختراعات المفيدة للبشرية»، وفق ما قالوه.
وشرح الطلبة أن ابتكارهم يعتمد على التحكم في الكرسيّ المتحرك عن طريق حركة العين من خلال أجهزة استشعار «حساسات» تلصق على العين، أو تكون موجودة على نظارة، يستخدمها الشخص الذي يعاني شللاً رباعياً، وتقوم هذه الحساسات بمتابعة حركة العين وحركة البؤبؤ يميناً أو شمالاً أو إلى الأمام، والخلف، وترسل إشارات إلى محركات الكرسي التي تحولها بدورها إلى حركة.
وأشاروا إلى أن الكرسي مبرمج على استقبال الإشارات عن طريق برنامج إلكتروني، يحاكي العقل البشري، وينقل هذه الإشارات إلى المحركات، بهدف تحريك الكرسي حسب الاتجاه الذي تحركت إليه العين.
وقال أحد أعضاء الفريق، فهد الحمادي، إن المشروع خدمة إنسانية لأصحاب الإعاقة الشديدة، الذين لا يتمكنون من تحريك أي جزء من أجسادهم، من خلال تسهيل حركتهم بإشارات العين، مشيراً إلى سعيهم لتنفيذ ابتكارهم على نطاق واسع ليستفيد منه المقعدون ومرضى الشلل الرباعي.
وأضاف أن المقعد مزود بأدوات للسلامة تحول دون سقوط الجالس في حال حدوث أي اختلال في التوازن، أو إذا كانت الحركة على سطح غير مستو، مشيراً إلى أن الكرسي يتميز بإمكان إيقافه بأكثر من طريقة، وفق البرمجة التي تناسب كل حالة.
وأوضح الحمادي إلى أن النسخة الأولى من الكرسي كانت تعتمد على حساسات، تلصق في العين KG sensor شبيهة بالحساسات التي تلصق لقياس نبضات القلب، وموصولة بمحركات الكرسي، لترسل إليها إشارات الاتجاه، مشيراً إلى أنهم قاموا بتطوير الكرسي، واستبدلوا العدسات بنظارة «أي تراكرر» لسهولة استخدامها واحساسها الأفضل بالعين، حيث يقوم الكرسي بتلقي الاشارات منها مباشرة.
وأشار الحمادي إلى أن الكرسي لم يتم طرحه في الاسواق حتى الآن، وهم في انتظار أي جهة لتتبناه وتقوم بتنفيذه على نطاق واسع، خصوصاً أن تنفيذه داخل الدولة سيوفر كثيراً ويقلل سعره، ما يسهل على المرضى شراءه والاستفادة منه.
وقال الطالب هزاع الملكي، إن «الابتكار من بداية الفكرة حتى تحولها إلى المنتج النهائي من تصميمنا وتنفيذنا، وبمساعدة المدرسة بالمعهد، الدكتورة ياسمين أبوالخير، إذ قمنا بتصميم وتنفيذ الموديل، واختيار المحركات المناسبة، ووضعها في أماكن تناسب حال المريض، بجانب البرامج التي ترسل وتتلقى الاشارات، وتوظف كل جزء في الكرسي»، مشيراً إلى أن تنفيذ المشروع استغرق ثلاث ساعات عمل يومياً على مدار شهر كامل.
وكشف الملكي عن وجود نية لدى فريق العمل لتطوير المشروع، وتحويله إلى كرسيّ ثلاثي الانظمة، ليتناسب مع فئات المعاقين كافة، حيث سيتوفر في النسخة القادمة من الكرسي المتحرك، إمكان الحركة بإشارة العين، أو بالصوت، أو بالريموت كنترول، مشيراً إلى أن النسخة الحالية فيها أكثر من برنامج للحركة والوقوف لتتناسب مع حالة كل مريض.
وعزا المالكي الهدف من اختيار هذه الفكرة وتنفيذها إلى مساعدة المرضى والمقعدين غير القادرين على الاستفادة من الاجزاء السليمة في الجسم، في تحريك الكرسي في الاتجاه الذي يريدونه، خصوصاً المرضى الذين يعانون الشلل الرباعي، مشيراً إلى أن فكرة الكرسي جاءتهم من الإعجاز الالهي في الجسم البشري، إذ يرى الإنسان الصورة وينقلها إلى المخ الذي يحولها إلى إشارات للتحرك.
وأكد المالكي أن روح الفريق ومساندة المعهد لهم هما ما ساعدهم على إنجاز العمل بالدقة الكافية، وتالياً نجاح المشروع، مشيراً إلى أن الفكرة راودتهم بعمل مشروع جديد لم يسبقهم إليه أحد، فقاموا في البداية بتصميم الكرسي بصورة تتناسب مع مرضى الشلل الرباعي، وتضمن سلامتهم، إضافة إلى قبول التصميم للبرمجة على العمل بإشارة العين.
من جانبه، أكد مدير عام معاهد التكنولوجيا، الدكتور عبداللطيف الشامسي، أن النظام التعليمي في ثانويات التكنولوجيا يؤهل الطالب من مراحل عمرية مبكرة للبحث العلمي والتفكير النقدي، لافتاً إلى أن الطلبة عندما يصلون إلى الصف الثاني عشر يكونون قد امتلكوا اساسيات المهندس المبتكر.
وأضاف أن معاهد التكنولوجيا التطبيقية تخلق مهندسين قادرين على الابتكار والإبداع، عن طريق ربط الجانب التطبيقي بالجانب النظري، ما يحفز الطلبة على التطبيق والابتكار، مشيراً إلى أن المعاهد توفر للطلبة المعامل والورش والمواد الخام، لتشجيعهم على التجربة والوصول إلى اختراعات في مختلف المجالات.
وتابع الشامسي أن المعهد يعرض ابتكارات للطلاب على الشركات والمؤسسات، عن طريق تنظيم معرض سنوي تحت شعار «صنع بأيدٍ إماراتية» وتقوم من خلاله المؤسسات بتبني بعض المشروعات الطلابية، وتنفيذها على نطاق اوسع، إضافة إلى استقطابهم الطلاب المبدعين ورعايتهم علمياً ومالياً وإرسالهم في بعثات علمية للاستفادة من نبوغهم عقب التخرج.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news