طلاب أكدوا أن الأسئلة غير مطابقة لنماذج «التربية». الإمارات اليوم

«الفيزياء» تخيّب آمال طلبة العلمي والأدبي

شكا طلبة بالثانوية العامة بقسميها العلمي والأدبي صعوبة أسئلة امتحان الفيزياء، مشيرين إلى أن الوقت لم يكن كافياً، وأن صياغة الأسئلة جاءت غريبة عما تدربوا عليه، ومختلفة عن الامتحان التجريبي، مطالبين وزارة التربية والتعليم بضرورة رفع درجاتهم في الامتحان، ومراعاة إجماع الطلبة على صعوبته.

وأوضحوا أن الامتحان لم يراعِ مستويات الطلبة الفردية، بل استدعى الدقة والتركيز في الحل، مضيفين أنهم لم يتوقعوا الأسئلة التي واجهوها في الورقة. في حين أكدت وزارة التربية والتعليم أن الوزارة تلقت شكاوى وملاحظات حول الامتحان، مشيرةً إلى أن الوزارة ستدرس تلك الملاحظات وستتعامل معها وفق القوانين المنظمة للامتحانات، التي حددتها الوزارة .

وتفصيلاً، قال الطلاب في أبوظبي بالفرع الأدبي: خالد الحوسني، وسلطان عبدالعزيز، وعلي نجيب، وعبدالرحمن نبوي، إن الامتحان ضم رسمي «البحر واليابسة، ونظرية الحرارة والرطوبة» اللذين يحتويان على أسئلة كثيرة وصعبة وغير مباشرة، وتحتاج إلى مهارات عالية للتفكير والإجابة، ما أدى إلى استهلاك وقت كبير وإضاعة فرصة الإجابة عن بقية الأسئلة.

فيما اشار زميلاهم محمد خالد وامجد ساسين، إلى أن الامتحان ضم للمرة الأولى سؤال مقارنة، خاصاً بكوكبي الأرض والمريخ، وساعات الليل والنهار في كليهما، وأسباب اختلاف الحرارة، لافتين إلى انهما لم يتدربا على مثل هذه الأسئلة من قبل.

فيما اكدت الطالبات، مها حسن، وريم مازن، وفاطمة حميد، أن البكاء داخل قاعة الامتحان كان السمة المشتركة، لافتات إلى أن الذين وضعوا الأسئلة لم يفرقوا بين أسئلة الأدبي والعلمي، وتعاملوا مع ورقتنا على انها انتقام لاختيارنا الشعبة الأدبية، على حد قولهن.

وأكد الطلبة احمد الحمادي، ومروان عبدالمجيد، واحمد حسن الهاشمي، وماجد الشحي، أن ورقة الفيزياء كانت طويلة وتوزعت الأسئلة على ست أوراق أرهقت الطالب في قراءتها والإجابة عنها، مشيرين الى ان الامتحان يعد بداية غير سعيدة وغير مطمئنة لطلبة القسم العلمي، موضحين ان وقت الامتحان لم يكن كافياً للإجابة عن الأسئلة ومراجعتها بصورة جيدة.

فيما قالت الطالبة علياء احمد إن أسئلة الفيزياء كانت حلقة جديدة في مسلسل تعقيد امتحانات الرياضيات والعلوم، إذ ركزت الأسئلة على التفاصيل الموجودة بين السطور وتضمنت الورقة مفردات صغيرة من المقرر الدراسي لم يكن يلتفت اليها المعلم او الطالب خلال الشرح.

في المقابل، أوضح معلم الفيزياء محمد صالح أن اسئلة الامتحان للقسمين العلمي والأدبي في مجملها تخاطب الطالب المتوسط، مشيراً إلى أن ‬50٪ من الأسئلة تخاطب الطالب المتوسط، و‬30٪ الطالب الأقل من متوسط، و‬20٪ للطلاب المتفوقين.

وأوضح أن الأسئلة تم تقسيمها بحيث تشمل ‬10٪ من الأسئلة للطلبة ذوي المهارات العليا، و‬20٪ لمهارات التذكر، و‬40٪ لمهارات الفهم والاستيعاب، و‬20٪ لمهارات التطبيق، و‬10٪ لمهارات التفكير، وأكد خلو الأسئلة من أي تعقيدات، أو أسئلة غريبة على الطلبة، مرجعاً الشكاوى إلى عدم استغلال الطلاب إجازة اليوم الوطني في المراجعة والاستذكار، واضاعتها في التنزه واللعب.

وفي دبي، أكد موجه أول مادة الفيزياء في وزارة التربية والتعليم، محمد الأقرع، أن الوزارة تلقت شكاوى وملاحظات حول امتحان الفيزياء للقسمين العلمي والأدبي، مشيراً إلى أن الوزارة ستدرس تلك الملاحظات وستتعامل معها وفق القوانين المنظمة للامتحانات، التي حددتها الوزارة.

وأوضح أن الامتحانين جاءا في مستوى الطالب المتوسط، واشتملت الورقتان على أسئلة مألوفة للطلاب، مشيراً إلى أن كثرة شكاوى طلاب الأدبي ترجع إلى أن عدداً كبيراً منهم يدرس ضمن فئة المنازل وتعليم الكبار، وتركز أغلب الشكاوى حول فقرة أو اثنتين على الأكثر.

وتوقع الأقرع ارتفاع نسبة النجاح في الأدبي والعلمي، وأن نسبة النجاح العامة ستكون مماثلة للأعوام السابقة، ولفت إلى أن كثيراً من الشكاوى التي تلقتها الوزارة من خلال غرفة العمليات المشرفة على الامتحانات غير مبررة، وسببها الرئيس ضعف مستوى الطالب.

وقال طلاب «الأدبي» في دبي: شريف عبدالله وعبدالرحمن سعيد، وعلي محمد العوضي، إن امتحان الفيزياء جاء أصعب مما توقعوا، ومخالفاً للنماذج التي تدربوا عليها على موقع الوزارة، كما أن الورقة احتاجت إلى مزيد من الوقت، ومهارات تفكير عليا.

وأشار طلاب العلمي محمد خالد عبدالله، وايهاب صادق، والحارث صلاح الدين، إلى أن الورقة تميزت بالصعوبة، ووجود أسئلة غير مباشرة، وغير مطابقة للنماذج التي رفعتها الوزارة على موقعها الإلكتروني، وطالبوا بمراعاة تلك الأمور في تصحيح الورقة.

وفي الشارقة، قالت الطالبات بشاير اليماحي، وشيخة المازمي، وميرة محمد، وعلياء عبدالله، وإيمان آل علي، من القسم الأدبي، في مدرسة الرفاع للتعليم الثانوي، إنهن فوجئن بمستوى الامتحان الصعب، موضحات أنهن ذاكرن الكتاب كاملاً بالإضافة إلى النموذج التدريبي، إلا أن الامتحان كان مختلفاً تماماً عنهما.

وأضفن أن الامتحان احتوى على أسئلة متعلقة بالاستنتاج من دون وجود نقاط في الامتحان تساعد على فهم الأسئلة أو توضيحها، مشيرات إلى أن أسلوب الأسئلة في الورقة اختلف تماماً عن الأسلوب المتبع في الكتاب المدرسي، وأنه غير مناسب لمستويات الطلبة المختلفة، وإن كانت الطالبة متفوقة فستجد صعوبة في حل الأسئلة.

في حين قالت الطالبات فرح نبيل، وآسة العاني، ومي العقاد، وهناء أحمد صالح، عريب عفيف، غفران سعدي، إن امتحان الفيزياء كان أصعب من الذي تصورنه، بحيث إن الوقت الذي وضع له (ساعة ونصف الساعة) لم يكفِ لحل جميع الأسئلة بالدقة المطلوبة.

وأضفن أن القوانين في بعض الأسئلة، استرعت الاستنتاج من خارج المنهاج الدراسي، ولا تعتمد على القوانين الموجودة في الكتاب، والامتحان، ولم تراعِ مستوياتهم المختلفة، وتطلب الدقة في الحل.

وأفادت مديرة مدرسة الرفاع للتعليم الثانوي للبنات بالشارقة، منى الرصاصي، أن ردود فعل الطالبات تفاوتت، إذ إن طالبات القسم العلمي لم يبدين الاستياء ذاته الذي أبدته طالبات القسم الأدبي، وأنهن لم يجدن الوقت الكافي لحل الأسئلة، خصوصاً أن مادة الفيزياء دسمة، موضحة أن الطالبات لم يبدين ملاحظات كثيرة على مستوى الورقة، ولم تصدر شكاوى من قبلهن في ما يخص الامتحان.

وفي عجمان، أشارت إدارة مدرسة أسماء بنت عميس للتعليم الثانوي، إلى أن طالبات العلمي عبرن عن استيائهن بخصوص ورقة الفيزياء، وأفدن بأن هناك اسئلة استنتاجية وأخرى تستغرق وقتاً لحلها، وأن إدارة المدرسة ولجنة الامتحان لم تتمكنا من إعطائهن مدة زمنية إضافية، وفقاً لقوانين الوزارة، مشيرة إلى أن طالبات الأدبي لم يكن راضيات عن الأسئلة أيضاً، وشكون إلى الإدارة بعد الانتهاء من الامتحان من صعوبة الورقة.

واتفقت طالبات المنازل مع زميلاتهن، إذ أفادت (أم محمد) وهي طالبة منازل من القسم الأدبي، بأن الامتحان لم يكن سهلاً، ولكنها أجابت عن كل الأسئلة متمنية أن تحصل على نتيجة جيدة، بينما أفادت طالبات من القسم العلمي، وهن لمياء محمد وموزة سعيد ونورة عبدالله، إلى أن الأسئلة كانت بحاجة إلى وقت إضافي وتركيز أكثر ولكنهن لم يحصلن على وقت إضافي.

وفي رأس الخيمة، أكد رئيس قسم العمليات التربوية في منطقة رأس الخيمة التعليمية، الدكتور فيصل الطنيجي، أن معظم الملاحظات والشكاوى التي سجلتها اللجان التي زارت قاعات الامتحانات كانت تتعلق بعدم كفاية زمن الامتحان، وأن بعض الأسئلة يحتاج إلى وقت إضافي للإجابة عنها.

وأوضح أن الامتحان طويل لوجود اسئلة تركز على مهارات الطالب الشخصية، مشيراً إلى أنه لا توجد أي شكاوى تتعلق بصعوبة ورقة امتحان الفيزياء، لأن جميع الطلبة أجابوا على ورقة الامتحان بكل وضوح وخرجوا من قاعات الامتحانات قبل نهاية الوقت المحدد. وأشار الطالب ابراهيم عيسى إلى أن امتحان الفيزياء للقسم الأدبي طويل ويحتاج إلى وقت إضافي لمراجعة ورقة الامتحان والتأكد من الإجابات عن اسئلة الفيزياء، وتابع أن الأسئلة كانت من المنهج الدراسي، وأن البعض منها جاء من خارج المنهج، لكنها مشابهة لنماذج امتحانات الوزارة. ورأى الطالب رائد المدني من طلبة القسم العلمي، أن بعض الأسئلة بحاجة إلى مزيد من التفكير للإجابة عنها، لأن امتحان الفيزياء تضمن أسئلة علمية صعبة وتحتاج إلى وقت إضافي للإجابة عنها بشكل صحيح، موضحاً «أجبت عن جميع الاسئلة وسلمت ورقة الأسئلة في الوقت المحدد لنهاية زمن الامتحان».

 

الأكثر مشاركة