معظم خريجي المدارس الخاصة الإماراتيين تابعوا تعليمهم العالي. الإمارات اليوم

«إدارة الأعمال» التخصص الأكثر رواجــاً بين طلاب دبي للسنة الثالثة

كشفت دراسة حديثة أجراها فريق بحثي من هيئة المعرفة والتنمية البشرية في دبي، أخيراً، أن ‬55٪ من الطلبة الإماراتيين الملتحقين بقطاع التعليم العالي في دبي، اختاروا تخصص إدارة الأعمال، فيما يلتحق ‬42٪ منهم بجامعات اتحادية، معظمهم من الإناث، وفق ما قالته قائدة الفريق، كلثم كنيد، لـ«الإمارات اليوم».

وأوضحت كنيد أن نسبة الالتحاق بتخصص إدارة الأعمال، كانت شبه ثابتة خلال السنوات الثلاث الأخيرة، وعزت ذلك إلى نوعية التخصصات المتوافرة في الجامعات، ومحدوديتها، خصوصاً أفرع الجامعات العالمية في دبي، إذ ثبت أن «إدارة الأعمال» هو أقوى التخصصات في تلك الجامعات، إضافة إلى إدراك الطلاب أهمية دبي مركز أعمال حيوياً يحتاج إلى خريجين في هذا التخصص، مشيرة إلى أنه قد تكون هناك أسباب أخرى مرتبطة بالطلبة أنفسهم، إلا أنه حتى الآن لم يتم عمل دراسة مستفيضة بهذا الخصوص.

وعزت كنيد ذلك إلى أن الطلبة المواطنين تتوافر لهم فرص عديدة لمتابعة دراساتهم بعد التخرج في المرحلة الثانوية، إذ يمكنهم الالتحاق بالجامعات الاتحادية أو الخاصة في دبي، أو في بقية إمارات الدولة، أو الدراسة خارج الدولة.

وشرحت أن طلبة المدارس يميلون إلى الالتحاق بمدارس خاصة قريبة من أحيائهم السكنية، لكنهم يصبحون أكثر قابلية للتنقل وقطع مسافات أطول عند الدراسة في مؤسسات التعليم العالي، إذ يبدون استعداداً للالتحاق بمؤسسات التعليم العالي في الإمارات الأخرى، وعلى نحو مشابه يأتي الطلبة من إمارات أخرى إلى دبي، لمتابعة تعليمهم العالي. وتابعت كنيد أن إجمالي الطلبة المواطنين الملتحقين بمؤسسات التعليم العالي في دبي، وفق أحدث الإحصاءات، بلغ نحو ‬19 ألف طالب وطالبة.

وأظهرت الدراسة أن الطلبة الإماراتيين الذين يدرسون في مدارس خاصة يتمتعون بفرصة أكبر لتحقيق درجة ‬180 فما فوق، ضمن امتحان «السيبا»، ما يشير إلى أن مستواهم في اللغة الإنجليزية كافٍ للدخول مباشرةً في مساقات التخصص المختار. كما أن العامل الرئيس في اختيار الطلبة الإماراتيين لفرعٍ من فروع الجامعات الأجنبية في دبي، هو تصورهم أن هناك قيمة أعلى للمؤهلات الدولية التي يوفرها الفرع.

وقالت كنيد إن هيئة المعرفة والتنمية البشرية في دبي أجرت دراسة لدفعة ‬2008 من الطلبة الإماراتيين، الذين تخرجوا في المدارس الثانوية في دبي، في صيف ‬2008. وضمت هذه الدفعة ‬2657 طالباً وطالبة، بلغت نسبة الذكور منهم ‬51٪ بواقع ‬1356 طالباً، في حين بلغت نسبة الإناث ‬49٪ بواقع ‬1301 طالبة.

4 مدارس

وكان الطلبة قد التحقوا بأربعة أنواع رئيسة من المدارس، هي المدارس الحكومية، ومعهد التكنولوجيا التطبيقية، والمدارس الخاصة (التي تقدم مناهج دولية مختلفة تُدرّس باللغة الإنجليزية)، والمدارس الخاصة (التي تقدم منهاج وزارة التربية والتعليم باللغة العربية).

ولفتت كنيد إلى أن أبرز النتائج التي توصلت إليها دراسة هذه الدفعة، أن معظم خريجي المدارس الخاصة الإماراتيين تابعوا تعليمهم العالي بمعدل التحاق للطالبات تجاوز نظيره لدى الطلاب.

وكان احتمال متابعة الدراسة في التعليم العالي كبيراً لدى الطلبة الذكور ممن درسوا باللغة الإنجليزية، إذ بلغت النسبة بين طلبة المدارس الخاصة، التي تعتمد مناهج دولية ‬83٪، فيما بلغت النسبة بين طلبة معهد التكنولوجيا التطبيقية ‬71٪.

وبالمقارنة مع ذلك، فقد تمكن ‬30٪ من طلبة المدارس الحكومية و‬54٪ من طلبة المدارس الخاصة التي تعتمد منهاج وزارة التربية والتعليم من متابعة تعليمهم العالي.

من جهة أخرى، توجه عدد أكبر من الطلبة الذكور من خريجي المدارس الحكومية (‬50٪) والمدارس الخاصة التي تعتمد منهاج وزارة التربية والتعليم (‬32٪) إلى سوق العمل.

وأشارت كنيد إلى عدد صغير من خريجي الثانوية الذكور، لم يعملوا أو يدرسوا لمدة ‬10 أشهر بعد إكمالهم المرحلة الثانوية.

في المقابل، فإن معظم الطالبات (‬95٪) ممن التحقن بمدارس خاصة تعتمد مناهج دولية، تابعن دراساتهن في الجامعة.

5 مواد رئيسة

وقام جهاز الرقابة المدرسية في العام الدراسي ‬2011 - ‬2012 بإجراء الرقابة المدرسية على ‬138 مدرسة خاصة في دبي، وجمع معلومات من المدارس التي تضم طلبة إماراتيين، وركز خصوصاً على المدارس الـ‬93 التي تضمّ في صفوفها خمسة طلبة إماراتيين أو أكثر، إذ طلب من المدارس توفير معلومات حول إنجازات الطلبة الإماراتيين في خمس مواد رئيسة، هي التربية الإسلامية، واللغة العربية، واللغة الإنجليزية، والرياضيات والعلوم. كما وزع استبيانات على الطلبة الإماراتيين من الصفوف ‬10 إلى ‬12، وذويهم، للوقوف على آرائهم حول أداء المدرسة.

وتم أثناء الرقابة المدرسية إجراء زيارات صفية للفصول التي تضم طلبة إماراتيين، وأجرى المقيمون التربويون مقابلات مع مجموعات من الطلبة من مختلف الأعمار، بمن فيهم طلبة إماراتيون. والتقى المقيمون بالقيادات المدرسية، وكثيراً من الآباء، وفي كل سياق من هذه السياقات تمت دعوة ذوي الطلبة للمشاركة.

وأفاد أحدث الأبحاث والبيانات المستندة إلى الأدلة التي سجلها جهاز الرقابة المدرسية، بأن إنجازات الطلبة الإماراتيين في المدارس كانت الأفضل أداءً، وتتماشى في معظم الحالات مع أقرانهم من الجنسيات الأخرى الملتحقين بالمدارس ذاتها، لكن الطلبة الإماراتيين الذين يلتحقون بالمدارس الأفضل أداءً هم أقلية، كما تفوقت الطالبات الإماراتيات على الطلاب الإماراتيين في المواد الرئيسة كافة، في معظم مراحل التعليم المدرسي.

التحصيل الدراسي

وكان التحصيل الدراسي للطلبة الإماراتيين في مادتي التربية الإسلامية واللغة العربية، متماشياً بشكل عام مع المستويات المتوقعة التي وضعها جهاز الرقابة المدرسية، فيما كان هناك ضعف ملحوظ في مستوى التحصيل الدراسي للطلبة الإماراتيين في المدراس الخاصة عبر مراحل التعليم كافة، وضمن مواد رئيسة هي اللغة الإنجليزية والرياضيات والعلوم، مقارنة مع زملائهم في المدارس التي تعتمد المنهاج ذاته، خصوصاً عند التحاقهم بالمدارس الأضعف أداء.

ويلتحق معظم الطلبة الإماراتيين بالمدارس التي تعتمد المنهاج الأميركي، ولا تُوفر أي شكل من أشكال الشهادات الخارجية، باستثناء شهادة دبلوم الثانوي الصادرة من المدرسة، وكانت مواقف وسلوكيات الطلبة الإماراتيين جيدة عموماً، إلا أنه في حالات قليلة جداً، ضمن المدارس الأضعف أداءً، لم يُظهر الطلبة الذكور في الصفوف العليا مواقف مناسبة تجاه تعلمهم، إضافة إلى أن نسبة حضور الطلبة الإماراتيين في المدارس الجيدة والمتميزة مساوية لحضور الطلبة الآخرين، فيما كانت النسبة متفاوتة بدرجة أكبر في المدارس الأضعف أداءً، وشكلت عاملاً بارزاً في تدني تحصيل الطلبة الذكور في المراحل اللاحقة من تعليمهم في مدارس خاصة تتسم بأداء غير مقبول في دبي.

الأكثر مشاركة