مشروعان إماراتيان لتحلية المياه وتسخين الهواء بـ «الطاقة النظيفة»

ابتكرت ست طالبات مواطنات، في كلية الهندسة في جامعة الشارقة مشروعين، الأول لتحلية مياه البحر، والثاني لتسخين الهواء البارد، باستخدام الطاقة الشمسية المتجددة.

وعن المشروع الأول، قالت الطالبات في السنة الدراسية الثالثة، ريم الحسيني والعنود العبدولي، ومريم المزروعي، إنه يعتمد على استغلال الطاقة النظيفة والصديقة للبيئة، المتوافرة على مدار الساعة، ويقلل من الاعتماد على الطاقة النفطية التقليدية، مشيرات إلى أن فكرة المشروع جاءت أثناء دراستهن مساقات قسم هندسة الطاقة المتجددة والبديلة، الذي ينتسبن إليه في الجامعة.

وقالت الحسيني لـ«الإمارات اليوم»، إنها نفذت فكرة مشروع جهاز تحلية مياه البحر بمشاركة زميلتيها، على هيئة صندوق مربع الشكل، ومغطى من الأعلى بلوح من الزجاج المائل، تعلوه عدسة كبيرة مسطحة لتجميع أشعة الشمس، موضحة أن الماء الذي يتم ضخه إلى الداخل يمرّ عبر أرضية الصندوق المتدرجة، لإعطاء الماء وقتا أطول لاكتساب حرارة الشمس، التي تُسرع في تبخره وتكثفه على السطح الزجاجي العلوي للصندوق، وتاليا، تجميعه بعد تحليته في خزان صغير أسفل الزجاج العلوي، في حين تذهب الكمية القليلة المتبقية من الماء غير المحلى إلى خزان آخر، مضيفة أن الجزء السفلي من الصندوق مغطى بمادة سوداء اللون، تمنع إعادة تبخير الماء مرة أخرى.

وأشارت إلى أن مروحة صغيرة في أعلى الصندوق الزجاجي، تعمل بواسطة الألواح الكهروضوئية، تعمل على طرد الهواء الساخن إلى خارج الصندوق، حتى لا يعيد تبخير الماء مرة أخرى.

وأوضحت أن الهدف من المشروع هو الاستفادة من الطاقة الضوئية المتوافرة طوال أيام السنة، والتخفيف من استخدام الوقود نظرا لآثاره السلبية في البيئة.

وشرح الدكتور صالح العكور، وهو أستاذ مشارك في هندسة الطاقة المتجددة والمستدامة والمشرف على مشروع تحلية مياه البحر، أن الطالبات الثلاث نفذن نموذجا مصغرا لمشروعهن، لا تتعدى مساحته الكلية أربعة أمتار، ونجحن في تحلية مياه البحر المالحة بمعدل لتر في الساعة الواحدة، مؤكدا أن المشروع يمكن تطبيقه على أرض الواقع بشكل أكبر والاستفادة منه مستقبلا، موضحا أن مثل هذه المشروعات تأتي استجابة لما يشهده العالم من توجه نحو مصادر الطاقة البديلة والمتجددة.

وتوقع أن تدخل الطالبات تعديلات متطورة على مشروعهن في مراحل متقدمة من الدراسة، لافتا إلى أنهن لم يزلن في السنة الدراسية الثالثة.

وحول مشروع مسخن الهواء الشمسي، قالت الطالبة فرح محمد إنها عملت بمشاركة الطالبتين حمدة علي، وناريمان قاسم، على الاستفادة من علب المشروبات الغازية التي طليت باللون الأسود لرفع درجة حرارة الهواء، ثم رصّت بشكل متوازٍ في صندوق مغطى بزجاج، يحتوي على فتحة عليا لإدخال الهواء البارد عن طريق مروحة صغيرة تعمل بالطاقة الكهروضوئية، لافتة إلى أن الهواء بعد مروره في داخل الصندوق يسخن، ويخرج عبر الفتحة الأخرى في أسفل الصندوق.

وأشارت إلى أن هذا الجهاز يساعد في تدفئة البنايات في فصل الشتاء، عند تركيبه في الخارج وتوجيه الفتحة السفلى إلى داخل الشقق، لإدخال الهواء الذي تم تسخينه، موضحة أن «مسخن الهواء الشمسي» يرفع درجة الهواء الذي يمر خلاله من ‬25 إلى ‬60 درجة.

وقال الأستاذ المساعد في كلية الهندسة والمشرف على مشروع مسخن الهواء الشمسي، الدكتور عبدالحي العلمي، إن الجهاز يهدف إلى الحفاظ على البيئة من خلال إعادة تدوير علب المشروبات الغازية والاستفادة منها في مجالات أكثر نفعا، مضيفا أنه يمكن استخدامه في تجفيف الحبوب، وتدفئة المخيمات البرية خلال فصل الشتاء، وتربية الدواجن الصغيرة التي تحتاج إلى درجة حرارة خاصة لنموها، موضحا أن الجهاز يعمل مدة ثماني ساعات متواصلة.

ونصح الطالبات بالعمل على تسويق أفكارهن، والبحث عن شركات داعمة لتبني مشروعاتهن وتطبيقها بشكل أوسع، لافتا إلى أن طلبة كلية الهندسة نفذوا مشروعات متميزة باستخدام أدوات أولية رخيصة الثمن وصديقة للبيئة.

وأكد منسق برنامج هندسة الطاقة المتجددة والبديلة، الدكتور عبدالقادر حامد، أن الدافع لطرح برنامج الطاقة المتجددة في كلية الهندسة في جامعة الشارقة، هو توفير كوادر قادرين على تسخير دراستهم في خدمة بلدهم، لتقليل الاعتماد على الوقود وتوفير كميات كبيرة منه للتصدير الخارجي، مشيرا إلى أن برنامج هندسة الطاقة المتجددة والبديلة تم طرحه قبل ثلاث سنوات، فيما وصل عدد الطلبة المنتسبين إليه إلى أكثر من ‬350 طالبا وطالبة، يشكل المواطنون منهم نسبة ‬60 ٪.

ولفت إلى وجود مختبر في جامعة الشارقة، لتخزين الطاقة المتجددة في بطاريات ومكثفات عالية الجودة، مؤكدا أن «عملية التخزين في البطاريات تتم بفاعلية وكفاءة، كما أن حفظ البطاريات يتم بطريقة آمنة، حتى لا يكون لها أيّ تأثير سلبي في البيئة المحيطة».

الأكثر مشاركة