«التربية» تدرس مستوى العنف في المرحلة الثانوية بدبي والمناطق الشمالية
أفاد مدير إدارة التربية الرياضية في وزارة التربية والتعليم، حسن لوتاه، بأن الوزارة بدأت أخيراً، في دراسة العنف في المرحلة الثانوية، للتعرف إلى مستواه في مدارس البنين والبنات في تلك المرحلة، وقياس أثر النشاط البدني في الحد من تلك الظاهرة، وسلوكيات الطلبة، والوقوف على واقع الظاهرة، وتالياً وضع خطط واستراتيجيات للتعامل معها من قبل إدارة التربية الرياضية.
وأوضح أن الدراسة ستغطي المدارس الثانوية في دبي والمناطق الشمالية، وتركز على الإدارات المدرسية والطلاب، مشيراً إلى أن «الوزارة رفعت استمارتي استبيان على الموقع الإلكتروني الخاص بها، إحداهما خاصة بالطلبة، والأخرى بمديري المدارس، وتم التعميم على المدارس الثانوية أخيراً بضرورة الإجابة عن التساؤلات الموجودة فيها»، مشيراً إلى أن التعامل مع تلك الدراسة سيكون إلكترونياً، ويتم بعد ذلك جمع البيانات وتحليلها للخروج بالنتائج.
وذكر لوتاه أن الدراسة ستتم وفق ثلاثة مستويات أساسية، تشمل علاقة الطلاب بعضهم، وعلاقة الطالب بالمعلم، وعلاقة المعلم بالطالب، وذلك للخروج بنتائج دقيقة وشاملة حول ظاهرة العنف في تلك المرحلة العمرية، مشيراً إلى أنه من المقرر الانتهاء منها قبل نهاية الفصل الدراسي الجاري، لافتاً إلى أنه تم اختيار عينة البحث وفق المرحلة العمرية (الثانوية)، وذلك لأن العنف قد يكون ظاهرة في هذه المرحلة بشكل واضح.
وتابع: بعد الانتهاء من الدراسة، ستحلل إدارة التربية الرياضية نتائجها، والخروج بتوصيات عامة، يتم تعميمها على مديري المدارس الثانوية، للتصدي لظاهرة العنف في تلك المدارس، إذا ما أظهرت النتائج ارتفاعها.
وقال إن إدارة التربية الرياضية ستقيم أيضاً بناء على نتائج الدراسة، البرامج الرياضية التي تقدم لطلبة المدارس، ومدى فاعليتها، وأثرها في سلوكيات الطلبة، وإعادة النظر في البرامج غير المؤثرة، إضافة إلى وضع برامج أخرى تكون أكثر تأثيراً في سلوكيات الطلبة بشكل إيجابي، لافتاً إلى مشاركة الوزارة لعدد من مؤسسات المجتمع في تحسن وتجويد البيئة التعليمية في المدارس الحكومية، على رأسها شرطة دبي.
ووفقاً لمدير إدارة التربية الرياضية، فإن من أهم فروض البحث أن ممارسة الرياضة تعمل على تهذيب النفوس، ولها أثر إيجابي في الطلبة، خصوصاً في ضبط السلوكيات العامة لهم، موضحاً أن «التأكد من أثر ذلك سيتضح من خلال نتائج الدارسة»، قائلاً إن العنف المدرسي يتخذ أشكالاً عدة، منها ما هو لفظي، ومنها ما هو بدني، وقد يكون بمستويات مختلفة، لذا تعمل الوزارة على اعتماد الارقام التي تصل من الميدان التربوي بشكل حقيقي وليس افتراضياً.
وكانت دراسة حديثة أجراها فريق من الأساتذة في جامعة الإمارات، كشفت أن التفكك الأسري، وأساليب معاملة الوالدين الخاطئة، سواء كانت قسوة زائدة أو تدليلاً زائداً، أحد أهم العوامل المحفزة على العنف بين طلاب المدارس، مؤكدة ضرورة نشر ثقافة مضادة للعنف على مستوى الأسرة والمدرسة والمجتمع، فيما أوضحت وزارة التربية والتعليم أنها تتخذ إجراءات عدة من شأنها معالجة المشكلة، والقضاء عليها.
وخلصت الدراسة إلى توصيات عدة لعلاج تلك المشكلة تتمثل في توعية الطلبة في المدارس بمضار العنف وعواقبه، ونشر ثقافة مضادة له على مستوى الأسرة والمدرسة والمجتمع، وتصميم برامج توعية طويلة المدى تتسم بالحداثة والتجديد، وتفعيل دور الإرشاد الأسري للحد من المشكلات الأسرية التي تساعد على تأجيج السلوك العدواني لدى الأبناء.