«الأوقاف» تجيز دراسة الذكور والإناث في صف واحد
«أبوظبي للتعليم» يطبق التعليم المشتــرك في 9 مدارس ابتدائية العام المقبل
قرر مجلس أبوظبي للتعليم التوسع في تجربة التعليم المشترك في مدارس الحلقة الأولى الحكومية، وتطبيقها العام المقبل على الصف الأول الابتدائي في تسع مدارس، ليصبح اجمالي المدارس المشاركة في التجربة 14 مدرسة، فيما تقدم العديد من الإدارات المدرسية بطلبات للتحويل إلى مدارس مشتركة، بعد نجاح التجربة على مدار ثلاثة أعوام، وأكدت الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف، «عدم وجود مانع في الدراسة المشتركة، طالما كانت تحت إشراف تربوي».
وتفصيلاً، بدأت تسع مدارس جديدة تابعة لمجلس أبوظبي للتعليم، ثلاث منها في أبوظبي، وست مدارس في العين، تسجيل الطلبة من الجنسين للصف الأول الابتدائي، وذلك بعد أن طبقت على مدار ثلاث سنوات في خمس مدارس حلقة أولى «ثلاث مدارس في أبوظبي، ومدرستان في العين»، وأثبتت نجاحها، وعدم ظهور أي مشكلات في التجربة.
وشدد المجلس على أن التقديم في هذه المدارس اختياري، ويوجد بدائل لمن لا يرغبون في تسجيل أبنائهم في مدارس مشتركة، مشيراً إلى «أنه لم يتلقَ أي شكوى سواء من المعلمين أو ذوي الطلبة طوال المدة السابقة، خصوصاً أن إحدى المدارس الخمس التي شهدت التجربة وصلت الدراسة بها إلى الصف الثالث الابتدائي هذا العام، وأربع مدارس من الخمس تضم صفوفاً مشتركة في الصفين الأول والثاني، وجميعهم بهم صفوف مشتركة في الصف الأول»، مؤكداً أن تجربة التعليم المشترك ستكون في الحلقة الأولى فقط «من الصف الأول حتى الخامس».
185 مدرسة خاصة أكد مجلس أبوظبي للتعليم أن إمارة أبوظبي تضم ما يقارب 185 مدرسة خاصة تزاول أنشطتها في ثلاث مناطق، هي أبوظبي، والعين، والمنطقة الغربية، مسجل فيها ما يقارب 200 ألف طالب من جنسيات مختلفة بمن فيهم الطلبة الإماراتيون، الذين يبلغ عددهم نحو 50 ألف طالب أي ما يقارب 25٪ من العدد الإجمالي للطلبة المسجلين في التعليم الخاص. |
وقالت مديرة إحدى المدارس الخمس المشاركة في التجربة، (أم ظافر)، لا يوجد أي مانع لتعميم التجربة للاستفادة المثلى من المباني المدرسية الجديدة، خصوصاً أن العديد من المناطق تكون فيها نسب الطلبة أو الطالبات أقل بكثير من القوة الاستيعابية للمدرسة، وتالياً تعاني نقصاً في الطلبة وتعمل بنصف قوتها ما يعد إهداراً للأموال المصروفة على الابنية والتجهيزات.
وذكرت معلمة الصف، مريم أحمد، أن التعليم المشترك ليس غريباً على الدولة والمواطنين، ويطبق في المدارس الخاصة على جميع الصفوف من الأول حتى الثاني عشر، وأن المدارس الخاصة المشتركة تمثل 60٪ من اجمالي عدد المدارس في أبوظبي ويدرس فيها نحو 50 ألف طالب مواطن.
وأفادت مديرة مدرسة الغيث في العين، عائشة خلفان السويدي، بأن «المدرسة تقدمت إلى مجلس أبوظبي للتعليم بطلب للمشاركة في تجربة التعليم المشترك، وقبول طلبة من الجنسين في الصف الأول، ولم يتلقوا الجواب من المجلس حتى الآن، وينتظرون دعمه لتنفيذ التجربة في المدرسة». وقالت السويدي، المدرسة فيها طلبة بنات فقط حتى الآن، ولكننا رأينا أن مسألة الدمج في الصفوف الابتدائية «الحلقة الأولى» مسألة طبيعية، خصوصاً أن الطلبة في هذه المرحلة (الطفولة)، قابلين لغرس القيم الايجابية في نفوسهم، وترسيخ مفهوم أن جميع الطلبة أشقاء.
وأضافت «فكرة التعليم المشترك في الحلقة الأولى إيجابية جداً، خصوصاً أننا اكتشفنا من خلال الأنشطة التعليمية المشتركة بين مدارس الذكور والإناث أنها تدعم رؤية المدرسة، وتساعد على التنافس بين الطلبة، وتثري عملية تبادل المصادر التعليمية، وروح العمل المشترك».
وشددت السويدي، على أن تجربة التعليم المشترك لا تتعارض مع ثقافة وعادات المواطنين، وأن إدارات المدارس هي المنوط بها ايضاح فوائد التجربة لذوي الطلبة، خصوصاً إذا كان ذوو الطلاب ينظرون إليها من جانب فردي او منظور ضيق، على عكس نظرة المدرسة الأوسع التي تضع في اعتبارها الأول مصلحة الطالب، وتهدف لخلق جو من التنافس العلمي وزرع بذور حب العلم داخلهم من الصغر، مشددة على اهمية التجربة للاستفادة المثلي من الابنية المدرسية الجديدة، خصوصا أن عدد الذكور أو الاناث وحدهم لا يكفي لتشغيل مدرسة بقوتها الكاملة. وأفادت مديرة مدرسة أشبال القدس الخاصة، أمية علوان، بأن تجربة التعليم المشترك مطبقة في المدارس الخاصة منذ نشأتها، ولم يرصد أي تجاوز ضدها، مشيرة إلى أن «العوامل الايجابية في التجربة عديدة منها جانب مالي خاص بعدم مضاعفة تكلفة بناء المدارس لإنشاء مدرسة للذكور ومدرسة للاناث، اضافة إلى العامل الاهم وهو مصلحة الطالب».
وتابعت «مدارس الذكور فقط تتسم بالعنف، ولكن المدارس المشتركة تعود الطالب على الهدوء، لان الاناث بطبعهن هادئات، وتالياً يتشجع الطلبة على الالتزام بالسلوك الحسن»، مشيرة إلى أن المعلمات أكدن ان التعليم المشترك في الحلقة الاولى يساعد على التنافس العلمي منذ الصغر، ويقلل من الغياب، والنوم في الحصص، والاهتمام بالمظهر الجيد ونظافة الزي المدرسي، كما يجعل المعلمين أكثر عطاء داخل الصفوف بسبب التنافس بين الطلبة.
وبينت «ان الطالب في المنزل يعيش مع أسرته التي بها اخوات وبنات عم وبنات خالة، وتالياً لا يستغرب أن يضم الصف زميلات دراسة، على العكس يتساءل الطلبة في التعليم الموحد عن سبب عدم وجود طالبات معهم، والعكس صحيح، ما يترتب عليه خلق حاجز نفسي بداخلهم تجاه الجنس الآخر». وأكدت الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف، جواز الدراسة في المدارس المشتركة ما دامت تحت إشراف تربوي أمين، ويجوز أن يدرس الذكور والإناث في صف واحد طالما المكان مؤهل للدراسة ولا ريبة فيه.
وذكرت الهيئة في فتوى بعنوان «الاختلاط في الصف في المرحلة الابتدائية» أنه ليس كل اختلاط بين الجنسين محرماً فلقد كانت النساء في زمن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ يستمعن إلى العلم في المسجد وصفوفهن خلف صفوف الرجال، ففي صحيح مسلم من حديث فاطمة بنت قيس، رضي الله عنها، وقد استأذنت في قضاء عدتها عند امرأة من الأنصار، وفيه): «فَصَلَّيْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّه ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم ـ فَكُنْتُ فِي صَفِّ النِّسَاءِ الَّتِي تَلِي ظُهُورَ الْقَوْم، فَلَمَّا قَضَى رَسُولُ اللَّه ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم ـ صلاتَهُ جَلَسَ عَلَى الْمِنْبَرِ وَهُوَ يَضْحَكُ فَقَالَ: لِيَلْزَمْ كُلُّ إِنْسَانٍ مُصلاهُ».
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news