‬30 ألفاً و ‬44 طالباً وطالبة مواطنين في المدارس الخاصة في دبي. تصوير: أحمد عرديتي

تزايد أعداد الطلبة المواطنين بالمدارس الخــاصة في دبي

ارتفعت أعداد الطلبة المواطنين في المدارس الخاصة في دبي، إلى ‬30 ألفاً و‬44 طالباً وطالبة، خلال السنوات الـ‬10 الأخيرة، بعد أن كان ‬13 ألفاً و‬846 طالباً وطالبة عام ‬2001، وفق تقرير رسمي صدر عن هيئة المعرفة والتنمية البشرية في دبي أخيراً، عازياً الزيادة إلى «تزايد أعداد الأطفال الإماراتيين ممن هم في عمر المدرسة، فضلاً عن تنامي تفضيل أسر الطلبة للمدارس الخاصة على الحكومية». وأوضح التقرير أن ‬57٪ من الطلبة المواطنين في دبي يدرسون في مدارس خاصة، بمعدل زيادة سنوي يبلغ ‬6.2٪، يشكلون ‬13.4٪ من إجمالي عدد الطلبة الملتحقين بالمدارس نفسها في دبي .

وأشار التقرير إلى زيادة في عدد الطلبة الإماراتيين الذكور الملتحقين بمدارس خاصة على نظرائهم من الإناث، إذ تبلغ نسبتهم ‬57٪، ويظهر ذلك وجود توجه لدى ذوي الطلبة الإماراتيين يدفعهم إلى إرسال أبنائهم إلى مدارس خاصة وبناتهم إلى مدارس حكومية.

المنهاج التعليمي

الطاقة الاستيعابية

ذكر تقرير رسمي صدر عن هيئة المعرفة والتنمية البشرية في دبي أخيراً أن منظومات التعليم المدرسي تحتاج إلى تحقيق التوازن بين توافر شواغر كافية في طاقتها الاستيعابية لاستقبال طلبة جدد، وعدم امتلاكها مساحاتٍ واسعة لم تتم الاستفادة منها، وبالنسبة لتلك المنظومات التي تشهد نمواً ملحوظاً، مثل منظومة المدارس الخاصة في دبي، فإنها تحتاج أكثر إلى امتلاك كم أكبر من الشواغر في طاقتها الاستيعابية لتتمكن من استيعاب الطلبة الجدد.

ولفت إلى أن الطلبة الملتحقين بالمدارس في دبي يشغلون ‬89.5٪ من إجمالي الأماكن المتوافرة في المدارس الخاصة، وهناك تفاوتٌ في توزع الأماكن الشاغرة، في ظل وجود طلب كبير وقوائم انتظار طويلة على بعض المدارس الخاصة ذات الجودة العالية. وأظهر التقرير أن لدى المدارس الخاصة القائمة حالياً في دبي إمكانية استيعاب نحو ‬26 ألف طالبٍ إضافي، مؤكداً أن المدارس الخاصة ذات الجودة العالية تحظى بجاذبية أقوى بين الطلبة، يزداد معها الطلب على الأماكن الشاغرة، وتالياً تُسجل معدلات أعلى في الاستفادة من طاقتها الاستيعابية، ويتوافر عدد أقل من الأماكن الشاغرة في المدارس «المتميزة»، وفق تقييمات جهاز الرقابة المدرسية التابع لهيئة المعرفة والتنمية البشرية في دبي بالمقارنة مع المدارس الخاصة الأخرى في دبي، فيما يتوافر في المدارس التي حصلت على تقييم «ضعيف» عددٌ أكبر بكثير من الأماكن الشاغرة، بينما تحظى المدارس التي افتُتحَت، أخيراً، ولم تخضع للرقابة المدرسية بعد، بالنسبة الأكبر من الأماكن الشاغرة.

وبين أن المدارس التي تعتمد المنهاج البريطاني والهندي تسجل معدلاً أعلى في الاستفادة من الطاقة الاستيعابية بواقع (‬94٪ لكل منهما) بالمقارنة مع المدارس التي تعتمد منهاج وزارة التربية والتعليم بواقع (‬93٪) والمدارس التي تعتمد المنهاج الأميركي بواقع ‬82٪، وتحظى المدارس الخاصة التي تتقاضى رسوماً دراسية متوسطة تقل عن ‬10 آلاف درهم، بمعدل أعلى في الاستفادة من الطاقة الاستيعابية يبلغ ‬96.5٪ بالمقارنة مع المدارس التي تتقاضى رسوماً دراسية أعلى.

ووفقاً للتقرير تتفاوت معدلات النمو السنوي في أعداد الطلبة الملتحقين بالمدارس تبعاً للمنهاج التعليمي، ويسجل النمو في التحاق الطلبة أدنى مستوياته في المدارس الخاصة التي تعتمد منهاج وزارة التربية والتعليم، وتلك التي تعتمد المنهاج الإيراني، إذ لم تطرأ أية تغييرات تقريباً على أعداد الطلبة خلال الأربع سنوات الماضية، في حين تتفوق المدارس التي تعتمد المنهاج البريطاني على نظيراتها من المدارس التي تعتمد المنهاجين الأميركي والهندي، من حيث الزيادة المتسارعة في معدلات التحاق الطلبة.

وتابع: بالنسبة للمناهج التعليمية الأخرى التي يلتحق بها عددٌ قليل من طلبة المدارس، فيُسجل معدل النمو أعلى مستوياته في المدارس التي تعتمد منهاج البكالوريا الدولية والمنهاجين الفلبيني والفرنسي.

جنسيات

أووضح التقرير أن التطور التاريخي الذي شهدته إمارة دبي بفضل موقعها الاستراتيجي، الذي جعل منها مركزاً حيوياً بين الشرق والغرب، أدى إلى اجتذاب الكثيرين للإقامة والعمل فيها، ما أدى إلى وجود عدد كبير من الجنسيات بين طلبتها في المدارس الخاصة، إذ سجل العام الدراسي الجاري التحاق طلبةٍ من ‬177 جنسية مختلفة بمدارس دبي، يشكل الطلبة الهنود نصف الطلبة تقريباً (‬47٪) من الملتحقين بالمدارس الخاصة، أما طلبة بلدان الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بمن فيهم الإماراتيون، فيشكلون ‬27٪ من عدد الطلبة في المدراس الخاصة.

المعلمون

وكشف التقرير أنه خلال العام الدراسي الجاري، يوجد ‬14 ألفاً و‬333 معلماً ومعلمة، في المدارس الخاصة في دبي، بزيادةٍ قدرها ‬8.7٪ على العام السابق، موضحاً أن ذلك العدد يتماشى مع نسبة الزيادة في معدل التحاق الطلبة.

ولفت إلى أن نسبة المعلمات الإناث بلغت ‬80٪، فيما بلغت نسبة الذكور ‬20٪، من إجمالي المعلمين في المدارس الخاصة، مشيراً إلى وجود فارق كبير بين الجنسين في المدارس، مع وجود أقل من ‬1٪ من المعلمين الذكور في صفوف رياض الأطفال، فيما تصل نسـبتهم في الصفـوف العليا إلى ‬39٪، ويوجد في المدارس الخاصة في دبي ‬24 معلماً إماراتياً، وتبلغ نسبة المعلمين إلى الطلبة في المدارس الخاصة في دبي بمعدل معلم واحد لكل ‬16 طالباً. ومنذ العام الدراسي الماضي، زادت نسبة المعلمين في المدارس الخاصة الذين يحملون شهاداتٍ جامعية لتصبح ‬92٪، بعد أن كانت ‬90٪، ويمتلك نصف المعلمين ممن يعملون في المدارس الخاصة في دبي شهادةً في التربية والتعليم، فيما تمتلك شريحةٌ أخرى تبلغ ‬21٪ شهادةً في الدراسات العليا أو ما يكافئها، وبشكل عام يسكن ‬26٪ من المعلمين الذين يعملون في المدارس الخاصة في دبي في إمارات أخرى، ويتركز معظمهم في الشارقة.

وأضاف أنه لايزال حجم تنقلات المعلمين بين المـدارس كبيراً في كل عام، فهناك نحو ‬16٪ من المعلمين الذين كانوا يعملون في مدرســة خاصـة في العام الدراسي الماضي، تركـوها في العام الذي يليه، وبالنظر إلى العدد المتنامي من المعلمين المطلوبين لمواكبة عدد الطلبة الملتحقين في المدارس، فإن نسبة المعلمين الجدد في المدارس مرتفعة نسبياً، إذ بلغت نسبة المعلمين الجدد في المدارس ‬23.4٪ في العام الدراسي الجاري، وتم توظيف أكثر من نصف هؤلاء المعلمين الجدد في المدارس الخاصة بدبي من بلدان أخرى.

رياض أطفال

وسـجلت مرحلة رياض الأطفـال في العـام الدراسي خلال العـام الدراسي الجـاري أعلى نسـبة نمـوٍّ في أعداد الطلبة مقارنة مع العام الـدراسي السـابق، إذ حققت زيادةً قدرها ‬14.7٪، ومن المتـوقع أن يؤدي ذلك النمـوّ المرتفـع في أعـداد طلبة رياض الأطفال إلى اسـتمرار النمـو في أعداد الطلبة الملتحقين بالمدارس الخاصـة في دبي خلال الأعـوام اللاحقـة، مع تقـدم هذه الدُفعة من الطلبـة خلال المسيرة الدراسية.

الأكثر مشاركة