معلمون: الإنترنت ووسائل التكنولوجيا وراء عزوف الأهالي عن المكتبات
50 ٪ من ذوي الطلبة في أبوظبي يزاولون القراءة أقل من 5 ساعات أسبوعياً
كشف استبيان أجراه مجلس أبوظبي للتعليم، أن أكثر من 50٪ من ذوي الطلبة يزاولون القراءة أقل من خمس ساعات أسبوعياً، وبعضهم لا يمارسها إطلاقاً، فيما أكد معلمون وتربويون أن أمية الطلبة في القراءة تعود إلى المنزل، مشيرين إلى أن ذوي الطلبة لا يهتمون بالقراءة، ولا يساعدون اطفالهم على الاعتياد على القراءة، لافتين إلى أن من أسباب تراجع القراءة ظهور الانترنت ووسائل التكنولوجيا الحديثة التي أدت إلى عزوف الأهالي عن دخول المكتبات العامة، أو اقتناء الكتب.
وتفصيلاً، حذر معلمون من تشجيع معظم الاسر أبناءها على مشاهدة برامج الأطفال التلفزيونية، وبرامج المسابقات، والافلام، في أوقات الفراغ والإجازات، على حساب القراءة، مشيرين إلى أن اعتياد الطفل منذ الصغر مشاهدة التلفاز يزرع داخله الأمية، ويضعف من لغته العربية مستقبلاً.
تطوير المكتبات أفاد مجلس أبوظبي للتعليم، بأنه تولى تطوير المكتبات المدرسية الحكومية وتحويلها إلى مراكز ومصادر للتعلم، لتتواءم ومتطلبات القرن الـ21، ودعمه 268 مكتبة مدرسية بما يزيد على 450 ألف كتاب، باللغتين العربية والانجليزية، بالإضافة إلى ربطها إلكترونياً بالمكتبات العامة، والمكتبات العالمية، وفتح ابواب المكتبات المدرسية خلال الإجازة الصيفية للجمهور والمجتمع المحلي المحيط بها للاستفادة منها عن طريق القراءة والاستعارة، بهدف نشر ثقافة القراءة والمعرفة بين الطلاب وأسرهم. |
وقال معلم اللغة العربية أشرف محمود، إن عزوف الأسر عن القراءة ينشر الأمية بين ابنائهم، فبعد أن كانت الكتب وسيلة لا غنى عنها للمعرفة وقضاء أوقات الفراغ، اختلف الأمر الآن مع انتشار الفضائيات ومواقع التواصل الاجتماعي، فلم يعد الكتاب الورقي هو خير جليس، وتفوقت عليه البرامج والمنتديات والـ«فيس بوك»، مشيراً إلى أن طرق التدريس الحالية تشجع الطلبة على القراءة خارج نطاق المقررات المدرسية لمواجهة مشكلة العزوف عن القراءة، وذلك بعد رصد تراجع ملحوظ في أعداد الطلاب الذين يقبلون على القراءة في أوقات فراغهم، أو يمارسونها بانتظام.
وأكد معلم علم النفس، حمد صالح، أن عادة القراءة تنشأ مع الإنسان منذ الصغر، وترتبط بثقافة الأسرة عموماً، وعلاقة الأب والأم والأصدقاء بالكتاب والقراءة، مشيراً إلى أن الطلبة في الماضي كانوا يتنافسون في عدد الكتب التي يقتنونها وكانوا يستمتعون بزيارة المكتبة، لكن ثقافة الإنترنت قللت ميل الشباب للقراءة.
وأشار صالح إلى أن الاسر حالياً لا تشجع ابناءها على القراءة وتكتفي بمشاهدة التلفاز امامه، وتهتم بشراء الاجهزة الإلكترونية الحديثة لأبنائها كنوع من الوجاهة الاجتماعية، مشيراً إلى أن عادة شراء الاب أو الام كتاباً لذويهم انقرضت، ولم نعد نسمع عنها أو نشاهدها.
فيما أفادت معلمة التاريخ (أم سلطان) بأن القراءة أصبحت في خطر بسبب دخولها في مقارنة عند الطلبة مع خيارات التسلية والاتصالات الإلكترونية، وأصبحت القدرة على القراءة ضعيفة جداً عند جيل الشباب الذين نشأوا على ألعاب الفيديو والهواتف المحمولة والـ«لاب توب» والـ«آي باد» وذلك بسبب تفريط الاسرة في الكتاب.
وأشارت (أم سلطان) إلى أن الطالبات في مدرستها لا يترددن على المكتبة، وينشغل بالوسائل الحديثة مثل «الآي باد»، والهاتف الذكي، وذلك بسبب عدم ادراكهن أهمية المكتبة، مشددة على عدم وجود أي عذر لديهن بعد أن وفر مجلس أبوظبي للتعليم الكتب العلمية والادبية لتشجيع الطلبة على القراءة، وأنشأ مكتبة في كل مدرسة.
فيما ذكرت أمينة مكتبة، سلوى حامد، أن هناك عوامل قد تتسبب في إعاقة الطلبة عن القراءة، مثل كثرة الفروض المدرسية وكثافتها، وقضاء وقت طويل أمام القنوات الفضائية ومواقع التواصل الاجتماعي، بالإضافة إلى العوامل الاجتماعية مثل عدم ممارسة الآباء والامهات القراءة ما يؤثر في اهتمام الابناء بها، لافتة إلى أن ربط القراءة بإجراء البحوث والفروض قد يتسبب في شعور الطلبة بالملل والعزوف عن ممارسة القراءة في أوقات الفراغ.
وطالبت حامد بضرورة ابتكار وسائل مستحدثة للقراءة يستمتع بها الطلبة، وتشد انتباههم، بالإضافة إلى التوسع في إقامة مهرجانات القراءة، والمسابقات المدرسية ودعمها بجوائز قيمة للطلبة المتميزين، مع تكريمهم في مجالات أفضل قراءة، وأفضل تلخيص.
من جانبه، أكد مجلس أبوظبي للتعليم، حرصه على تعزيز مهارات القراءة لدى الطلبة وتشجيعهم على القراءة، ودعم المكتبات المدرسية بما يزيد على نصف مليون كتاب، وتنظيم مبادرة «أبوظبي تقرأ»، بالإضافة إلى اطلاق برنامج أكاديمي لجميع معلمي ومعلمات المدارس الحكومية والخاصة، يهدف إلى تعزيز مهارات القراءة والفهم لدى الطلبة من مرحلة رياض الأطفال حتى الصف الخامس بجميع مناطق إمارة أبوظبي.
وأوضح أن الحملة تهدف إلى تقييم مهارات القراءة والكتابة، لدى طلاب الحلقة التعليمية الأولى، والاستجابة للاحتياجات الفردية للطلاب في مجال القراءة والكتابة، وتخصيص وقت محدد يومياً للطلاب، لممارسة أنشطة القراءة والكتابة المتنوعة، وإدخال مادة القراءة والكتابة في المناهج المدرسية، والعمل على رفع مستوى هاتين المهارتين، وتدريب المعلمين على تشخيص مشكلات القراءة، التي يعانيها الطلاب، وإيجاد حلول لها.
وأكد المجلس أن أولويات الحملة تتضمن اكتشاف مواهب الطلاب المبدعين في القراءة والكتابة، وإشراك المتفوقين في برامج تطوير المهارات، وتحديد مصادر القراءة المطبوعة والشفوية، التي تعزز مهارات الطلاب، وتشجيع المعلمين المتدربين وطلاب الجامعات على المشاركة في هذه المبادرة، وتطبيق أساليب التدريس العصرية والفعّالة، وتطبيق بحوث عملية، لتحسين مستوى القراءة والكتابة لدى الطلاب.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news