طلاب الـ 12 يؤدّون 90 امتحاناً خلال العــام الدراسي
أكد طلاب بالصف الـ12، في القسمين العلمي والأدبي، ضعف عزمهم على أداء امتحانات نهاية العام الدراسي، نتيجة كثرة الامتحانات التي خضعوا لها، والتي تجاوزت 90 امتحانا، تنوعت بين امتحانات التقويم المستمر والامتحانات الفصلية، وفق رصد لـ«الإمارات اليوم»، بالتنسيق مع معلمين.
فيما أكد تربويون أن عدد الامتحانات يشكل عبئاً على الطلبة، ويقلل تركيزهم وينهك تفكيرهم، حتى آخر يوم من العام الدراسي، إلا أن وزارة التربية والتعليم اعتبرتها ظاهرة إيجابية، تجعل الطالب على تواصل دائم مع المنهج، وعلى استعداد للامتحان في أي وقت، وفق وكيل الوزارة علي ميحد السويدي.
وتفصيلا.. أوضح السويدي لـ«الإمارات اليوم»، أن اختبارات التقويم المستمر، التي يمر بها الطالب خلال العام الدراسي، تجعله في حالة تواصل مستمر مع منهجه، وأداء الامتحانات الفصلية بأقل مجهود، مشيراً إلى أن سياسة الوزارة التعليمية الجديدة تعمل على جعل الطالب في حالة تعلم دائم، غير منقطع عن دروسه ومنهجه، وأن يكون مرتبط بمادته، من دون انقطاع قد يؤثر في مستواه، وقدرته على تحصيل الدرجات.
الامتحانات والمشروعات والأبحاث يؤدي طلاب القسم العلمي في الصفين الحادي عشر والثاني عشر، طبقاً للائحة التقويم والامتحانات ولائحة التقويم المستمر، 24 امتحان تقويم مستمرا في الفصل الدراسي الواحد، وذلك في ثماني مواد أساسية، تضاف إليها الامتحانات الفصلية، والمشروعات والأبحاث والواجبات التي تفرض عليهم في كل فصل دراسي. ويؤدي طلاب الصفين الحادي عشر والثاني عشر في القسم الأدبي 30 امتحان تقويم مستمراً، خلال الفصل الدراسي الواحد، في 10 مواد دراسية، ليصبح مجموع امتحانات التقويم المستمر فقط 90 امتحانا، تضاف إليها الامتحانات الفصلية، فضلاُ عن التكليفات الأخرى التي يلتزم بها الطلاب. |
وطالب مدير مدرسة محمد بن راشد النموذجية، محمد حسن، وزارة التربية والتعليم بضرورة مراجعة سياسة امتحانات التقويم المستمر، التي يمر بها الطالب خلال العام الدراسي الواحد، التي تضاعف عددها في ظل نظام الفصول الثلاثة، مؤكداً أن الامتحانات والتدريس تستهلك 90٪ من وقت الطالب.
وقال إن الخريطة المدرسية لابد أن توجد بها أنشطة مدرسية ورحلات، ومجالات ترفيهية ومجتمعية متعددة، تحبب الطالب في المدرسة والدراسة، وتمكنه من استيعاب دروسه، إلا أن كثرة الامتحانات تحول دون تطبيق ذلك، وتجعل الجانب التعليمي يطغى على الجانب التربوي، الذي لا غنى عنه في تطبيق السياسة التعليمية.
وأكد حسن أن الإدارات المدرسية لا تملك أي وقت لإضافة أنشطة مختلفة لليوم الدراسي، خصوصاً أن أيام الدراسة لا تتحمل حالياً إلا تدريس المواد وأداء الامتحانات، مشيراً إلى أن الطلاب تصل بهم الحال ـ في نهاية العام الدراسي ـ إلى كره المدرسة وضعف أدائهم في الامتحانات، وطالب الوزارة باتخاذ اللازم، للتخفيف عن الطالب، وتفعيل الدور التربوي والمجتمعي للمدرسة.
فيما ذكر مدير مدرسة الصفا للتعليم الثانوي في دبي، علي مال الله السويدي، أن عدد الامتحانات التي يمر بها الطالب، تتجاوز 90 امتحانا، يضاف إليها عدد آخر من التكليفات والمشروعات التي يلتزم الطالب بإنجازها خلال الفصل الدراسي، مؤكداً أن تلك السياسة تشكل ضغطاً كبيراً على الطالب، وتجعله في حالة امتحان دائم، مما يتسبب في ضعف تركيز البعض نهاية العام.
وقال إن تطبيق نظام الفصول الثلاثة عمل على زيادة الضغط على الطلاب، من هذه الناحية، واقترح أن يقدم الطالب امتحان تقويم واحداً، خلال كل فصل، إضافة إلى الامتحانات الفصلية، للتخفيف عنه ومساعدته على أداء امتحان نهاية العام بسهولة.
ولفتت مديرة مدرسة السلام للتعليم الأساسي والثانوي، حمدة مسعود، إلى أن الامتحانات لها إيجابيات وسلبيات، وتتمثل أبرز الإيجابيات في جعل الطالب على اطلاع دائم بمحتوى المواد، وتحقق مصلحة الطالب في النهاية، فيما تتمثل السلبيات في الضغط الذي يتعرض له الطالب، معتبرة نصف ما يمر به الطالب من امتحانات كافياً لتحقيق الهدف المطلوب.
من جانبه، قال الطالب في الصف الثاني عشر علمي، أحمد سالم، إنه فقد دافعيته وتركيزه لأداء امتحان الفصل الدراسي الثالث، بسبب كثرة الامتحانات التي مر بها خلال الفصول الثلاثة، مؤكداً أن طاقته على المذاكرة استهلكت على مدار العام، في امتحانات التقويم والفصلية، مؤكدا ضرورة مراجعة سياسة التقويم المستمر، لتخفيف العبء عن الطالب.
وشكت الطالبة في الصف الثاني عشر علمي، ميثاء بن درويش، الضغط الهائل الذي تمر به خلال العام الدراسي الواحد، خصوصاً مع طول بعض المناهج، وانشغال الطلبة بالامتحانات المستمرة، الأمر الذي يشتت تركيزهم، ويضعف دافعهم للمذاكرة، مشيرة إلى معاناة كثير من الطلاب تلك المشكلة، التي تتأزم قبل امتحانات الفصل الدراسي الثالث.
واقترحت إعادة العمل بنظام الفصلين الدراسيين، لحل تلك المشكلة أو تمديد الفترة الزمنية بين الامتحانات، للتخفيف عن الطلبة، ومساعدتهم على أخذ قسط من الراحة يمكنهم من أداء الامتحانات باستعداد تام.
وذكرت الطالبة في الصف الثاني عشر علمي، حمدة المعصوم، أنها تعاني ضغطاً كبيراً خلال الأيام الأخيرة، وحالة من عدم القدرة على التركيز، بسبب كثرة الامتحانات التي مرت بها خلال العام الدراسي، بين امتحانات تقويم مستمر وامتحانات فصلية، مشيرة إلى أن ذلك العدد من الامتحانات، الذي تجاوز الـ90 امتحانا، أفقد الطلاب الرغبة في المذاكرة نهاية العام الدراسي، نتيجة الضغوط النفسية التي تعرضوا لها.
وأكدت فقدانها الاستعداد النفسي والذهني لأداء الامتحانات النهائية، معلنة تخوفها من تأثير ذلك في درجاتها ومجموعها الكلي، وطالبت الوزارة بضرورة التخفيف عنهم، خصوصا أن الصف الثاني عشر مصيري بالنسبة لهم.
واعتبرت الطالبة في الصف الثاني عشر أدبي، عائشة أحمد، أن زيادة عدد الامتحانات إيجابي من ناحية جاهزيتهم لأداء الامتحان في أي وقت من العام، بسبب مذاكرتهم المستمرة، فيما تعتبر سلبية لشعور الطلبة بالملل الدائم من كثرتها، وفقدانهم الحماسة والدافعية مع الوصول لامتحانات نهاية العام الدراسي.