«التربية» تسمح بتفتيش الطالب في حالة الشك.. والجامعات تراقب اللجان بالكاميرات
نظارة بكاميرا وقلم سحري وأوراق شفافــة.. أحدث طرق الغش
فرض موسم الامتحانات نفسه على نقاشات طلبة عبر مواقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك» و«تويتر»، ومنتديات شبابية، وتنوعت النقاشات التي رصدتها «الإمارات اليوم»، إذ تحدث طلبة عن كيفية تنظيم وقت المذاكرة، والإجابة عن ورقة الأسئلة خلال الامتحانات، وأضرار السهر على أداء الامتحان، فيما تداول طلبة صوراً وفيديوهات لأحدث وسائل الغش، شملت استخدام النظارة الكاميرا، والقلم السحري، والساعة الكمبيوتر، والأوراق الشفافة اللاصقة، وغيرها من الطرق المبتكرة التي تستغل التطور التكنولوجي.
في المقابل، أكدت وزارة التربية والتعليم تشديد الرقابة على لجان الامتحانات لمنع الغش، وتسريب الاجابات، ومواجهة ابتكارات الطلاب المتنوعة للغش عن طريق الأجهزة الإلكترونية المختلفة، فيما أكد تربويون أن أساليب الغش في الامتحانات تطورت بشكل كبير عما كان معروفاً ولم يعد الغش مجرد ورقة صغيرة يحاول الطالب اخفاءها.
وتفصيلاً، رصدت «الإمارات اليوم» نقاشات بين عشرات الطلاب تروي جميعها تطور وسائل الغش بشكل كبير خصوصاً مع وجود أدوات تكنولوجيا حديثة تسهل ضغط المواد الدراسية، حيث تداول المشاركون صوراً وفيديوهات عدة منتشرة على موقع «يوتيوب»، وشبكة الانترنت، حول أحدث وسائل الغش في الامتحانات، وأكدوا أن معظم هذه الأدوات متوافرة في السوق المحلية وتأتي من دول شرق آسيا وأسعارها في متناول الجميع، ولكنها تباع في الخفاء.
قائمة ممنوعات تتضمن قائمة المحظورات التي وضعتها المدارس والجامعات، والتي ينبغي على الطلبة تجنبها قبل الدخول إلى قاعة الامتحانات، أجهزة الهواتف المحمولة بجميع أنواعها، والأجهزة الإلكترونية، وجميع الآلات والأجهزة ذات خاصية التسجيل وتخزين البيانات، والأجهزة السمعية، بالإضافة إلى الكتب المدرسية والملخصات، والقصاصات الورقية (البراشيم)، وغيرها من الأمور المتصلة بالمناهج والمقررات الدراسية. |
وأكد مشاركون تطور وسائل الغش بشكل كبير، لافتين إلى أن الغش باستخدام التكنولوجيا بدأ مع ظهور الهواتف النقالة باستخدام سمّاعة الـ«بلوتوث» لسماع الإجابة واخفاء الهاتف داخل الملابس، وتطورت حالياً واتخذت اشكالاً عديدة منها ضغط المواد الدراسية، سواء على أقلام، أو ساعات، بالإضافة إلى تطوير طرق غش تقليدية «البراشيم» وطباعتها على أوراق لاصقة على زجاجات المياه سواء العادية أو الغازية، والأحذية.
وتحدث طلاب عن نظارة طبية تستخدم في عمليات الغش، تتكون من عدسات عادية، وفي منتصفها كاميرا فيديو لا يمكن رؤيتها إلا بصعوبة شديدة، وفي نهاية النظارة قرب الأذن توجد سماعة متناهية في الصغر لاسلكية وبلون الجلد الطبيعي، وعندما يقرأ الشخص في ورقة الامتحان، فإن الكاميرا تنقل بشكل مباشر ما يقرؤه، ويكون هناك شخص آخر خارج الامتحان تنتقل لديه عبر الحاسب الشخصي أو الهواتف الذكية، فيبحث عن إجابة الأسئلة، ثم يلقن الممتحن عبر الهاتف أو الميكروفون.
كما تحدث طلاب عن قلم يمكن الكتابة به على أي مكان ولا يظهر شيء من الكتابة، ويباع معه خاتم يصدر ضوء يشبه الليزر بمجرد تسليطه على مكان الكتابة تظهر الكتابة وبمجرد إغلاق الضوء تختفي، فيما يوجد نوع آخر من الاقلام بأحد جوانبه طرف معدني عند جذبه يمكن مشاهدة ورقة صغيرة عليها ملخص أجزاء من كتاب المادة بخط صغير، كما يستخدم البعض آلة حاسبة حديثة يحفظ عليها الطالب القوانين والطرق للوصول إلى الحل.
وأشار طلبة إلى انتشار ساعات يد حديثة تتضمن خاصية تخزين الكتب على هيئة صور بحيث تمكن الطالب من تصوير المنهج بشكل كامل، وتصفح الصور، مع وجود خاصية البحث بالكلمة، وفي حال مرور المراقب بلمسة زر تعود الكاميرا إلى ساعة وتقفل برقم سري.
فيما ذكر طالب آخر، أن أحدث الطرق المستخدمة في الغش في الامتحانات، التي ابتكرها صينيون تعتمد على التكنولوجيا الحديثة والمتطورة، تتمثل في جهاز صغير يتكون من كاميرات وميكروفونات مصغرة يتم تركيبها داخل ممحاة أو مسطرة، ويقوم بالاتصال بالأشخاص خارج قاعة الامتحان، حيث يتلقى الطالب من خلاله الأجوبة عبر سماعه أو من خلال مشاهدته لها عن طريق شاشة مركبة داخل المسطرة أو الممحاة.
وأشارت نقاشات لطلبة على أحد مواقع التواصل الاجتماعي إلى وجود اساليب ووسائل غش تفضلها بعض الطالبات، تتناسب مع طبيعتهن، منها أجهزة تسجيل صوت متناهية الصغر يتم تسجيل اهم اجزاء المنهاج عليها وإجابات الاسئلة المتوقعة، ويساعد الحجاب على اخفائها، إلى جانب الغش عن طريق الأظافر الصناعية، حيث يتم إضافة وريقات صغيرة تكتب فيها الطالبة ما تريده تحت أظافرها الاصطناعية، ويتم نزعها وقت وصول الأسئلة، ووضع أوراق في مادة المطاط وتربط بالذراع، إلى جانب كتابة الإجابات بقلم رصاص على العلكة واستخدام رمز بالإنجليزي كمفتاح للإجابات بالمواد العربية، بالإضافة إلى استخدام الإنجليزية المعربة من خلال تضمين بعض الأرقام كمفتاح للإجابات، بالإضافة إلى الأوراق الشفافة التي تلصق على مقاعد الامتحان.
من جانبه، أكد الاختصاصي الاجتماعي، جمال سالم، أن اساليب الغش في الامتحانات تطورت بشكل كبير عما كان معروفاً ولم يعد الغش مجرد ورقة صغيرة يحاول الطالب اخفاءها، مشيراً إلى أن بعض الطلبة هذه الأيام يروون قصصاً عن أساليب يستخدمونها او استخدمها زملاء لهم، تدخل فيها التكنولوجيا ولا تخطر على بال أحد.
فيما أوضحت معلمة الكيمياء، سلوى حسن، أن وسائل الغش في الامتحانات اصبحت تساير التطور وتُبتكر فيها أساليب جديدة للتمويه على المراقبين، ويحاول طلبة استخدام طرق كثيرة ومتنوعة لمحاولة الغش في الامتحانات، ولكن معظمها يسقط بأيدي المعلمين، ما يسبب خيبة أمل واضحة للطالب، مشيرة إلى انها ضبطت طالباً أثناء امتحان اللغة العربية استخدم عبوة مياه معدنية للغش بعد طباعة بعض المعلومات المهمة عليها.
في المقابل، اكدت وزارة التربية والتعليم، تشديد الإجراءات الرقابية على لجان الامتحانات لمنع الغش، وتسريب الاجابات عن طريق الهواتف الذكية، وإصدار تعليمات مشددة في الرقابة على الامتحانات ومواجهة ابتكارات الطلاب المتنوعة للغش عن طريق الأجهزة الإلكترونية المختلفة، وتشمل الإجراءات تفتيش أي طالب يثير الريبة.
فيما أكد مجلس ابوظبي للتعليم ثقته بمراقبي الامتحانات ومديري المدارس، وأن لديه كل الوسائل التي تكافح الغش وتحافظ على تكافؤ الفرص بين الطلبة، مشيراً إلى وجود إجراءات مكتوبة وواضحة تفرض النظام وتحدد الممنوعات داخل اللجنة، التي تتضمن منع الدخول بأي وسيلة اتصال، وكيفية التعامل مع أي حالة غش يتم ضبطها، وتتيح للمراقب التأكد من خلو أي طالب من اي وسيلة قد تساعده على الغش. من جانبهم، أشار مسؤولون بجامعات حكومية وخاصة فضلوا عدم نشر اسمائهم، إلى تركيب كاميرات مراقبة داخل قاعات الامتحانات لمراقبة اللجان، والتأكد من التزامها ومنع أي محاولة غش، بعد أن تكررت حالات غش الطلاب بطرق متعددة، وتطور نظم الغش في الفترة الاخيرة، مشيرين إلى انهم سبق أن وضعوا أجهزة تشويش على الهواتف المتحركة داخل قاعات الامتحان، لمنع استخدام الهواتف في الغش، إلا انهم اكتشفوا حالات غش جديدة بأجهزة متطورة.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news