تم دمجه في التعليم الحكومي عام ‬2001..وحصل على ‬77.1٪

«عمرو» أول متوحّد يحصل على الثانوية العامة

حصل الشاب عمرو محمد شرعان، «أول طالب متوحد تم دمجه في المدارس العامة داخل الدولة»، على شهادة الثانوية العامة بنسبة بلغت ‬77.1٪، متفوقاً على الكثير من أقرانه من الأسوياء. فيما أوضحت والدته أن الأسرة تبحث حالياً عن جامعة لديها تخصص يتناسب مع قدراته لاستكمال دراسته.

وتغلب الطالب عمرو محمد السيد شرعان «بإرادته القوية وصبره واحتماله على حالته النادرة وإعاقته المرضية، التي أصيب بها قبل ‬20 عاماً، وأبدى تفوقاً وتميزاً كبيرين في دراسته وحياته الطبيعية»، وفقاً لوالدته التي أكدت أنه «يتمتع بقدرات عالية تفوق في كثير من الأحيان أقرانه من الأسوياء، وتميزه عن بعض نظرائه من ذوي الإعاقة».

وعمرو شرعان، البالغ من العمر ‬22 عاماً، هو أول طالب متوحد يتم دمجه في المدارس العامة بالدولة عام ‬2001، تخرج هذا الأسبوع في مدرسة المتنبي الثانوية الحكومية بأبوظبي، ليكون بذلك أول طالب متوحد يحصل على شهادة الثانوية العامة.

وقال (عمرو) بزهو لـ«الإمارات اليوم»: «أمي أكثر من ساعدني في مشواري التعليمي، والذهاب والعودة من المدرسة والمذاكرة، صحيح أنني كنت أواجه عوائق كثيرة، لكن بعد فترة من الزمن تعودت على مشكلاتي وتجاوزتها، فحصدت مع نهاية دراستي ثمرات التعب والجهد»، مشيراً إلى أنه «كان يدرس المنهاج نفسه الذي يدرسه زملاؤه، لكن وفق خطة فردية توضع من مجلس أبوظبي للتعليم ومعلمي الصف ومدرس الظل الخاص به».

وأضاف «أرغب في دراسة الحاسب الآلي أو الإدارة، وأتمنى أن أجد جامعة تقبلني، ويكون بها قسم لمثل حالتي، خصوصاً أنني أمارس إلى جانب الدراسة عملاً إدارياً في مركز الإمارات للتوحد، إذ أقوم بإدخال البيانات في الحاسوب، وأراقب ساعات الدوام لكل شخص في المركز، وساعات العمل الإضافية، إلى جانب تحديد أسماء الغائبين».

وأوضحت والدة عمرو، أمل جلال صبري، أن اكتشاف إصابة عمرو بمرض التوحد، وهو في عامه الثاني، حولت مسار أسرته تماماً، فالأب الذي كان يعمل طبيب أطفال حصل على تخصص في الطب النفسي للأطفال، والأم حاملة شهادة بكالوريوس التجارة حصلت على ماجستير في التربية الخاصة، أما الأخ الأكبر فحدد الطب هدفاً له ليتخرج بتفوق في قسم «الجينات» لعله يجد علاجاً للمرض المستعصي على الطب، في حين أن شقيقته درست علم النفس في الجامعة الأميركية.

وقالت: «صعوبات كثيرة واجهها (عمرو) طوال الأعوام الماضية، لكنها لم تشكل عائقاً في طريق إتمامه تعليمه، من بينها عدم قدرته على الكتابة والقراءة منذ اليوم الأول للدراسة، إذ تغلب على هذه العقبة حتى أصبحت لديه القدرة على إنهاء واجباته الدراسية كأي طالب متفوق.

وأكدت أنها سخرت كل إمكاناتها لمساعدته، فسافرت إلى الولايات المتحدة من أجل تشخيص حالته، ووضع برنامج لتأهيله للاندماج في المجتمع، ولو بنسبة قليلة، ليتمكن من العيش من دون أن يكون عبئاً على أحد، وحصلت على دورات متخصصة في حالات التوحد، أعقبتها بشهادة الماجستير في التربية الخاصة.

وتسترجع الأم ذكرياتها مع (عمرو)، وكيف أنها كانت توقع على إقرارات تحمّل المسؤولية، لتعلّمه الرياضة، بسبب رفض المدربين تدريبه وخوفهم من تحمّل المسؤولية في حالة إصابته بمكروه، إلى أن أصبح بطلاً في السباحة والتزلج على الجليد والفروسية، وحصل على المركز الأول في السباحة ببطولة مراكز التوحد على مستوى دول مجلس التعاون الخليجي، وكيف أنها ظلت تعلمه مدة شهرين كيفية ارتداء حذاء التزلج. وأشارت أمل جلال إلى قيام مجلس أبوظبي للتعليم بدور كبير في تأهيل (عمرو) والأطفال المصابين بمرض التوحد ودمجهم في المدارس، والسماح لمعلم الظل بمشاركته في الحصص ووضع الخطط الفردية له، مشددة على أن (عمرو) تلقى دعماً كاملاً من المجلس والمدرسة.

وأوضحت أن الأسرة تنشط حالياً في مراسلة الجامعات في الدولة للسؤال عن الأقسام التي يمكن أن يُقبل بها (عمرو) وتتناسب مع مرضه، وهل توجد في هذه الجامعات خطط دراسية لحالات الاحتياجات الخاصة أم لا.

تويتر