مؤهل 9٪ من معلمي طلبة الصف الرابع دون الجامعي
ذكرت مديرة إدارة التقويم والامتحانات في وزارة التربية والتعليم، عائشة غانم المري، أن تحليل نتائج الاختبارات الدولية في القراءة (بيرلز) والعلوم والرياضيات (تيمس)، الذي أجرته الوزارة أخيراً، كشف أن مؤهل 9٪ من معلمي طلبة الصف الرابع، و4٪ من معلمي طلبة الصف الثامن، يقل عن درجة البكالوريوس، كما تبين أن أكثرية طلبة الصف الرابع في الدولة يتلقون التعليم من معلمات، في حين يتلقى 12٪ منهم التعليم من معلمين ذكور، كما أظهر التحليل أن معظم المعلمين ثقتهم متدنية بقدرتهم على إعطاء الطلبة مهام تتطلب مهارات تفكير عالية.
وأوضحت المري أن أبرز نتائج التحليل جاءت في مطالبة وزارة التربية والتعليم بتقييم سياسات توظيف المعلمين لتتماشى مع أفضل الممارسات الدولية التي تتبعها الأنظمة التعليمية الأكثر تطوراً، إذ من الضروري أن تنظر الوزارة في سياسة توظيف المعلمين في ضوء نتائج هذا البحث، خصوصاً بعد أن ظهرت أدلة قوية تأثير المستوى التعليمي للمعلم في نجاح الطلبة.
ولفتت النتائج إلى ضرورة وجود سياسة موحدة تفرض حداً أدنى من المؤهلات العلمية، وسنوات الخبرة، من شأنها أن تميز المعلمين الفعّالين عن سواهم، والتركيز على أن يكون المعلم قد التحق ببرامج تدريب رسمية في التعليم. كما أوصى التحليل بوضع خطط للتنمية المهنية لكل المعلمين، إذ أوضح أن المعلمين الذين لا يطورون مهنتهم باستمرارهم بمثابة الأطباء الذين لا يعملون على تحديث معلوماتهم عن تطورات الأمراض وعلاجها، لذا كان من الضروري أن يواكب المعلمون البحوث الجديدة في ما يتعلق بأساليب التدريس، وأساليب تطوير مهارات الطالب التفكيرية، وغيرها. وطالبت التوصيات بتعزيز فرص التطوير المهني من حيث كيفية حصول المعلمين في الدولة على التنمية المهنية، والموارد الإضافية الضرورية لتطوير مهنتهم، علماً بأن الاحتياجات الفردية لكل معلم قد لا تكون ملحة بقدر الاحتياجات العامة، وتالياً يمكن للمعلمين أنفسهم أن يهتموا بهذه النواحي الفردية عن طريق الاستفادة من الإنترنت، أو غيره إن أمكن، رغم وجود وسائط أخرى واسعة الانتشار تتطلب دعماً من الحكومة.
وكشف أنه على الرغم من أن نسبة استخدام تكنولوجيا المعلومات في التعليم في الدولة كانت ضمن المستويات الأعلى في العالم، إلا أنها غير متوافرة في المدارس جميعها، وتالياً فمن المرجح ألا يتمكن الطلبة في المدارس الضعيفة الموارد من استخدام هذه التكنولوجيا، كما لن يتمكن المعلمون من استخدام هذه الأدوات الأساسية في تطوير مهارات طلبتهم، ما يؤدي إلى تدني أداء طلبة هذه المدارس.
وذكرت المري أن الوزارة طرحت استبيانات للمعلمين للتعرف من خلالها إلى مدى ثقتهم بمهاراتهم، وأشارت النتيجة الأولى إلى أن ثقة المعلمين بأنفسهم في امتلاكهم مهارات محددة تؤدي إلى نتائج أفضل للطلبة في المجالات التي تشملها الاختبارات في الصفين الرابع والثامن، وكان الطلبة الأعلى إنجازاً هم الذين يتلقون تعليمهم من معلمين واثقين بقدرتهم على زيادة مشاركة طلبتهم، ففي أنواع المدارس جميعها في الدولة حقق طلبة المعلمين المتميزين بهذه المهارة معدلات أعلى من أقرانهم الذين يتعلمون على يد معلمين لا يتمتعون بهذه الثقة.
وبين التحليل أن المعلمين الذين أفادوا بأنهم لا يعتمدون على الكتاب المدرسي بشكل أساس في عملهم، قد حقق طلبتهم إنجازاً أعلى في المواد جميعها، سواء في المدارس الحكومية أو الخاصة على اختلاف المناهج التي تتبعها، وكان التأثير أكبر في القراءة، إذ يرتفع الإنجاز 43 نقطة عندما يتخلى المعلمون عن اعتمادهم على الكتاب المدرسي، مقارنة بالذين يعتبرونه الوسيلة الأساسية في التعليم.
ووفقاً لنتائج التحليل فإن التدريب المستمر الذي يخضع له المعلمون في مختلف أنواع المدارس له تأثير مهم في إنجاز الطلبة، فضلاً عن اختلاف تأثير أنواع التدريب المهني في المعلمين، وأن المعلمين الذين يعملون على تحسين مقدرتهم على دعم التفكير النقدي لدى الطلبة، استطاعوا رفع نتيجة طلبتهم 6٪ على الأقل، وقد لا يكون سبب أهمية تطوير المناهج جلياً، إلا أنه عند النظر إلى اعتماد المعلمين الكبير على الكتاب المدرسي، تظهر الحاجة الملحة إلى ضرورة توجيههم إلى كيفية تطوير أساليب التدريس.