أطلقت برنامجاً بالشراكة مع «اليونيسيف» كلفته 6.5 ملايين درهم

«دبي العطاء» تنمّي الطفولة في البوسنة والهرسك بـ «التعليم»

صورة

أطلقت مؤسسة «دبي العطاء»، رسمياً، برنامجاً لتنمية الطفولة المبكرة في جمهورية البوسنة والهرسك، بهدف زيادة فرص حصول الأطفال البوسنيين على تعليم مبكر قبل مرحلة التعليم الأساسي، وتحسين النمو الجسدي والاجتماعي والعاطفي والمعرفي لأكثر من 7000 طفل على مدى سنتين، وهو البرنامج الثاني لـ«دبي العطاء» في البلد، وينفذ بالشراكة مع منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف).

وتسعى مؤسسة «دبي العطاء»، التي أسست في عام 2007، إلى توفير التعليم الأساسي السليم للأطفال في البلدان النامية، إذ تؤمن بأن التعليم حق أساسي لكل طفل. وتعمل على تقديم برامج متكاملة لهذه الغاية من خلال شراكات استراتيجية مع منظمات دولية، في مقدمتها الامم المتحدة، لإحداث أثر إيجابي في حياة الأطفال الأقل حظاً في العالم.

مشكلة الغجر

أفادت ممثلة «اليونيسيف» في البوسنة والهرسك، فلورنس بايور، بأن الغجر في البوسنة والهرسك، متخلفون في كل مؤشرات التنمية البشرية، ماعدا المتعلق منها بالرضاعة الطبيعية، موضحة أن أكبر نسبة من التسرب من المدارس موجودة لدى ابناء هذه الفئة من الطلبة. كما أن 4% فقط من أطفالها يحصلون على التطعيم اللازم للوقاية من الامراض، في حين ترتفع هذه النسبة لدى غيرهم من أبناء البلد الواحد إلى 64%.

وأكدت أن مشكلة الغجر لا تخص البوسنة وحدها، بل هو ملف يضع كثيراً من الدول الاوروبية امام تحدٍّ انساني يتعلق بضرورة دمجهم في المجتمع، وجعلهم يحظون بفرص متساوية في التعليم والوظائف، وغيرها. معربة عن أسفها لعدم وجود جهد فاعل لحل مشكلة الغجر في أوروبا حتى اللحظة.

برنامجان

أعلن الرئيس التنفيذي لمؤسسة «دبي العطاء»، طارق القرق، أن المؤسسة تستعد لاطلاق برنامجين كبيرين العام المقبل، يستهدفان تعزيز فرص حصول الاطفال على تعليم ملائم، الأول في جنوب آسيا والثاني في شرق إفريقيا، مشيراً الى أن هذين البرنامجين سينفذان بالتعاون مع العديد من الشركاء في العالم.

ووفقاً للرئيس التنفيذي لمؤسسة «دبي العطاء»، طارق القرق، فإن «نحو 13% فقط من الأطفال بين عمر أربع إلى خمس سنوات مسجلون في التعليم قبل المدرسي في البوسنة والهرسك، وهي النسبة الأدنى من التسجيل في التعليم قبل المدرسي في أوروبا وآسيا الوسطى، إذ لا يتمكن 87% من أطفال هذا البلد من الحصول على تعليم مبكر، ما يعد مصدر قلق كبيراً للمنظمات المعنية بحقوق الطفل، ويتطلب التدخل لتنفيذ إجراءات عاجلة».

وأضاف القرق، خلال مؤتمر صحافي عقد في سراييفو، أمس، للاعلان عن البرنامج، أن التعليم يعد إحدى أهم الوسائل لمواجهة الفقر، وتبرز أهميته في بلدان مثل البوسنة والهرسك، حيث يساعد هذا البرنامج على تنمية رأس المال البشري فيها، إذ سيمكن الأطفال في 30% من المناطق في البوسنة والهرسك من الوصول إلى التعليم ما قبل المدرسي.

وعلى الرغم من وجود قانون في البوسنة والهرسك يلزم بتعليم الاطفال قبل المرحلة التأسيسية، إلا أن الظروف المالية لهذا البلد لا تسمح بتأمين تعليم متساوٍ للجميع في هذه المرحلة.

وأوضح أن البرنامج الذي يستمر لمدة عامين في البوسنة تبلغ كلفته نحو 6.5 ملايين درهم، ومن شأنه أن يمهد الطريق لرفع نسبة الأطفال الملتحقين بالتعليم الاساسي إلى نحو 30%، لكنه نبه إلى ضرورة أن تمسك السلطات الرسمية في البوسنة والهرسك بزمام الامور للتأسيس لحالة دائمة من الاهتمام بالاطفال بعد انتهاء البرنامج، منوهاً بدور اليونيسيف التي اعتبرها شريكاً أساسياً للمؤسسة في كل الدول التي أطلقت فيها مشروعات مشابهة.

وأكد أن العطاء ومد يد العون لمن يحتاجه منهج راسخ في دولة الإمارات، كما أن «دبي العطاء» في مقدمة المؤسسات التي تحمل مشعل حماية الاطفال، وتعزيز فرص حصولهم على تعليم لائق في العالم، خصوصاً الدول التي تعرضت لظروف خاصة أثرت في أوضاع سكانها المعيشية.

وكانت البوسنة والهرسك شهدت بين 1992 و1995، حرباً ضروساً مع جمهورية صربيا، انتهت بعد توقيع اتفاق دايتون، وبعد إبادة أكثر من 300 ألف مسلم باعتراف الأمم المتحدة، كما تخللت هذه الحرب مذبحة سربرنيتشا الشهيرة، على أيدي القوات الصربية التي راح ضحيتها نحو 8000 شخص، ونزح عشرات الآلاف من المدنيين المسلمين من المنطقة. وتعول «اليونيسيف» على الدعم الذي تتلقاه من «دبي العطاء» كثيراً لتنفيذ برنامج يستهدف النهوض بالاطفال المهمشين في البوسنة، لاسيما أطفال الغجر الذين تتدنى نسبة من يحصل منهم على التعليم المبكر إلى 2% فقط، فضلاً عن الأطفال الذين يعانون تأخراً في النمو أو نوعاً من الإعاقة.

وذكرت نائبة ممثلة «اليونيسيف» في سراييفو، آني كلير دوفاني، أن البوسنة والهرسك تعيش وضعاً سياسياً وإدارياً معقداً للغاية يصعب من مهمة اليونيسيف في هذا البلد، إذ يتسبب وجود كيانين سياسيين يتبعان اتحاد البوسنة والهرسك (البوسنة والهرسك وجمهورية صربيا)، إضافة الى تقسيم البلد إدارياً إلى 10 مقاطعات (كونتونات)، في غياب الفرص الحقيقية لايجاد خطة تعليمية موحدة ومنسقة.

وأضافت دوفاني أن المشكلة في البوسنة لا تتوقف عند الوضع الاداري المعقد، بل تصل إلى التفرقة المبنية على أساس العرق بين مكونات المجتمع، مشيرة إلى أن هذا الامر يضاعف من أهمية عمل «دبي العطاء» بالشراكة مع «اليونيسيف»، لأن البرنامج الحالي يركز على مواجهة العنصرية بين الاطفال، واشاعة ثقافة التسامح بين أبناء البلد الواحد، بعض النظر عن الدين أو العرق، متابعة أن برنامج التعليم المبكر لـ«دبي العطاء» مهم للغاية، لأنه سينعكس ايجاباً على حياة الاطفال.

وبدأ البرنامج نشاطه فعلياً منذ اسابيع، ويستفيد منه 7000 طفل بوسني في 45 بلدة، يقع بعضها في مناطق نائية وبعيدة عن العاصمة، موضحة أن البلديات في المناطق المشمولة بالبرنامج، تؤمّن المقرات للأطفال، فيما تتكفل «دبي العطاء» بتوفير الدعم المالي وتدريب الكوادر البشرية لإدارة العملية التعليمية في رياض الأطفال، وتهيئة الاجواء المناسبة لذلك.

ويستفيد من البرنامج الأطفال الذين تزيد أعمارهم على خمسة أعوام، ويتلقون خلال خمسة أشهر، هي مدة البرنامج المخصص لكل طفل، تعليماً ملائماً يؤهلهم للدخول إلى المدارس، إضافة الى ترسيخ تقاليد المجتمع البوسني لديهم. مع إيلاء اهتمام خاص بالأطفال الضعفاء، مثل أطفال الغجر والأطفال الذين يعانون تأخراً في النمو أو إعاقة ما. وبحسب الأرقام الصادرة عن الأمم المتحدة، فإن 250 مليون طفل حول العالم على الأقل لا يستطيعون القراءة والكتابة والحساب بشكل جيّد، و57 مليون طفل غير ملتحقين بالمدارس.

وفي عام 2008، أطلقت «دبي العطاء» برنامجها الأول في البوسنة والهرسك الذي هدف إلى تجنب الأخطار الاجتماعية وتعزيز الوحدة بين الأطفال والمراهقين. ويستفيد أكثر من ثمانية ملايين طفل من برامج «دبي العطاء» في 31 بلداً نامياً.

 

تويتر