اقرأ لطفلك.. يصبح قارئاً

تبدأ حياة الإنسان في عالم المعرفة بسماع من يقرأ عليه ويعلمه، وقد تنتهي بأن يتلو أحدهم عليه ويقرأ عليه الأدعية.

حياة الإنسان تبدأ وتنتهي بسماع تلك الكلمات ذات المغزى الديني والأثر الاجتماعي النفسي؛ فالسمع المرتبط بالقراءة لا يُعدّ فقط بداية الطريق لدروب العلم، لكنه كذلك بداية اكتشاف الحياة وسبر أغوارها. والقراءة للطفل ليست للتعليم وحل الواجبات المدرسية فقط؛ بل لها أصول وقواعد لو اتّبعت لغيّرت اهتمام الأطفال ونظرتهم إلى الحياة، هذا إضافة إلى التقدم العلمي في المدرسة.

من فوائد القراءة للطفل زيادة الحصيلة اللغوية، وأنها تنمّي مداركه وخياله، وتعلّم الطفل السلوك المحبب، وتزيد من تحصيله الدراسي، إذ أثبتت الدراسات أن الطفل الذي يقرأ قبل دخوله المدرسة يكون معدل ذكائه (IQ) أعلى من أقرانه الذين لم يُقرأ لهم.

كما تساعد القراءة الطفل على اكتشاف متعة العلم والقراءة، وتنمي مهاراته القرائية الكتابية، وتعزز ثقته بنفسه وبقدراته، وتعلمه مهارات الإلقاء والتمثيل، وتنمي العلاقة بين القارئ والطفل. وقد يكون هذا العامل من أهم العوامل الأسرية؛ فالقراءة ليست سرداً لبعض المعلومات المكتوبة في النص، بل إنها نقل الكلمات إلى الحياة بطريقة شائقة، فعندما تضع الأم الطفل في حضنها وتبدأ القراءة يحس بمتعة القراءة ومتعة الحنان والاقتراب من الأم.

وكل ذلك يسهم في تقوية العلاقة بين القارئ (الأم) والطفل، وتأكيد شعور الأخير بالحب والأمان، مرتبط بحب العلم والقراءة.

وأثناء القراءة للطفل هناك كثير من الأساسيات التي يجب أن يعيها القارئ في البيت أو المدرسة، ومن ذلك أن يتذكر القارئ أن الهدف من القراءة تحقيق أهداف كثيرة، علمية ولغوية واجتماعية ونفسية ودينية.

وتتحقق الأهداف عن طريق اختيار الكتب المناسبة، والإجابة عن جميع أسئلة الطفل بصدق وببساطة، والإشارة إلى المفردات الجديدة، وإعطاء الطفل الفرصة الكافية للتعبير عن نفسه، وجعل وقت القصة وقتاً لتقوية العلاقة مع الطفل، وإهداء الطفل كتاباً بين حين وآخر.

مدير إدارة المناهج بمجلس أبوظبي للتعليم

الأكثر مشاركة