نقطة حبر
الدروس الخصوصية وآثارها المجتمعية
في لقاء مع قناة محلية تطرقنا إلى الدروس الخصوصية كظاهرة سلبية يلجأ إليها طلبة وذووهم خصوصاً في موسم الامتحانات، فعلى الرغم من أن العملية التعليمية تطورت واختلفت عن السابق، وأصبحت الآن تقوم على تفريد التعليم ومراعاة الاختلافات والقدرات بين الطلبة، التي أصبحت محط نظر المعلم وهي أساس تخطيطه الدرسي وأساس وضعه للمهام المعطاة لكل طالب. وبالتالي تغير معها نظام التقييم الذي أصبح لا يعتمد بشكل كُلّي على الامتحانات، فهناك التقارير والمشروعات والواجبات الفردية والجماعية،
كيف لنا أن نبني في نفوس أبنائنا تحمّل المسؤولية ونعوّدهم عليها؟ والدروس الخصوصية تغرس فيهم الاتكالية. |
التي تعتمد على المهارات العلمية مثل الاكتشاف والاستنتاج، وعلى الرغم من ذلك نجد أن ظاهرة الدروس الخصوصية مازالت موجودة، فما السبب في ذلك ولماذا تستمر هذه الظاهرة بكل آثارها السلبية؟ نتطرق اليوم إلى آثارها التي تتعدى مجال التعليم، فكيف لنا أن نُدخل بيوتنا من يشكلون خطراً محتملاً على الأسرة؟ وكيف لنا أن نأمن على أبنائنا بدخول شخص لم نتأكد من خلوه من الأمراض المعدية مثلاً؟ وكيف نضمن سلامة الأفكار والمعتقدات الخاطئة والسلوكيات التي يحملها هذا الغريب الذي نسّلمه فلذات أكبادنا؟ كيف لنا أن نحافظ على هيبة مهنة المعلم ومستقبل التعليم، والبعض يجعلها تنهار أمام الطلبة بذهابه إلى منازلهم وحصوله على مقابل لخدماته؟ وكيف بعد ذلك ندعو الطلبة إلى الالتحاق بمهنة التعليم التي يزدرونها بسبب تلك النماذج من المعلمين، ما يؤثر في عدد المتجهين لهذه المهنة النبيلة؟ كيف نضمن جودة أداء هؤلاء المعلمين في صفوفهم وهم يقدمون تلك الدروس؟ كيف يمكن لهذا المعلم الذي يتنازل عن ميثاق شرف المهنة وينهمك في جمع أكبر عدد من الطلبة ويستمر في الشرح لهم لساعات طويلة، التي كانت من المفترض أن يرتاح فيها ليجدد نشاطه لليوم التالي؟ كيف لنا أن نبني في نفوس أبنائنا تحمل المسؤولية ونعوّدهم عليها؟ والدروس الخصوصية تغرس فيهم الاتكالية التي إذا لم يتم تداركها ستتحول الى ثقافة، يلجأ أبناؤنا إليها في المراحل كافة من الروضة وحتى أعلى الشهادات الجامعية ولربما فوق الجامعية. ناهيك عن غيرها من الآثار السلبية التي يتعدى تأثيرها نطاق الطالب والمعلم والأسرة والمجتمع إلى الدخل القومي أيضاً.. وللحديث بقية.
خبير بشؤون التعليم
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news