البيئة التعليمية.. والتنمية
منذ ظهور فكر التنمية المستدامة لهدف تحقيق الرخاء والتطور للمجتمعات عن طريق ترشيد استهلاك الموارد المختلفة، والاستفادة القصوى منها، مع ضمان الحفاظ على نصيب الأجيال المقبلة من كل الموارد الطبيعية وغيرها، ظهر معها الفكر البيئي والثقافة البيئية التي لا نريد أن تقتصر على تضمين موضوعاتها في المناهج الدراسية، أو على عمل مشروعات تُقيّم داخل الفصول الدراسية أو حتى يُشارك بها في مسابقات بيئية، نريد أن تكون الثقافة البيئية والفكر البيئي منهج حياة ليس فقط لأبنائنا، بل ولمعلميهم وللمجتمع كافة، بحيث يتم استغلال كل الوسائل التقنية المحيطة بالطالب داخل المدرسة وخارجها بشكل بيئي ومستدام.
أدركت الجهات المعنية أن دور المؤسسات التعليمية أساس في نشر وتطور الفكر البيئي، فتنوعت جهود التوعية البيئية في المدارس. |
وقد أدركت الجهات المعنية أن دور المؤسسات التعليمية أساس في نشر وتطور الفكر البيئي، فتنوعت جهود التوعية البيئية في المدارس والمنشآت التعليمية وصولاً إلى التنمية المستدامة، وكما نلاحظ فهناك بعض النماذج الناجحة والممارسات المؤسسية والفردية لاستخدام التقنيات والبرامج الحديثة وقنوات التواصل الاجتماعي في عملية التعليم والتعلم، والاستكشاف في وقت الدوام المدرسي وبعده.
وهناك مدارس ومؤسسات تعليمية تحولت إلى الدراسة بالأجهزة الإلكترونية (آي باد)، وأثبتت تلك الوسائل أنها أداة تعليمية عصرية ومناسبة لتحقيق أهداف تعليمية عديدة، والمأمول من المؤسسات الأخرى أن تحذو حذوها في المرحلة المقبلة، أو على الأقل محاولة التقليل من استخدام الأوراق، بحيث يطلب المعلمون من تلاميذهم إنجاز مشروعات بيئية وتشجيعهم على تقليل استخدام الأوراق عند عمل التقارير والواجبات المنزلية، وبذلك خففنا عبء الأثقال التي يتحملها أبناؤنا يومياً. تطبيق الثقافة البيئية لا يتوقف عند هذا الحد بل يتعداه إلى تشجيع الطلبة والآباء على استخدام وسائل النقل الجماعي بدلاً من الإصرار على استخدام وسائل النقل الفردي بشكل يومي، وكذلك أيضاً تشجيعهم على استخدام السلالم وحرق السعرات الحرارية عوضاً عن استخدام المصاعد الكهربائية وحرق المزيد من الطاقة، وغيرها الكثير من الممارسات التي ترتقي بنهج أبنائنا الحياتي وتحتاج إلى المبادرات التي ترتكز على التطبيق العملي لكل ما يتعلمه الطلبة في المناهج والصف المدرسي، لإعداد أجيال ليست فقط صديقة للبيئة بل أجيال تتبنى وتحقق التنمية المستدامة أيضاً.
خبيرة في الشأن التعليمي