"الشارقة للتعليم" ينظم جلسة عصف ذهني حول القيادة والمعلم والطالب

نظم مجلس الشارقة للتعليم جلسة عصف ذهني أدارها رئيس المجلس سعيد مصبح الكعبي بهدف وضع مخطط شمولي  يرمي إلى بناء خطة  شاملة لتطوير  المدارس النموذجية خلال الأعوام القادمة، وتعد هذه الجلسة الأولى من نوعها على التي تهدف إلى إشراك  نخب  من الجامعات والتربويين العاملين في حقل التعليم وقطاع المال والأعمال والطلبة في اتخاذ القرار، بما يتناسب مع محيطهم ويترجم رؤاهم المستقبلية. وخرجت الجلسة بجملة من التوصيات ستكون محط اهتمام المجلس لدراسة قابلية تنفيذها والاستفادة منها.

وناقش المشاركون خمسة محاور رئيسية هي "القيادة والمعلم والطالب وحصص المناشط  والبيئة المدرسية، وأكد المجتمعون على أن مهنة التعليم هي مسؤولية أخلاقية ووطنية ومهنية، ترتكز عليها أنشطة الحياة بأكملها، و"الارتقاء في التعليم هو ارتقاء بالوطن".

جاءت الجلسة تحت عنوان "بكم نحقق حلم سلطان العلم"، بحضور أمين عام مجلس الشارقة للتعليم عائشة سيف، وعدد من المسؤولين والتربويين والإعلاميين إلى جانب  عدد من مديري الدوائر في الشارقة والعاملين في قطاع التعليم.
 
وطرح المشاركون عددا كبيرا من المقترحات التي تسهم في تطوير التعليم، وذلك في خطوة نوعية للوصول إلى استراتيجيات مبتكرة وأفكار جديدة من شأنها ترسيخ روح العمل والتفكير الجماعي من اجل تطوير حقل التعليم باعتباره شأن مجتمعي.

وخلال جلسة العصف الذهني التي تم تقسيم المشاركين فيها إلى خمس  مجموعات متعددة التخصصات قدم سعيد الكعبي  شرحا عن أهداف الجلسة وغايتها متمثلة بوضع مقترحات تطويرية وليس الحديث عن التحديات، مشيرا إلى أهمية كل محور تم اختياره.
 
وأشار الكعبي إلى أن "النجاح الذي أثبتته تجربة العصف الذهني التي أطلقها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، والتي نجحت في أول تجربة لها في طرح أكبر عدد ممكن من الأفكار والحلول

الإبداعية لتطوير قطاعي الصحة والتعليم بالدولة، وصلت إلى أكثر من 50 ألف فكرة في ثلاثة أيام، خير دليل على نجاح الفكرة ما حذا  بالحكومة  على تعميم هذه التجربة في جميع القطاعات الحكومية ونحن في المجلس  استفدنا من هذه التجربة، وهذه ليست المرة الأولى التي تتم فيها عقد مثل هذه الجلسات لدينا".
 
وأكد على دعم صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى للاتحاد حاكم الشارقة اللامحدود لمسيرة التعليم في إامارة العلم والثقافة، مضيفا أن "الطفل منذ ولادته حتى التخرج والانطلاق في سوق العلم هو في كنف والده سلطان وتحت رعايته".


وقال الكعبي للحضور إن "دولة الإمارات بفضل الرؤية الحكيمة والنظرة السديدة  للقيادة الرشيدة وعزم الأبناء وصلت إلى  مصاف الدول المتقدمة وما نريده هو مواصلة هذا الطريق وعدم الحياد عنه أبدا".

من جهتها اعتبرت أمين عام مجلس الشارقة للتعليم عائشة سيف التنوع في خبرات المشاركين وتغذيتها بدماء شابة خطوة مهمة للخروج بأفكار تطويرية تتبنى فكر حديث، مؤكدة أن "التحديات والصعوبات معروفة في حقل التعليم والمطلوب عدم الحديث عنها بقدر تحويلها وتطويعها والتغلب عليها بالعمل المخلص والجاد وتحقيق المراكز المتقدمة التي تصبو إليها الدولة، وهو أمر ليس بمستحيل علينا."

وذكرت أن الهدف الأساسي من الجلسة هو تطوير  المدارس النموذجية خلال السنوات المقبلة وفق المحاور الخمس التي تم تحديدها، مبينة أنه "في ظل الدعم السخي واللامحدود  والميزانيات الكبيرة التي رصدت لنا  نريد أن تكون مدارسنا  متميزة ومصدر أساسي لتخريج  المبدعين ونموذج عالمي رائد.. وهذا هو طموحنا ونعي أننا  قادرون.. نعم هناك ملاحظات وتحديات في بيئة العمل، لكن ما نريده هو  إيجاد حلول لتلك التحديات وتحويلها إلى منظومة عمل إبداعية" .

وقالت سيف "حرصنا على جمع ثلة من النخب  المسؤولة في قطاعات شتى  لنستمع إلى ما يريدونه لأبنائهم"،  مشددة على "أهمية دور قائد المدرسة باعتباره النموذج  ونواة أي تطوير، وأن تحويل المدارس إلى نموذجية هي فكرة رائدة لصاحب السمو حاكم الشارقة،  وهو من مهد الطريق وذلل لنا الصعوبات ونعمل الآن على عدة محاور منها تجهيز البنية  التحتية والمرافق  وتطوير وتنمية الكفايات.. وقد جاء ترشيح أسماء شابة في الجلسات جاء بهدف الخروج بأفكار متنوعة ونوعية ".

من جهتها قالت نائب مدير منطقة الشارقة التعليمية منى شهيل بجلسة العصف الذهني إن الجلسة تعد خطوة ريادية، وتنم عن توجه منظم ومدروس ومبني على أسس علمية وبحثية متينة لتطوير العمل في المدارس النموذجية بما ينسجم مع روح المتغيرات.

الأمر الذي يسهم في تعزيز الحركة نحو الريادية والإبداع والنظر بعمق في آليات التطوير والتحديات التي يواجهها النظام التعليمي، مشيرة إلى أهمية  الاستثمار في هذا القطاع وغيرها من الجوانب المتعلقة بالتعليم  والتكيف مع التطورات المتسارعة في عالم اليوم.

المدارس النموذجية بعد عشر سنوات

وأعطى الكعبي المجموعات الخمس قبل بدء العصف الذهني فرصة تبادل الأفكار مع بعضهم البعض لوضع حلم لما ستكون عليه المدارس النموذجية بعد عشر سنوات  من الآن، فكانت الآراء تتفق جميعا على أن الدولة ستتبوأ مركزا متقدما، ففي محور المناشط جاء الحلم بخروج الطلبة بمنتجات نوعية كتصنيع مركبة، وفي محور القيادة   جاء الحلم بأن تتصدر الإمارات المركز الأول في جودة التعليم وحصول الطلبة على المركز الأول في الاختبارات الدولية.

وفي محور البيئة المدرسية تمثل الحلم في   زيارة وفد من مديري المدارس في السويد للاطلاع على تجربة المدارس النموذجية بعد فوزها  في الاعتماد الدولي للجودة في التعليم. أما محور المعلم فكان الحلم أن رئيس الدولة يهنئ المعلمين المواطنين على إنجازهم المتميز. وفي محور الطالب كان الحلم  هو الوصول إلى طالب يمتلك مهارات القرن الحادي والعشرين.

 

تويتر