بلغت 50% في مدارس.. و«التربية» تعالج المشكلة بإجراءات عملية في استراتيجيتها الجديدة
السفر ومباراة المنتخب يرفعان نسبة غـــــياب الطلبة في اليوم الدراسي الأول
سجّلت مدارس حكومية في دبي، أمس، نسبة غياب في صفوف الطلبة بلغت 50%، فيما عزا مديرو مدارس تلك النسبة إلى حرص معظم الطلبة على مشاهدة مباراة الإمارات وقطر، في بطولة كأس آسيا، والسفر خارج الدولة.
وطالبوا وزارة التربية والتعليم بإجراءات رادعة لإنهاء ظاهرة الغياب في الأيام الدراسية الأولى، بعد الإجازات الفصلية، مؤكدين أنها أصبحت متكررة ومتزايدة، لافتين إلى أن «ضعف الإجراءات العقابية، وإهمال ذوي الطلبة، يتصدران أسباب الغياب بشكل عام». ووضعت الوزارة في استراتيجيتها الجديدة 2015 ـــ 2021 إجراءات عدة، تعتزم تطبيقها، لتعزيز انتظام الطلبة في المدارس تطبق قريباً، مؤكدة أن «نسبة غياب الطلبة في مدارس دبي والإمارات الأخرى مرتفعة جداً».
وتفصيلاً، قال مدير مدرسة الشعراوي للتعليم الثانوي في دبي، أحمد محمد عبدالله قاسم، إن «نسبة الغياب في مدرسته بلغت نحو 50% من إجمالي الطلبة»، عازياً ذلك إلى رغبة معظمهم في مشاهدة مباراة كرة القدم بين الإمارات وقطر، مشيراً إلى أن «الأغرب هو إلحاح كثير من الطلبة الحاضرين على الانصراف من الدوام لمشاهدة المباراة».
وأكّد أن «علاج هذه الظاهرة مسؤولية مشتركة بين المنزل والمدرسة ووزارة التربية والتعليم، ولا يمكن حلها بمعزل عن أي من الأطراف الثلاثة».
وأكّدت مديرة مدرسة مارية القبطية في دبي، مريم الحتاوي، أن «نسبة الغياب لديها بلغت نحو 40% من الطالبات، على الرغم من التنبيه المسبق عليهن بضرورة الالتزام بالحضور إلى المدرسة»، لافتة إلى تواصل المدرسة مع ذوي الطالبات عبر الرسائل النصية لتبليغهم بغياب بناتهم، وضرورة دوامهن اليوم التالي.
وطالبت الحتاوي بحل رادع من وزارة التربية والتعليم لهذه المشكلة، معتبرة أن «ضعف الإجراءات العقابية يؤدي إلى تمادي الطلبة في التغيب، وتجاهل ذويهم تنبيهات المدرسة، الأمر الذي يسهم بدوره في تفاقم المشكلة».
وذكر مدير مدرسة دبي الثانوية، منصور شكري، أن «نسبة الغياب تزايدت لديه بين طلاب الشعبة الأدبية في الصفوف الثاني عشر والحادي عشر، لتصل الى نحو 35 %، فيما كانت النسبة بين طلاب الشعبة العلمية نحو 98%، علماً بأن طلاب الشعبة الأدبية يشكلون النسبة العليا بين طلاب الثاني عشر».
وأكّد التواصل المستمر مع ذوي الطلبة، «إلا أن ذلك لم يحدّ من المشكلة».
ولفت مدير مدرسة محمد بن راشد النموذجية، عبدالله عيسى، إلى أن «نسبة الغياب في المدرسة بلغت نحو 20% من إجمالي الطلبة، على الرغم من إرسال رسائل تأكيدية لذويهم قبل الدوام بيومين».
وربط عيسى بين حالات الغياب وتوقيت عرض مباراة الإمارات وقطر، الذي أذيع في الـ11 صباحاً. وقال: «إن عودة درجة السلوك وربط الحضور والغياب بالمجموع الكلي للطالب من شأنهما حثهم على الالتزام».
وأكّدت مديرة مدرسة الراية للتعليم الثانوي في دبي، نهاد علي ناصر الزير، أن «تهاون ذوي الطلبة سبب رئيس في تفاقم ظاهرة الغياب المتكرر»، مشيرة إلى أن «مدرستها شهدت نسبة غياب بلغت نحو 12% من إجمالي عدد أمس»، معتبرة ذلك الرقم كبيراً.
وناشدت الوزارة إعادة درجة السلوك، وربطها بحضور والتزام الطلبة، للتحفيز على الحضور، ودفع ذويهم إلى إلزامهم بالتوجه إلى مدارسهم في التواريخ المحددة.
وقال مدير مدرسة الصفا للتعليم الثانوي في دبي، علي مال الله السويدي، إن «نسبة الغياب في المدرسة بلغت نحو 15%»، عازياً ذلك إلى توقيت عرض مباراة الإمارات وقطر.
وذكر أن «إدارة المدرسة واجهت إلحاحاً من طلاب مداومين للانصراف لمشاهدة المباراة»، مؤكّداً أن «معظم الطلاب يسعون في النهاية إلى الحصول على الشهادة فقط، دون الاهتمام بالسلوك».
وقال مدير مدرسة الذيد الثانوية للبنين، صديق أحمد بن رشيد، إن «نسبة الغياب بين صفوف الطلاب بلغت 45%»، مضيفاً أن «ظاهرة غياب الطلبة قبل وبعد الإجازات الرسمية (أصبحت ملموسة)، خصوصاً في الإجازات الفصلية، إذ يسافر الطلبة للاستجمام مع أسرهم»، مشيراً إلى أن «إدارة المدرسة بصدد إعداد دراسة للوقوف على أسباب الغياب بين صفوف الطلاب ،واقتراح الحلول الناجعة لها».
وذكر مدير مدرسة نزوى الثانوية للبنين، أحمد الحوسني، أن «نسبة الغياب بين صفوف الطلاب لم تتجاوز 5%»، مشيداً بحرص أولياء الأمور على حث أبنائهم على الالتزام بالحضور إلى المدرسة بعد أيام الإجازات الفصلية والرسمية».
وأكّد مدير مدرسة الثميد الثانوية للبنين، عبيد علي اليماحي، أن «نسبة حضور الطلاب بلغت 90% أمس، وأن إدارة المدرسة ستعمل جاهدة لمعرفة أسباب غياب الطلبة، والعمل على إيجاد حلول مجدية لهذه الظاهرة، من خلال التواصل مع ذوي المتغيبين منهم».
وذكرت مديرة إحدى المدارس البريطانية الخاصة في الشارقة: «إن نسب الحضور في اليوم الدراسي الأول، أمس، تجاوز الـ85%، وأن الالتزام بشرح المناهج الدراسية بدأ منذ اليوم الأول»، عازية أسباب تغيب الطلاب إلى سفر بعضهم خارج الدولة، واعتذار البعض الآخر عن الحضور لمتابعة مباراة منتخب الإمارات وقطر. وأكّدت أن «نسبة حضور الإناث فاقت نسبة حضور الذكور».
فيما بيّنت مديرة مدرسة البصائر الخاصة في الشارقة، حوسن عبدالرحمن اليسير، أن «نسبة الحضور ممتازة، إذ حضر 90% من طلاب المدرسة البالغ عددهم 1200 طالب»، مضيفة أن «أكثر نسبة للغياب كانت في الصفين الثامن والتاسع». وتابعت أن «الدراسة انتظمت في الصفوف منذ اليوم الأول».
وقال مدير مدرسة الشعلة الخاصة في الشارقة، إبراهيم بركة، إن «نسب الحضور في مدرسته بلغت 97% من عدد الطلاب»، عازياً ذلك إلى نجاح التوعية المستمرة التي تقوم بها المدرسة للطلاب في تعزيز ثقافة الالتزام بالحضور، وعدم اتباع الممارسات السلبية التي عادة ما تحدث بعد انتهاء كل إجازة مدرسية».
وذكرت مديرة مدرسة مضب للتعليم الثانوي للبنات، عزة جابر، أن «نسبة حضور الطالبات شكلت فارقاً كبيراً بين الفصل الدراسي الأول والفصل الثاني، إذ حضرت الطالبات بنسبة 85% بينما كانت النسب في السنوات الفائتة أقل بكثير»، مؤكّدةً أنها «تعتزم مساءلة الطالبات المتغيبات عن اليوم الدراسي الأول للفصل الثاني».
وعزت جابر ارتفاع نسبة الحضور إلى «كثرة التوجيهات من إدارة المدرسة للطالبات، إضافة الى تضمين الانضباط في تقرير أداء الطالب الأكاديمي»، مؤكّدةً أن «الإدارة تتصل بولي الأمر لمعرفة سبب الغياب، وفي حال وجود حالة مرضية للطالبة تطلب إدارة المدرسة إحضار العذر الصحي من المستشفى أو المركز الصحي، حتى لا تعتقد الطالبة أنه من السهل عليها اتخاذ قرار عدم الحضور للمدرسة من دون أسباب ملحة».
وذكرت نائبة مديرة مدرسة الفجيرة لتعليم الأساسي للبنات، عطية سعيد، أن «نسبة حضور الطالبات في اليوم الدراسي الأول تجاوزت 70%، بفضل الجهود المكثفة التي بذلتها إدارة المدرسة في التجهيزات المسبقة لضبط حضور الطالبات والموظفات عن طريق المحاضرات التي عقدت خلال الفصل الفائت». وأكّدت أن «ارتفاع نسبة انضباط وحضور الطالبات نابع من حبهن للمدرسة، لما توفره لهن من بيئة دراسية منتظمة تحمل طابع الجدية».
من جانبها، أكّدت وزارة التربية والتعليم تضمين استراتيجيتها الجديدة إجراءات عملية تعالج ظاهرة غياب الطلبة المتكرر عن المدارس في الأيام الدراسية الأولى، بعد الإجازات الفصلية، تتضمن حسم درجة السلوك ـــ حسب لائحة السلوك المطوّرة ـــ كإجراء بحق الطلبة المتغيبين من دون عذر مقبول، مع التشديد في حال الغياب قبل أو بعد الإجازات الرسمية، وعمل اختبارات قصيرة قبل وبعد الإجازات الطويلة، إضافة إلى تفعيل خاصية رصد الغياب والحضور للطلبة والمعلمين يومياً، من خلال النظام الإلكتروني.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news