طيب كمالي: تلقينا شكاوى من مديري الكليات والمدرسين.. وفي انتظار التوجيهات
كليات التقنية تعاني نقص المدرسين ومركزية القرار
أكد مديرون لكليات التقنية العليا معاناة الكليات من نقص أعداد المدرسين في تخصصات مختلفة، وعدم مقدرة الطلاب على الالتحاق بالتخصصات الراغبين فيها، لعدم وجود عدد كافٍ من المعلمين، فضلاً عن ارتفاع نِصاب حصص المدرسيين الحاليين ليصل إلى نحو 30 ساعة أسبوعياً بدلاً من 18 ساعة، عازين تلك المشكلة إلى «المركزية في اتخاذ القرار، وسحب الصلاحيات من مديري الكليات».
وأقر مدير كليات التقنية العليا على مستوى الدولة، الدكتور طيب كمالي، بتلقي شكاوى من مديري كليات ومدرسين بهذا الشأن، وتم رفع التوصيات اللازمة إلى رئيس مجمع كليات التقنية العليا لحلها، لافتاً إلى أن الكليات في انتظار التوجيهات في هذا الخصوص.
تفاقم المشكلة
وتفصيلاً، تلقت «الإمارات اليوم» شكاوى وملاحظات من مدرسين وطلاب في كليات التقنية العليا، تفيد بتفاقم مشكلة نقص المعلمين، المستمرة منذ بداية العام الدراسي، ولم تنتهِ حتى الآن، وأكد طلاب أنهم غير قادرون على الالتحاق بتخصصات راغبين فيها، لعدم وجود عدد كافٍ من المعلمين فيها، ويضطرون إلى الالتحاق بتخصصات أخرى تخالف رغباتهم، فضلاً عن أن دمج الفصول أدى إلى زيادة الكثافة الصفية بشكل كبير، والتأثير سلباً في العملية التعليمية، فيما شكا مدرسون من تحملهم عدد ساعات تدريسية تفوق طاقتهم، حيث تجاوزت عدد الساعات التدريسية 30 ساعة أسبوعياً، بدلاً من 18 ساعة، الأمر الذي شكل عبئاً كبيراً عليهم داخل القاعات التدريسية، مطالبين بحل سريع لتلك المشكلة التي تهدد كفاءة العملية التعليمية داخل كليات التقنية العليا بشكل عام.
مركزية اتخاذ القرار
وأجمع مديرون لكليات التقنية العليا على وجود نقص حاد في أعضاء الهيئة التدريسية، في تخصصات مختلفة، وذلك لمركزية اتخاذ القرار من قبل أشخاص بعينهم في مجمع الكليات، من دون الرجوع إليهم، والوقوف على مدى حاجتهم، وعزلهم تماماً عن عملية اختيار المدرسين وتعيينهم، الأمر الذي نتجت عنه مشكلات كثيرة يجب أن تعالج في أسرع وقت ممكن.
وقال مدير كليات التقنية العليا في أبوظبي، الدكتور سلطان حسين كرمستجي، إن كليات التقنية للطلاب والطالبات في أبوظبي تعاني نقص أعداد المدرسين تصل لنحو 40 مدرساً في تخصصات مختلفة، الأمر الذي نتج عنه عدد كبير من الاستقالات نتيجة الضغط المتزايد على المدرسين العاملين من حيث نِصاب ساعات العمل الأسبوعي، الذي ارتفع ليتجاوز 30 ساعة، مشيراً إلى أن هذا النقص طال تخصصات مختلفة منها الهندسة وتكنولوجيا المعلومات وإدارة الأعمال، وغيرها من التخصصات الأخرى، مشيراً إلى أن كليات التقنية العليا في أبوظبي يدرس فيها نحو 6000 طالب وطالبة.
وذكر كرمستجي أن كثيراً من الطلاب أصبحوا غير قادرين على الالتحاق بالتخصص الراغبين فيه، لعدم وجود عدد كافٍ من المدرسين، واضطرارهم إلى الدخول في تخصصات أخرى، من دون رغبة منهم، الأمر الذي أثر سلباً في نفسية الطالب وأدائه التعليمي.
وعزا حدوث المشكلة إلى المركزية في اتخاذ القرار، التي جاءت مع الهيكل الإداري الجديد الذي اعتُمد أخيراً لمجمع الكليات، ونقل صلاحيات مديري الكليات وإعطائها لأشخاص جدد، حيث باتت تتخذ قرارات اختيار وتعيين المعلمين من دون دراية أو علم مديري الكليات، ومن دون محاولة الوقوف على الحاجة الفعلية لها، حسب التخصصات وتوزيع الطلاب عليها، لافتاً إلى غياب العمل بروح الفريق الواحد من قبل الفريق الجديد في الإدارة المركزية، والتأخر الشديد في تعيين مدرسين جدد، فضلاً عن تعيين مدرسين دون المستوى المطلوب.
مدرسون غير أكفاء
وأكدت مديرة كليات التقنية العليا في العين، الدكتورة همسة صالح العماري، أن كليات التقنية في العين تعاني نقصاً حاداً في أعداد المدرسين في تخصصات مختلفة، إضافة إلى أن الإدارة المركزية عينت مدرسين غير أكفاء، ودون المستوى المطلوب، الأمر الذي دفع الطلبة إلى التقدم بشكاوى تجاه معلميهم.
وقالت إن إدارة الكلية تعاني التجاهل في عملية تعيين الموظفين واستقالاتهم، حيث لا يوجد تواصل بين الإدارة المركزية وإدارة الكليات لتنسيق هذا الأمر، لافتة إلى أن كليات التقنية في العين تضم نحو 2200 طالب وطالبة.
وذكرت أن إدارة الكليات لا تستطيع طرح مواد جديدة لعدم وجود معلمين يدرّسونها، مبدية تخوفها أن يؤثر ذلك سلباً في مستوى الطلبة، الذين يعانون الوضع الراهن، مشيرة إلى أن إدارة الكليات اضطرت إلى دمج فصول ليرتفع عدد الطلاب في الفصل الواحد إلى 36 طالباً بدلاً من 20 حداً أقصى، الأمر الذي انعكس على قدراتهم الاستيعابية.
خطة علاجية
وأفاد مدير كليات التقنية العليا في دبي، الدكتور سعود الملا، بأن كليات دبي تعاني نقصاً يراوح بين 30 و40 مدرساً في تخصصات مختلفة، الأمر الذي أغلق الباب أمام طلاب عند الالتحاق بتخصصات مهمة مثل الهندسة بأفرعها، والإعلام وإدارة الأعمال، عازياً تلك المشكلة إلى المركزية في اتخاذ القرار من دون العودة إلى مديري الكليات، مشيراً إلى أن إدارة الكلية عملت على تدارك المشكلة بدمج الفصول، ورفع عدد ساعات العمل، الأمر الذي شكل عبئاً على الطلبة والمدرسين، معتبراً أنه الحل الوحيد المتوافر حالياً.
وتابع أن كليات التقنية في دبي يدرس فيها نحو 5000 طالب وطالبة في التخصصات المختلفة، يعانون حالياً من توتر وضغوط في البيئة التعليمية، في حاجة إلى معالجة وحل سريع من قبل إدارة مجمع كليات التقنية العليا، لافتاً إلى أن إدارة الكلية كانت تعمل وفق توجه عام نحو زيادة أعداد الأبحاث العلمية للطلبة، وزيادة المشروعات الطلابية ودعمها وتعزيزها، الأمر الذي أصبح غير ممكن في ظل الظروف الراهنة.
صلاحيات التعيين
وقال مدير كليات التقنية العليا في رأس الخيمة، الدكتور علي المنصوري، إن مشكلة نقص أعداد المدرسين في إمارة رأس الخيمة، ونقص كفاءة طاقم التدريس، خصوصاً الجدد منهم، يجب أن يوجه الحديث فيها إلى الأشخاص أصحاب الصلة المباشرة، وهم العمداء الأكاديميون والموارد البشرية، حيث إن مدير التقنية ليس لديه صلاحيات تعيين الكادر الأكاديمي كما كان في السابق، وأن قرارات التعيين والتوظيف أصبحت تصدر من مركز الخدمات الرئيس فقط.
من جهته، أفاد مدير كليات التقنية العليا على مستوى الدولة، الدكتور طيب كمالي، «وصلتنا بعض الشكاوى من مديري الكليات، والمدرسين والعاملين في الكليات، حول موضوع المركزية التي تم إقرارها في بداية العام الدراسي من قبل رئيس مجمع كليات التقنية العليا، محمد عمران الشامسي، وتم رفع التوصيات اللازمة لحل الإشكاليات المتعلقة في هذا الموضوع إلى رئيس المجمع، ونحن في انتظار توجيهاته في هذا الخصوص».
وتابع «في ما يتعلق بنقص الكادر التعليمي، فإن إدارة الموارد البشرية تعمل منذ بداية العام الدراسي الجاري على وضع الحلول الملائمة لتفادي الضغط الحاصل على المعلمين، وبالتالي على مستوى التدريس في كل كليات التقنية العليا، وأعتقد أن القرار النهائي لحل هذه المشكلة سيتخذ قريباً من قبل رئيس المجمع، محمد عمران الشامسي».
فيما أكد رئيس مجمع كليات التقنية العليا، محمد عمران الشامسي، أن حل مشكلة نقص الكادر التدريسي في كليات التقنية العليا من صلاحيات مدير كليات التقنية.
الحل في اللامركزية
أبلغ مصدر مسؤول في كليات التقنية، فضل عدم ذكر اسمه، «الإمارات اليوم» بأن الكليات على مستوى الدولة تعاني عجزاً في نحو 200 مدرس في تخصصات مختلفة، الأمر الذي أثر في جودة البيئة التعليمية في كل الكليات البالغ عددها 17 كلية، يدرس بها 22 ألف طالب وطالبة.
ويرى مدير كليات التقنية العليا في دبي، الدكتور سعود الملا، أن الحل يكمن في لامركزية اتخاذ القرار، وإشراك مديري الكليات في ما يتعلق بها من قرارات مهمة وحيوية. وأكدت مديرة كليات التقنية العليا في العين، الدكتورة همسة صالح العماري، عدم التواصل بين الإدارة المركزية وإدارة الكليات لتنسيق هذا الأمر.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news