نقطة حبر

رمضان والامتحانات

قريباً سيحلّ شهر رمضان.. شهر الخير والطاعات الذي طالما انتظرناه، لكن هذا العام سيتوافق الجزء الأول منه مع فترة الامتحانات النهائية للفصل الدراسي الثالث، منهياً بذلك العام الدراسي.

إن هذا التزامن بين الشهر الكريم وفترة الامتحانات أثار تخوف البعض من الطلبة وأولياء الأمور من عواقب أداء الطلبة للامتحانات وهم صائمون.. وفي واقع الأمر فإن شهر رمضان هو شهر عبادة وعمل أيضاً، ولا مبرر لذلك التخوف.. فرمضان شهر يزيد فيه صفاء الذهن وترتفع معه الطاقة الروحية للبشر، ويزداد فيه استقرار النفوس، وينتظره المجتمع الإسلامي بلهفة وشوق كبيرين، فهو شهر يشحذ الهمم للطاعات، وهو فرصة لتربية النفوس والأبدان.. وشهر تربية للصغير والكبير، ولابد من استغلاله الاستغلال الأمثل لتربية الأبناء على الجَلَد وزيادة قوة التحمل لديهم، وتعويدهم على التكيف مع الظروف كافة.

أمّا فترة الامتحانات فهي فترة جني الثمار، وتتطلب التكاتف وتقوية الروابط الأسرية، ومن مميزات أداء الامتحانات في رمضان أنها تُعيد جدول حياة الأسرة إلى الفطرة.. فيكون هناك التزام أكبر في مواعيد المذاكرة وأوقات تناول الطعام، وتراعى فيه أوقات محددة للنوم، فتكون الحياة في رمضان منظمة، والكل ملتزم بأداء فروضه وواجباته.

إن ما يميز النظام الحالي لتقييم الطلبة أنه نظام تقييم مستمر، فهو يُخفف ثقل الوزن النسبي للامتحان النهائي، ما يشكل نهاية لمشاعر التخوف من الامتحانات النهائية التي كانت سائدة قديماً، وفي الوقت نفسه يُهيّئ الطلبة لتقبل الامتحانات النهائية في آخر العام الدراسي بارتياح.

والدعم الأسري هو مطلب أساسي في تلك الفترة لتهيئة الجو المناسب للطلبة وتشجيعهم عبر المساندة المعنوية والمادية، التي تعينهم على الاستغلال الأمثل للوقت بالتنظيم الجيد والتخطيط لأوقات المراجعة، والحصول على النوم الكافي والتخلص من الضغوط بالابتعاد عن تضييع الأوقات في مشاهدة المسلسلات والفوازير والمسابقات، والاهتمام بالتغذية الصحية السليمة والتغذية الروحية.

ولابُدّ من نشر ثقافة الاستعداد للتعامل مع الامتحانات في كل الظروف والأحوال المختلفة، وذلك بالتهيئة النفسية والمادية للطلاب والمعلمين وأولياء الأمور، وكل مؤسسات المجتمع أيضاً.

مديرة إدارة شؤون الطلاب في كلية الإمارات للتطوير التربوي

تويتر