بهدف الحفاظ على خصوصية التعليم وزيادة تركيز الطلبة

معلمون يطالبون بحظر دخول الهواتف إلى الحرم المدرسي

منع الهواتف الذكية داخل الصفوف يزيد تركيز الطلبة واستيعابهم. تصوير: نجيب محمد

 طالب معلمون في مدارس حكومية وخاصة بمنع دخول الهواتف النقالة إلى الحرم المدرسي، وتفعيل القرارات السابق صدورها، والخاصة بحظر استخدام الأجهزة الإلكترونية مثل الهواتف الذكية والأجهزة اللوحية في المدارس، مشيرين إلى أن انتشار الهواتف في أيدي الطلبة داخل الصفوف المدرسية أوجد شرخاً كبيراً في العملية التعليمية، بسبب التأثيرات السلبية المصاحبة لإحضار الهواتف إلى الحرم المدرسي.

مخالفة سلوكية
أصدرت وزارة التربية والتعليم تعميماً سابقاً لجميع المدارس يمنع وبصفة نهائية جلب الهواتف النقالة واستخدامها من قبل الطلبة داخل المدارس، بالإضافة إلى أن لائحة الانضباط السلوكي للطلبة تعتبر إدخال الهاتف النقال إلى المدرسة من ضمن المخالفات السلوكية، كما أصدر مجلس أبوظبي للتعليم قراراً سابقاً أيضاً ينص على عدم السماح للطلبة باقتناء أجهزة الهاتف المحمول داخل الحرم المدرسي.
فيما وجهت منطقة الشارقة التعليمية عام 2011 تعميماً إدارياً إلى إدارات المدارس، يقضي بحظر الهواتف المتحركة وأجهزة بلاك بيري و«آي باد» في المدارس، وحملت المنطقة التعليمية في تعميمها الهيئات الإدارية والتدريسية المسؤولية المباشرة، للحد من هذه الظاهرة التي انتشرت بصورة كبيرة بين صفوف الطلبة، من خلال فرض العقوبات المناسبة دون أي تقصير أو تهاون وأهمها مصادرة الجهاز واتخاذ الإجراءات الإدارية المناسبة بشأن مرتكبيها.

وتفصيلاً، أكد معلمون أن استخدام الطلاب للهواتف الجوالة في تصوير كل ما يدور داخل الصفوف المدرسية أضر كثيراً بالعملية التعليمية، وأساء إلى سمعة مهنة التدريس عامة، خصوصاً مع نشر مقاطع لأخطاء أفراد من الميدان التربوي لا يتجاوز عددهم أصابع اليد، وانتشار هذه المقاطع بشكل كبير عبر وسائل التواصل الاجتماعي ما يعطي صورة سلبية عن المهنة ويعمم الاساءة، ويقلل من نظرة المجتمع للمعلم.

وقالت المعلمات: رجاء أحمد، ومريم الهاشمي، ونور ماجد حسن، وفاطمة الشمري، إن انتشار الهواتف بين الطلاب أدى إلى تشتيت انتباههم أثناء الحصص الدراسية، حيث يستخدمها البعض بشكل منافٍ للأخلاق في الوقت الذي يشكو فيه ذوو طلبة سوء مستوى أبنائهم الدراسي وتدنيه بشكل ملحوظ، مطالبات بتكثيف الرقابة الأسرية، خصوصاً أن بعض ذوي الطلبة يعترضون عند مصادرة الهواتف من أبنائهم.

وأشارت المعلمات إلى أن الطالبات يستخدمن الهواتف في تصوير بعضهن في مواقف كوميدية أو حرجة بهدف المزاح أو المعايرة، ما يخلق مشكلات كثيرة بينهن، بالإضافة إلى تصوير المعلمات أثناء الشرح دون علمهن أو تصوير أي موقف يحدث داخل الصف ما يهدم خصوصية التعليم، ويجعل من الحرم المدرسي مشاعاً على وسائل التواصل الاجتماعي.

فيما أكد اختصاصيون اجتماعيون: رأفت نبيل، ومجدي سليمان، وعماد فخر، أن تفعيل قرارات استخدام الهواتف داخل المدرسة، أو منع دخولها من الأساس، سيعودان بالنفع على العملية التعليمية، خصوصاً أن الطلبة في هذه المرحلة العمرية ليس لديهم وعي كافٍ، وبعضهم يصور المدرسين دون علمهم أثناء الشرح وتبادل الرسائل وإحداث حالة شغب، ما حول الهواتف المحمولة من وسيلة تواصل بين الطالب وذويه للاطمئنان عليه إلى وسيلة مسيئة وهادمة للعملية التعليمية.

وأفاد المعلمون: عبدالله سعيد، وفهد شاكر، ومحمد سامي، بأن لائحة السلوك الطلابي تمنع استخدام الهواتف المحمولة داخل المدرسة، لكن هذه اللوائح غير مفعلة وجميع الطلبة يدخلون الفصول الدراسية بالهواتف والعديد منهم يظلون مشغولين طوال الشرح بهواتفهم، مشيرين إلى أن بعض الطلاب يصورون بأجهزتهم المعلمين والطلاب، أثناء الشرح وأثناء الدوام، وأصبحت لديهم سلوكيات خاطئة، بسبب وجود الهواتف داخل محيط المدرسة.

وأكدوا أن انتشار الهواتف المحمولة بين الطلاب في المدارس أوجد نوعاً من التباعد بين الطالب والمعلم وأوجد آثاراً سلبية، منها الضعف في التحصيل العلمي والبعد عن الأصدقاء وضعف العلاقات الاجتماعية بين الزملاء، بالإضافة إلى التأثير السلبي في سلوك الطلبة الاجتماعي، وعلاقاتهم بالآخرين وتعزيز العصبية والتنمر على الآخرين.

وطالب المعلمون بمنع دخول الطلبة المدارس بالهواتف، مشيرين إلى أن كل المدارس بها هواتف خاصة، يمكن لذوي الطلبة الاطمئنان على ذويهم من خلالها، كما يمكن للطالب إذا أراد الاتصال بذويه أن يستخدم هاتف المدرسة، وبالتالي يبطل الادعاء بضرورة الهاتف الجوال مع الطالب.

تويتر