نقطة حبر

تغذية سليمة.. عقل سليم

دكتورة سميرة النعيمي

التغذية الصحية والممارسات الرياضية السليمة.. والعقل السليم في الجسم السليم.. عبارات تردد على الدوام، ويعتقد البعض أن تنفيذها سهل المنال، لكن الواقع مختلف تماماً، فنجد مثلاً أن أبناءنا يتناولون في المدرسة أهم وجبة غذائية في يومهم، كما نعلم أن جميع الناس بما فيهم الأطفال في زمننا هذا أصبحوا يقضون وقت وجبتي الإفطار والغداء خارج المنزل، ونظراً لما تمثله مرحلة الدراسة من أهمية في حياة أبنائنا، فإنه ينبغي علينا أن نوليها المزيد من الاهتمام، خصوصاً أنها مرحلة التكوين الجسدي والعقلي للطالب، ولارتباط الوجبة الغذائية المدرسية الصحية بالقدرة على استيعاب الدروس وبالحالة الذهنية للطالب.

•الطالب يدفع وينتظر في طابور طويل، للحصول على وجبة لا تتناسب مع ما يدفعه.

نتذكّر أنه في بدايات التعليم النظامي، كانت هناك وجبات صحية توزع على الطلبة مع حليب أو عصير طازج، أو نوع واحد من الفاكهة، لمد الطلبة بالطاقة اللازمة لاستكمال يومهم الدراسي، وفي الوقت نفسه تشجيع أولياء الأمور على إلحاق أبنائهم بالمدارس، وتشجيع الطلاب على المداومة على التعليم.. ثم جاءت مرحلة إنشاء (المقاصف المدرسية)، التي تبيع الوجبات المختلفة والعصائر والحلويات، وكانت تُترك أمور إدارة المقاصف لإدارات المدارس، وفي بعض الأحيان كان الإشراف على المقصف المدرسي يشكل عبئاً على كاهل المعلمين والمعلمات، فيقومون به بالإضافة إلى مهام عملهم في تدريس طلابهم.

 

ولحل تلك القضية المزمنة من جذورها، في ظل تغير النظرة النمطية لإدارة المقاصف المدرسية، أطلقت الجهات التعليمية شراكات مع بعض الجهات الحكومية، ومبادرات ومشروعات لتوفير الوجبات الصحية للطلاب، وأوكلت تلك المهام لشركات متخصصة لتمول المدارس بالوجبات الصحية، بهدف ضمان تطبيق الاشتراطات المتعلقة بالسلامة الغذائية.

لكن تظل هناك أمور تحتاج لمزيد من المتابعة، فنجد أن الطالب يدفع وينتظر في طابور طويل، للحصول على وجبة لا تتناسب مع ما يدفعه، وأحياناً يشتكي البعض أن بعض الوجبات غير طازجة أو غير مشجعة على الأكل، ولربما غير صحية أيضاً، رغم أنه بالإمكان أن يحصل بقيمة ما يدفعه على وجبة طازجة من أي مطعم أو مقهى (كوفي شوب) مع تلقي أفضل درجات الخدمة وفي أسرع وقت، أبناؤنا اليوم يحتاجون إلى برنامج غذائي مدروس تتعاون في التخطيط له وتنفيذه كل الجهات المختصة لضمان حصول أبنائنا على وجبة صحية وخدمة سريعة وراقية، تزيدهم صحة وقوة، وتشجعهم على إكمال يومهم الدراسي بكل حيوية ونشاط.

 

* مديرة إدارة شؤون الطلبة في كلية التطوير التربوي

تويتر