نقطة حبر

انطلاق عام القراءة

دكتورة سميرة النعيمي

القراءة هي المدخل الأول لكل علم، وبدخولنا العام الجديد بدأ تنفيذ دعوة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة - حفظه الله - بأن يكون عام 2016 عاماً للقراءة، وهي دعوة للجميع دون استثناء لبدء عصرٍ جديد، وهي دعوة للكبير قبل الصغير لممارسة القراءة، والمثابرة عليها، ووضعها في سلم أولويات شبابنا، لصقل مهاراتهم، وبناء شخصياتهم، وفتح آفاق الخيال أمامهم للإبداع والابتكار.

•من الجميل تنويع القراءة في جميع المجالات، وبمختلف اللغات، مع حسن الاختيار.

وكون تلك الدعوة المباركة جاءت في وقت الوضع الحالي لمستوى القراءة والكتابة لدى الأطفال، بل والشباب وحتى الكبار، أصبحوا في حالة يُرثى لها، فنحن في زمن الكلُ فيه يمسك بجهاز ويتبادل صوراً ومقاطع إما جديدة أو قديمة متجددة، ولم يعد يوجد وقت لجلسات العائلة في جدولنا اليومي، ولا لسماع قصة من جد أو جدة، أو حتى قراءة كتاب أدب أو قصة.

ومن المهم هنا التنويه بالتركيز على انتقاء الكتب المرادة قراءتها، والتأكد من خلوها من الأفكار الدخيلة أو الغريبة أو التي لا تدعم هذا الهدف النبيل، فالغاية نبيلة، والهدف عظيم، ولابد من أن تكون الوسيلة بمستوى الهدف والغاية، وكما رأينا انطلاق الحملة كان بقراءة قصة «القائدان البطلان»، وهي رسالة للتربويين وأولياء الأمور بالحرص على البحث في الكتب والمكتبات والمصادر الإلكترونية وغيرها، وانتقاء النخبة من الكتب العلمية والتراثية وقصص الأطفال الهادفة، وفي جميع المجالات، لبذر حب العلم والمعرفة، وفتح أبواب الخيال للإبداع والابتكار، وتنمية مهارات القراءة، وغرس حب القراءة في قلوب أطفال وشباب الأمة، لنصبح فعلاً أمة تقرأ.

فلابد من أن نخصص جزءاً من وقتنا للقراءة، وحثّ أبنائنا عليها وعلى استغلال أوقاتهم بشكل سليم يُثري معارفهم ويصقل مهاراتهم، فكيف للإنسان أن يكتب دون قراءة، وكيف له أن يعرف دون قراءة، وكيف له أن يبتكر دون القراءة!

ومن الجميل تنويع القراءة في جميع المجالات، وبمختلف اللغات، مع حسن الاختيار، وأن نخصص وقتاً لمناقشة ما تمت قراءته خلال اليوم، وتحليل فوائده وعِبره، لاسيما مع قدوم إجازة الفصل الدراسي، ومن الأجمل تأسيس مكتبة منزلية بكتبٍ تُثري معارف ومهارات أبنائنا، وتذكّرهم بحضارتهم وتاريخهم وهويتهم، لتُكمل بذلك دور المدرسة والإعلام والمجتمع ككل.

مديرة إدارة شؤون الطلبة في كلية التطوير التربوي

salnuaimi@ecae.ac.ae

تويتر