حصدت عدداً من الجوائز المخصصة للطلبة المبدعين
«روضة»: إعاقتي دافع قوي للتميّز الدراسي.. وهدفي «الرقم واحد»
«الإرادة القوية واعتبار الصعوبات التي نواجهها دافعاً قوياً لاستمرار التفوق والوصول إلى رقم واحد»، بهذه الكلمات لخصت الطالبة في الصف السادس، روضة عادل بن عوقد المري، قصة تحديها لإعاقتها الحركية حتى نالت جائزة حمدان بن راشد آل مكتوم للأداء التعليمي المتميز، فئة الطالب المتميز لذوي الإعاقة، وجائزة رواق عوشة، إلى جانب جوائز عدة، تمنح للطلبة المبدعين والمتميزين دراسياً.
وقالت والدة (روضة) لـ«الإمارات اليوم»: «ولدت (روضة) قبل الموعد المحدد لها بثلاثة أشهر، وبعد إكمالها تسعة أشهر عرفت الأسرة بإصابتها بشلل دماغي، وقصور في وصول الأوكسجين إلى المخ، نظراً إلى عدم اكتمال نمو الرئتين وبعض أجزاء جسمها، وبدأنا رحلة علاجها عام 2002، وبعدها أخذت تتعافى شيئاً فشيئاً، ثم ألحقناها بمركز راشد لعلاج ورعاية الطفولة، لتلقي علاجها الطبيعي».
وأضافت: «بمجرد أن قررنا دمج (روضة) في المدرسة لتدرس وتنخرط مع قريناتها، اعتبرت هي أن الدراسة تحديها الأكبر، فاجتازت الاختبارات اللازمة لقبولها، وبعزيمة وإصرار أثبتت جدارتها في الجانب الأكاديمي وأصبحت من الطالبات المتفوقات في الدراسة»، لافتة إلى أن روضة كسرت حاجز الخوف، ووضعت إعاقاتها الحركية جانباً، وواجهت المجتمع بعد أن أهلناها للانخراط في المجتمع والتعليم.
وأوضحت أن «(روضة) اجتماعية وليست انطوائية، وتحب مساعدة الآخرين وترشد أخواتها وتقدم لهن النصح أثناء غيابنا، وتتحمل مسؤوليتهم في المنزل، كما تقدم المساعدة لزميلاتها وتتعاون معهن رغم إعاقتها»، مؤكدة أنها استطاعت كسب محبة الطالبات والمعلمات في المدرسة.
من جانبها، قالت (روضة): «لم أستسلم لإعاقتي، وقررت اجتياز المراحل التعليمية المختلفة، خصوصاً المرحلة الأولى من الاندماج، حيث كانت صعبة كثيراً لأن الطالبات لم يتعودن على طالبة من ذوي الإعاقة بينهن، وبمساعدة أسرتي، والدعم الكبير من إدارات المدارس التي درست فيها، نجحت في تكوين صداقات مع أقراني والاندماج معهم».
وتكمل: «إعاقتي الحركية لم تقف أبداً حجر عثرة أمام طموحي، بل كانت ولاتزال تشكل دافعاً قوياً للتغلب على التحدي الأكبر في حياتي، وهو إكمال الدراسة المدرسية بتفوق وصولاً للجامعية، كما أطمح إلى الوصول دوماً إلى المركز الأول في كل اختبار».
وذكرت (روضة) أنها كانت تحلم بالمشاركة في جائزة حمدان بن راشد آل مكتوم للأداء التعليمي المتميز، وتقدمت في المرة الأولى لكن لم تكن هناك فئة لذوي الإعاقة، وفي السنة التالية استحدثت الجائزة فئة جديدة «الطالب المتميز لذوي الاحتياجات الخاصة»، وشاركت فيها، وبالفعل نلت الجائزة بعد اجتيازها مراحلها كافة. وأضافت: «كل ما أتمناه أن أخدم وطني وأسهم في تطوره ونهضته، وأن أحصل على وظيفة في أي جهة حكومية، وأن أكون شخصية فاعلة ومؤثرة في المجتمع»، لافتة إلى أن الدولة وفرت كل الإمكانات التي تساعد فئة ذوي الإعاقة على تخطي الصعوبات بما يجعلهم كوادر فاعلة ومسؤولة قادرة على المشاركة في بناء الدولة.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news