مجالس طلابية للتسامح في مدارس دبي الحكومية
كشف الأمين العام لجائزة محمد بن راشد للتسامح، أحمد المنصوري، عن إنشاء مجالس طلابية للتسامح في مدارس دبي الحكومية بدءاً من الفصل الدراسي الثاني من العام الجاري، والعمل على إعداد مناهج دراسية حول التسامح، تدرّس في كل مدارس التعليم الحكومي والخاص على مستوى الدولة، بدءاً من العام الدراسي المقبل، وإعداد مساقات تعليمية خاصة بالتسامح في جامعات الدولة، وذلك بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم.
وأوضح المنصوري لـ«الإمارات اليوم» أنه تم الانتهاء من تشكيل المجالس الطلابية للتسامح في كل مدارس دبي الحكومية، بالتعاون مع لجنة خاصة مشكّلة من قبل منطقة دبي التعليمية، وفق ضوابط محددة، أبرزها أن يتكون المجلس من طلاب من جنسيات متعددة لتحقيق التنوع الثقافي، وأن يكون أعضاؤه من الطلاب غير المشتركين في مجالس ونشاطات أخرى، ويشرف على المجالس فريق من الموجهين والمعلمين، لضمان تحقيق الأهداف المرجوة منها.
محاربة الأفكار المتطرفة قال الأمين العام لجائزة محمد بن راشد للتسامح، أحمد المنصوري، إن خطة الجائزة تعتمد على تخليص المجتمعات من المشكلات الناتجة عن غياب روح التسامح، وسيطرة سلوكيات وأعمال العنف بمختلف أشكاله، الأمر الذي يتطلب البدء في تأسيس أجيال تتبنى هذه الثقافة وتتعلمها جيداً منذ الصغر داخل الصف المدرسي حتى التخرج في الجامعة. واعتبر المنصوري إنشاء مادة دراسية خاصة بالتسامح في المدارس، ومساق للتسامح في الجامعات، نواة لإعداد وتأهيل كوادر مواطنة وغير مواطنة قادرة على التصدي ومحاربة الأفكار المتطرفة في المجتمعات، والقضاء على الصراعات، والإسهام في إنشاء مجتمعات آمنة مطمئنة، قادرة على التعايش بشكل سلمي، والتواصل مع غيرها بسهولة. وأضاف أن المجتمع المحلي والدولي سيجني ثمار هذه المبادرات قريباً، متوقعاً أن تتبنى دول أخرى هذه الأفكار وتطبقها، داعياً أفراد المجتمع إلى أن يؤدوا دورهم في غرس مفاهيم التسامح في نفوس أبنائهم داخل المنزل، ومساعدة المدرسة في تحقيق هذه الرسالة السامية. |
وتابع أن مجلس التسامح يتولى مهمة تعريف الطلاب بمفاهيم وقيم التسامح، ودمجهم في فعاليات وبرامج ومبادرات مختلفة بهدف غرس مبادئ التسامح في عقولهم ونفوسهم طيلة العام الدراسي، من خلال آلية عمل وضعتها الجائزة بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم.
وأكد أن إنشاء المجالس الطلابية للتسامح في مدارس دبي الحكومية، يعد خطوة أولى لتعميمها على كل مدارس الدولة قريباً لتعميم الفائدة منها، مشيراً إلى أن الإعداد لتعميم الفكرة قيد التنفيذ بالتعاون مع الجهات ذات الصلة.
وذكر المنصوري أنه جارٍ العمل حالياً على إعداد منهاج عن التسامح، سيدرّس في كل المدارس الحكومية والخاصة، بدءاً من العام الدراسي المقبل، وتم التنسيق مع وزارة التربية والتعليم وهيئة المعرفة والتنمية البشرية في دبي بهذا الشأن، بهدف تأسيس أجيال على قيم ومفاهيم التسامح.
وقال إن الجائزة أيضاً ستعمل بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم على طرح مساقات للتسامح في الجامعات داخل الدولة، لتخريج متخصصين في هذا المجال، لتلبية احتياجات الدولة من الكوادر المؤهلة في هذا التخصص، مشيراً إلى أن برامج مبادرات التسامح ستشمل الطلاب من الصفوف الأولى وحتى التخرج.
ولفت إلى أن كل مبادرات وبرامج الجائزة تندرج تحت مظلة البرنامج الوطني للتسامح، الذي اعتمده مجلس الوزراء، أخيراً، ليدعم توجه الدولة لتنفيذ رؤية الإمارات 2021 والأجندة الوطنية، وذلك للوصول لمجتمع متلاحم محافظ على هويته، ومن خلال مبادرات وبرامج وطنية هادفة تطلق من خلال البرنامج.
وأوضح المنصوري أن منهاج التسامح سيكون مستقلاً عن بقية المواد الدراسية، وجارٍ العمل على إعداده من قبل فريق متخصص، ليتسنى تعميمه على كل المدارس الحكومية والخاصة على مستوى الدولة.
وأكد أن غرس وترسيخ قيم ومفاهيم التسامح في عقول النشء من الصغر، سيؤديان إلى نبذ كل مظاهر العنف داخل الميدان التربوي بالدرجة الأولى، ومن ثم في المجتمع ككل، وكذلك يعزز مفاهيم السعادة التي أدرجتها الدولة ضمن أجندتها الوطنية، وأنشأت لها وزارة خاصة.