نقطة حبر
طالب وافتخر
عندما يفتخر الطالب بكونه طالباً للعلم، ويشعر بأن المجتمع يقدّره ويكرمه لحصوله على هذا الشرف، حينها سيزداد تقديره لنفسه وللعلم والمعلمين، ويحفّزه ذلك على الجد والاجتهاد لبلوغ المراتب العليا، لكن كيف لنا أن نصل بالطالب إلى هذا المستوى من الشعور بالاعتزاز؟
هناك لمسات من شأنها إضافة رونق وصورة مشرقة عن التعليم والمعلم والمتعلم..
منها أن نُشعر أبناءنا بأن كونهم طلبة فهذا ليس مجرد أمر روتيني يمر به الإنسان في مرحلة حياتية معينة، بل لابد من أن ندعوهم إلى التفكير في قيمة ما يقومون به من عمل، وعظمة ما هم عليه من نعمة وشرف، فنعاملهم معاملة الأبطال الذين سيجلبون لأنفسهم ولأسرهم ولوطنهم العز والشرف.
ومن تلك اللمسات أيضاً ترحيب المعلمين وكوادر التعليم بالطلبة عند وصولهم إلى المدرسة في بداية يومهم الدراسي، ونظرات الاعتزاز ومشاعر الفخر التي يُظهرها جميع من حولهم، فهي لها بالغ الأثر في نفوسهم، كما أن تذكيرهم بشكل راقٍ، عند معاتبتهم في حال إظهارهم ما لا ينبغي أن يظهر من طالب العلم، هو أيضاً مما يشجع الطالب على المحافظة على صورته الطيبة أمام الجميع، ويدفعه لاكتساب الحسن من السمات والمحمود من الصفات.
وكذا المعلم عندما يعتز بشرف تقديم خدمة التعليم، وتربية أجيال الغد، ويُظهر افتخاره أمام أبنائه الطلبة، فهو بذلك يضع صورة المعلم في مكانها السليم، ويرفع من شأن العلم والمعلمين، ويشجع الطلبة على التفكير في الانضمام إلى صفوف المعلمين، والانخراط في مهنة التعليم، وإكمال المسيرة في تربية وتعليم الأجيال.
ومن إكرام العلم أن يكون لكل شرائح المجتمع دور في تعزيز تلك الصورة الجميلة عن طالب العلم، وذلك عن طريق إظهار الاهتمام والتقدير للمعلم والمتعلم، لما لذلك من آثار إيجابية في زيادة الدافعية للتعلم والتطور المعرفي، وبالتالي الاقتصادي والحضاري للمجتمعات.
ومن الممكن إظهار هذا التقدير بأشياء بسيطة، ومواقف تلقائية، تشعر الطالب بالفخر والتميز بكونه طالباً للعلم.
فعلى مستوى الأفراد مثلاً نستطيع أن نُعطي أولوية المرور لحافلات المدارس، خصوصاً عند ساعات الازدحام الصباحية والمسائية، تقديراً منا لطلبهم العلم..
وعلى المستوى المؤسسي والقطاع الخاص، من الممكن تقديم التسهيلات والخدمات والعروض الخاصة لطلبة المدارس والجامعات، بحيث تختلف مزاياها وترتقي حسب المراحل الدراسية، ما يشجع الطلبة على العمل للارتقاء إلى مراحل دراسية أعلى، ومستويات تحصيلية أفضل.
ولكلٍ منا دوره في هذه المهمة، ومهما صغر حجم هذه الأدوار والمواقف، فإن لها من الآثار ما يرفع أو يقلل من قيمة طالب العلم، وتقدير المعلم، وإكرام العلم في نظر أبنائنا.
خبيرة شؤون تعليم
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news