تتضمن اختباراً في الأحرف والأرقام.. و«التربية» تؤكد: للمدارس الخاصة وضع اشتراطات القبول

ذوو طلبة: مدارس خاصة تضـــــع شـــروطـاً«تعجيزية» لقبول أبنائنا في «رياض الأطفال»

صورة

اصطدم ذوو طلبة، في مناطق مختلفة من الدولة، بما اعتبروه «شروطاً تعجيزية» وضعتها مدارس خاصة لقبول أولادهم في «رياض الأطفال»، مثل تقديم شهادة تفيد بتسجيل الطفل في حضانة لمدة لا تقل عن ستة أشهر، واجتياز الطفل اختباراً في الأحرف والأرقام، إضافة إلى إجادة الأبوين اللغة الإنجليزية، ووجود أشقاء للطفل في المدرسة.

وأكد ذوو طلبة أن هذه الشروط تحول دون تسجيل أبنائهم في رياض الأطفال، مطالبين الجهات المعنية بوضع معايير عامة موحدة ملزمة للمدارس الخاصة على مستوى الدولة، لمنعها من فرض شروط معقدة لقبول الطلبة.

من جانبها، أفادت إدارات مدارس خاصة بأن اختيار الطلبة حق أصيل للمدرسة، ولابد من التأكد من سلامة الطالب النفسية والعقلية، وقدرته على التعلم، مؤكدة أن هناك أسباباً محددة تعوق تسجيل الطالب، مثل الإصابة بإعاقة ذهنية، أو عدم ملاءمة العمر، أو عدم توافر أماكن.

وقالت إن شرط تسجيل الطلاب في حضانات قبل الالتحاق برياض الأطفال، يهدف إلى تنمية مهاراته واستعداده للتعلم، والاعتياد على الابتعاد عن ذويه فترة زمنية يومياً.

وقال كل من وزارة التربية والتعليم، وهيئة المعرفة والتنمية البشرية في دبي، إن المدارس الخاصة لديها صلاحية وضع اشتراطات تقييم قبول الطلاب حسب المنهاج التعليمي المطبق لديها، مع الالتزام بالعمر المحدد، فيما أكد مجلس أبوظبي للتعليم أن اللائحة التنظيمية لعمل المدارس الخاصة في أبوظبي تلزم المدارس بتبني نهج منفتح يقبل الطلبة من مختلف الأعراق والأجناس، لتحقيق العدل والمساواة والشفافية، ويطالب بأن تسمح المدرسة لذوي الطلبة وأبنائهم بزيارة المدرسة قبل التسجيل للوقوف على أوضاعها، إضافة إلى إلزام المدارس بقبول الطلبة من ذوي الاحتياجات التعليمية الخاصة (الحالات البسيطة والمتوسطة). كما أكدت اللائحة وجوب قبول طلبة رياض الأطفال من دون أي شكل من أشكال الاختبارات أو المقابلات.


قالت وزارة التربية والتعليم إن المدارس الخاصة لديها الصلاحية لوضع الاشتراطات والمعايير الخاصة بقبول طلابها، بشرط الالتزام ببند العمر المحدد، وهو بلوغ الطالب أربع سنوات قبل تاريخ 31 ديسمبر من سنة القبول، وفق القانون.

«كامل العدد»

أكد معلمون وإداريون بمدارس خاصة في أبوظبي أن لافتات «كامل العدد» اختفت من على أبواب المدارس، وعُلّقت بدلاً منها لافتات «التسجيل مفتوح»، مشيرين إلى أن باب التسجيل لايزال مفتوحاً في مدارسهم، وأن أعداد الصفوف في رياض الأطفال والحلقة الأولى لم تكتمل بعد، موضحين أن ارتفاع عدد المدارس خلال السنوات الماضية زاد من التنافسية بين المدارس الخاصة.

وأشاروا إلى أن زيادة عدد المدارس والمقاعد الدراسية تصب في مصلحة الطالب والعملية التعليمية، وسيكون البقاء للمدارس الأفضل أكاديمياً وتربوياً. كما ستعمل المنافسة على تحسين البيئة التعليمية لاجتذاب الطلبة وإقناع ذويهم بأنهم يوفرون بيئة تعليمية متميزة وآمنة.

وأفاد رئيس النظم والتصاريح بهيئة المعرفة والتنمية البشرية في دبي، محمد أحمد درويش، بأن المدارس الخاصة في دبي، لها الصلاحية لتحديد تقييم القبول تبعاً للمنهاج التعليمي المطبق فيها، والمرحلة العمرية للطالب، وفقاً للنظم والإجراءات المتبعة، مشيراً إلى أن الهيئة رصدت التزاماً من المدارس بتنفيذ سياسة قبول واضحة ومنهجية تتواءم مع احتياجات وتطلعات ذوي الطلبة، لاسيما في المراحل العمرية الدنيا، كونها من أهم المراحل في رحلة الطفل التعليمية.

إلى ذلك، أكد ذوو طلبة مواجهة صعوبة في تسجيل أبنائهم في مدارس خاصة، بسبب ما وصفوه بـ«الشروط التعجيزية»، التي وضعتها بعض المدارس لقبول الطلبة، وتتمثل في اختبارهم في الأحرف والأرقام والأشكال، واشتراط بعضها حصول أبنائهم على ستة أشهر على الأقل في الحضانة، وتقديم شهادة تؤكد ذلك، فضلاً عن تقييم الطلاب باللغة الإنجليزية.

وتابعوا أن مدارس خاصة اشترطت لقبول الطلبة إجادة ذويهم اللغة الإنجليزية، ووجود أشقاء لهم في المدرسة، مطالبين بوضع معايير عامة موحدة ملزمة للمدارس الخاصة، منعاً لهذه الممارسات التي اعتبروها «مجحفة» و«مبالغاً فيها إلى حد كبير».

وقالت ماجدة صلاح: «قدمت لطفلتي في أكثر من مدرسة بأبوظبي، ومعظمها لم تعاود الاتصال بنا أو توضح أسباب الرفض، وعند تواصلنا معها أكدت أنها تواصلت مع ذوي الطلبة المقبولين فقط»، وتابعت أن رحلة قبول ابنتها في إحدى المدارس، بدأت بإجراء مقابلة لها بمفردها، واختبارها في الحروف والكلمات والألوان والأعداد باللغة الإنجليزية، واجتياز الطفلة الاختبار بنجاح، وأخيراً استلمت رسالة من المدرسة تفيد قبول الطفلة».

وأضافت: «بعد أسبوع وصلتني رسالة جديدة من المدرسة تطالبني بتسجيل ابنتي في إحدى الحضانات خلال أسبوع، وتقديم ما يفيد ذلك للمدرسة وإلا سيلغى القبول، فاستفسرت عن سبب طلب المدرسة لهذا الشرط، وأكدت المدرسة أن الهدف هو تأسيس الطالب قبل الالتحاق برياض الأطفال، وتدريبه على الابتعاد عن منزله يومياً».

وأكدت رشا أشرف أن «المدارس المتميزة تفتح أبواب التسجيل لمدة ساعة أو ساعتين فقط، وترفض قبول معظم الطلبة لكون أولوية التسجيل لأشقاء الطلبة المسجلين لديها»، مشيرة إلى أن «أوراق التسجيل في إحدى المدارس اشترطت إجادة الأب والأم للغة الإنجليزية، بجانب نجاح الطالب في اختبارات القبول».

وانتقد إسلام البحراوي إجراء المدارس اختبارات صعبة للأطفال «حيث تتم المقابلة من البداية إلى النهاية باللغة الإنجليزية ما يسبب ارتباكاً للطفل، لأن اللغة المستخدمة في المنزل هي العربية»، مشيراً إلى أن «المدارس تشترط معرفة الطالب بالحروف والأرقام والألوان، قبل الالتحاق برياض الأطفال، وأن يعرف أسماء بعض الأشياء باللغة الإنجليزية، وبعض المدارس تطالب الأطفال بقراءة كلمات باللغة الإنجليزية من دون أن يكون معها صورة».

وتابع أن «إحدى المدارس الخاصة وضعت أولوية القبول لأشقاء الطلبة المسجلين في المدرسة، وبعدهم للمنقولين من فروع المدرسة خارج الدولة، وبعدهم لأبناء الخريجين من المدرسة، وفي النهاية الطلبة الجدد في حال وجود شواغر متبقية، بشرط أن يكون الطالب ملتحقاً بحضانة لفترة لا تقل عن عام قبل دخوله الروضة الأولى».

وقال مديرو مدارس خاصة ومسؤولو تسجيل طلبة، إن اختبارات القبول لطلبة الروضة يجب أن تتوقف عند قياس مهاراتهم الأساسية، وتحديد مدى قدرتهم على التعلم.

وذكر مدير مدرسة دبي الدولية الخاصة، نافذ الحايك، أن «القاعدة الأساسية التي يجب أن تعيها المدارس أن التعليم متاح للجميع، ويجب ألا تضع حواجز أمام هذا الهدف، مشيراً إلى وجود أسباب محدده تعوق تسجيل الطالب في المدرسة، تتمثل في الإعاقة الذهنية، أو عدم ملاءمة العمر، أو عدم توافر أماكن، وما دون ذلك يجب ألا يكون عائقاً يحول دون قبول الطلاب».

واعتبر مدير مدرسة دبي الوطنية الخاصة، أسامة عجول، أن اختيار الطلبة حق أصيل للمدرسة، ولها أن تختار طلبتها وفق معايير وشروط واضحة، غير مبالَغ فيها.

وتابع أن على المدارس أن تتأكد من سلامة الطالب النفسية والعقلية وقدرته على التعلم، بعيداً عن إتقانه مهارات القراءة والكتابة بشكل مسبق، كون هذه المهارات تعد مهمة المدرسة في الأساس.

وعَزَت مسؤولة التسجيل في مدرسة خاصة، حنان راضي، شروط تسجيل الأطفال في حضانات قبل الالتحاق برياض الأطفال إلى إتاحة الفرصة للطفل لاكتساب عديد من الخبرات الكافية لتنمية مهاراته واستعداداته للتعلم، ومن المهارات التي تساعد الأطفال اكتساب مهارات الاستعداد للقراءة، التي تعتبر الدعامة الأساسية لإتقان الطفل لمهارات القراءة، والكتابة، وتعتبر مؤشراً إلى نجاح الطفل في المراحل التعليمية التالية، مشيرة إلى أن الحضانة تلعب دوراً في إكساب الطفل الاعتياد على الابتعاد عن ذويه فترة زمنية يومياً، ما يجعله جاهزاً لبدء الدراسة في المدارس من دون رهبة أو خوف.

وأوضحت أن إعطاء أولوية التسجيل والقبول لأشقاء الطلبة المسجلين بالمدارس تنصّ عليها اللوائح المنظمة لعمل المدارس الخاصة، للحفاظ على الترابط الأسري للطلبة.

وذكرت مسؤولة التسجيل في مدرسة خاصة، نجوى السيد، أن مقابلات القبول للطلبة في رياض الأطفال لا تعتبر اختبارات بالشكل المفهوم، لكنها وسيلة لمعرفة مهارات الطالب وتدوينها في ملفه، للتركيز على نقاط الضعف لديه في حال قبوله، وتنميتها، إضافة إلى الاهتمام بنقاط القوة ودعمها، لافتة إلى أن المدارس لا تنظر لها كمعيار قبول، ولكن تتعامل معها كمعلومات أولية، يتم تقييم الطالب بناءً عليها بعد انتظامه في الدراسة لمعرفة مدى تقدمه.

من جانبه، أكد مجلس أبوظبي للتعليم أن اللائحة التنظيمية لعمل المدارس الخاصة في أبوظبي، تُلزم المدارس بتبني نهج منفتح، يقبل الطلبة من مختلف الأعراق والأجناس لتحقيق العدل والمساواة والشفافية، وأن تسمح المدرسة لذوي الطلبة وأبنائهم بزيارة المدرسة قبل التسجيل للوقوف على أوضاعها، إضافة إلى إلزام المدارس بقبول الطلبة من ذوي الاحتياجات التعليمية الخاصة (الحالات البسيطة والمتوسطة) وتقديم الدعم التعليمي الإضافي المناسب عند اللزوم أو الحاجة إلى ذلك.

وأكدت اللائحة وجوب قبول المدارس للطلبة في مرحلة رياض الأطفال (روضة أولى وروضة ثانية) من دون أي شكل من أشكال الاختبارات أو المقابلات.

وحظرت اللائحة على المدرسة تقاضي أي ضمان مالي أو وديعة مالية أو رسوم تقديم طلب التحاق أو رسوم التحاق للمرة الأولى من ذوي الطلبة لتسجيل أبنائهم، لافتة إلى أنه يجوز للمدرسة استيفاء رسم تسجيل الطلبة أو إعادة تسجيلهم خلال أربعة أشهر قبل بداية العام الدراسي، بنسبة لا تتجاوز 5% من قيمة الرسوم الدراسية المعتمدة، على أن تُحسم لاحقاً من الرسوم المدرسية، وتحصّل المدرسة رسوم التسجيل أو إعادة التسجيل عند تسجيل الطالب بالمدرسة وليس عند تقديم طلب لقبوله فيها.

تويتر