طالبة مواطنة تبتكر «مزرعة ذكية» لإنتاج الخضراوات في المنزل
فكرت الطالبة المواطنة، المها عمر المهيري، في طريقة حديثة للتغلب على الطقس الحار في الدولة، الذي حال دون زراعة بعض المحاصيل والخضراوات، وقررت تسخير ما تعلمته في كلية التقنية العليا قسم تكنولوجيا المعلومات (آي تي) في ابتكار مشروع يمكّنها من إنتاج الخضراوات على مدار العام، ونجحت في ابتكار «مزرعة ذكية»، مكّنت أسرتها المكوّنة من 10 أفراد من الاكتفاء الذاتي.
وتفصيلاً، ابتكرت الطالبة المواطنة المها عمر المهيري، «مزرعة ذكية» لإنتاج الخضراوات، على مدار العام، دون التقيد بمواسم محددة، وتمكنت من جني المحاصيل خلال 20 يوماً كحد أقصى، وبفائدة غذائية تزيد 40% على الخضراوات المزروعة بالطرق التقليدية، وفاز مشروعها بالمركز الأول، ضمن مسابقة «بالعلوم نفكر» الأخيرة، التي تقيمها وتشرف عليها مؤسسة الإمارات، فئة الأنظمة الذكية.
وقالت المهيري، لـ«الإمارات اليوم» إن فكرتها تعتمد على تسخير العلم في توفير مصدر مستدام لإنتاج الخضراوات طوال العام، دون الارتباط بموسم محدد، وبقيمة غذائية عالية، وبآلية صديقة للبيئة، ساعدها على ذلك حبها للزراعة منذ الصغر، مشيرة إلى أن طقس الدولة الحار كان يحول دون تمكنها من ممارسة هذه الهواية أغلب العام، لذا قررت تسخير ما تعلمته في تنفيذ مشروعها.
وذكرت أن أهم ما يميز «المزرعة الذكية» أنها صديقة للبيئة، موفرة للمياه، تنتج ثماراً عالية الجودة طوال العام، وتدار بشكل ذكي كلياً، كما يمكن متابعتها من خلال تطبيق إلكتروني عبر الهاتف المتحرك، والتعرف من خلالها إلى البيئة الداخلية داخل المزرعة، واحتياجاتها بشكل مستمر، ولفتت إلى أن النباتات في المزرعة المطورة، لا تحتاج إلى أسمدة، أو كيماويات، وإنما تنمو ذاتياً من خلال توفير البيئة والتربة المناسبتين.
وتابعت أن المزرعة لا تستخدم التربة العادية، وإنما تزرع النباتات في تربة مصنوعة من غلاف نبات جوز الهند، تسهم بدورها في توفير استهلاك المياه، كما يمكن حصاد ثمار قابلة للأكل في فترة زمنية تراوح بين 15 و20 يوماً كحد أقصى.
ولفتت المهيري، إلى أنها حققت اكتفاء ذاتياً من الخضراوات لأسرتها المكوّنة من 10 أفراد، دون الحاجة إلى شراء خضراوات من الخارج، وتأمل تبني الدولة فكرتها، وإنشاء هذه المزرعة على نطاق أوسع، لتحقيق الاكتفاء الذاتي، خصوصاً في أوقات الطوارئ والأزمات، وذلك في الوقت الذي تعتمد فيه الدولة على الاستيراد بشكل أساسي لتلبية الطلب على هذه المنتجات.
وذكرت أنها استخدمت في مزرعتها نوعاً من الإضاءة، يوفر الأشعة اللازمة لعملية التمثيل الضوئي للنباتات، عوضاً عن أشعة الشمس، الأمر الذي يجعلها مزرعة صديقة للبيئة.
ولفتت إلى أن إنشاء المزرعة كلفها نحو 4000 درهم، وتكفي بيتها بالكامل، في حين يمكن التوسع فيها، وإنشاؤها في حاويات ضخمة لزيادة الإنتاج، وتلبية احتياجات الدولة منها.