«منار» تحلّق في دراسة تقنيات الطيران والمقاتلات الجوية
نجحت المواطنة الشابة منار محمد الزعابي، البالغة من العمر 21 عاماً، في المحافظة على مكانتها المتميزة في «مجتمع الهندسة الشرفي» بجامعة ولاية بنسلفانيا الأميركية، لتفوقها ضمن مجموعة من طلاب تخصص الهندسة الميكانيكية على مستوى الجامعة، الأمر الذي يدفعها إلى تعزيز هذا التميز في كل إجازة صيفية بالتدريب العملي في دول مختلفة خارج الولايات المتحدة الأميركية.
والتحقت الزعابي، المبتعثة للدراسة في الولايات المتحدة من قبل مكتب البعثات الدراسية التابع لوزارة شؤون الرئاسة، ببرنامج تدريبي مكثف في تخصص الهندسة بالمملكة المتحدة، وهو اتفاق شراكة مع شركة مبادلة للاستثمار والشركة البريطانية «بي إيه إي سيستمز»، البارزة عالمياً في مجالي الدفاع والتقنية، إذ تم اختيارها ضمن خمسة طلبة إماراتيين للمشاركة لمدة 18 أسبوعاً في البرنامج الذي يهدف إلى «تزويد الجيل المقبل من طلاب العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات بالخبرات والقدرات والمهارات اللازمة لدفع عجلة التقدم في الدولة، وبناء مستقبلها».
وتقضي «منار» فترة التدريب، التي تنتهي منتصف شهر ديسمبر المقبل، في مقر قسم الطيران العسكري والمعلومات التابع للشركة البريطانية في شمال غرب المملكة، وقالت: «نتعرف إلى التكنولوجيا المتقدمة المُستخدمة في بناء أكثر تقنيات الطيران تقدماً في العالم، من ضمنها مقاتلة (يوروفايتر تايفون)، التي تُعد أكثر المقاتلات الجوية المتعددة الأدوار تطوراً في العالم، إضافة إلى طائرة (هوك) المعروفة كأكثر الطائرات التدريبية قدرة في العالم، والتي يتم اليوم استخدامها ضمن القوات الجوية التابعة لدول خليجية».
وترى «منار» أن التدريب العملي في مجال الهندسة، بشكل عام، يلعب دوراً كبيراً في صقل مهاراتها وتنميتها في مجال تخصصها الأكاديمي بـ«الهندسة الميكانيكية»، خصوصاً أن هذا التخصص «يهتم بتصميم وتصنيع وتشغيل وتطوير الآلات أو الأجهزة المستخدمة في مختلف قطاعات النشاطات الاقتصادية، وهو عبارة عن مزيج من جميع التخصصات الهندسية، ويتيح المجال للابتكار والإبداع».
ولم تكن الغربة، بالنسبة للزعابي، بـ«اليسيرة»، فقد انطوت على العديد من الصعوبات والعراقيل التي لم تكن لتتجاوزها لولا «العزيمة والإصرار والإيمان بالهدف المرجو»، إلى جانب الدعم الكبير واللامحدود من أفراد الأسرة.
ومع مرور الوقت تمكنت الزعابي من جني الكثير من المكاسب على «المستوى الشخصي»، إذ «أصبحت شخصية مسؤولة تعتمد على الذات في إنجاز المهام، وتقدّر قيمة الأشياء المتاحة مهما بدت صغيرة».
وتقول: «تمكنتُ من البحث عن المنزل المناسب لي، وتوفير التأمين والقيام بالأعمال المنزلية، وغيرها الكثير الذي جعلني أبدو مختلفة وبشدة عما كنت عليه سابقاً».
وعلى الرغم من «الاندماج الكبير» الذي حققته الزعابي في غربتها، وتكوينها صداقات، إلا أن الشوق للعائلة والأصدقاء والوطن بملامحه المختلفة «يبقى دائماً حاضراً وبقوة»، ولا يخففه سوى ما تبقّى منها «نحو عام» للتخرج، والعودة إلى حضن الوطن وكنف العائلة وجَمعة الأصدقاء، بعد الحصول على شهادة البكالوريوس بتفوق في الهندسة الميكانيكية.