شكراً سلطان الثقافة
منذ أسبوع أسدل الستار على عرس الشارقة الثقافي في دورته الـ36، عرس الأدباء والمؤلفين، عرس الكتاب والمثقفين، عرس الشعراء والناشرين، عرس عشاق الكلمة المقروءة، عرس معرض الشارقة الدولي للكتاب، هذا المعرض الذي يعتبر أول معرض كتاب انطلق على أرض دولة الإمارات العربية المتحدة، وفي إمارة الشارقة تحديداً عام 1982.
وعند الحديث عن هذا المعرض المتميز المتفرد المتجدد سنوياً، يعود بنا شريط الذكريات إلى الوراء إلى الماضي البعيد إلى أحضان المدرسة، إلى زملاء الدراسة والمعلمين الأجلاء، إلى طابور الصباح الجميل الذي كنا نصطف فيه كطلبة مبتهجين لأننا سنذهب معاً في أجمل رحلة مدرسية ننتظرها كل عام يحدونا الشوق والرغبة والحنين إلى الاطلاع والقراءة، إلى أروع مكان، إلى نور الشارقة بل عطرها الفواح إلى أرض الثقافة والمعرفة، إلى ذلك الصرح الثقافي الرائد، وكل منا يحمل بين جنباته ذكريات جميلة ومواقف طريفة، سواء مع الزملاء أو الأبناء.
هذا المعرض الذي تم إطلاقه برؤية ثاقبة وبصيرة واعية نافذة من عاشق العلم والأدب، عاشق الثقافة والمعرفة، عاشق القلم والسلام، ذلكم صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى للاتحاد حاكم الشارقة، الذي استطاع خلال هذه الأعوام أن ينقل هذا الحب، وهذا العشق للقراءة لأسرته ولأبناء إمارته ولدولته، ولم يكتفِ بذلك بل حمل على عاتقه تحمل مسؤولية نشر حب القراءة بين أبناء أمته العربية والإسلامية، من خلال دعوة سموه للمثقفين والأدباء والكتاب للمشاركة في المعرض سنوياً، إسهاماً منه في تحفيز ودعم صناعة الكتاب، وللاستثمار في التنمية الفكرية والبشرية للأفراد، لذا يعد هذا المعرض علامة فارقة في تاريخ الثقافة العربية والعالمية، لأنه استطاع خلال هذه السنوات أن يجمع تحت مظلته ملايين من عناوين الكتب والزائرين.
ومن هذا المنطلق، تحرص هيئة الشارقة للكتاب، عاماً بعد عام، على إطلاق المزيد من الأفكار والمبادرات، وتنفيذ العديد من البرامج والفعاليات التي من شأنها أن تسهم في استقطاب الكثير من الزوار إلى هذا الصرح الثقافي المتفرد.
وفي هذا العام انطلق المعرض تحت شعار «العالم في كتابي»، حيث توافد أكثر من مليونين و600 ألف زائر من مختلف أنحاء العالم، للاستفادة من أفضل البرامج والفعاليات والندوات والملتقيات، كما كانت للمعرض هذا العام بصمة مختلفة ومميزة عن بقية الأعوام، تمثلت في استقطاب أعداد كبيرة من طلاب المدارس وطالباتها وأطفال الرياض والحضانات.
فشكراً سلطان الثقافة، شكراً سلطان العلم، شكراً سلطان المعرفة والنور على هذا الدعم غير المحدود للأجيال وللكتاب وللناشرين والمثقفين، شكراً على فكرة إطلاق هذا المعرض المتميز، شكراً لحصول الشارقة على العاصمة العالمية للكتاب.
ومسك الختام في معرض الشارقة الدولي للكتاب، في هذه الدورة، جولة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، في المعرض وترؤسه اجتماعاً استثنائياً لمجلس الوزراء الإماراتي في المعرض، وهذا إن دل فإنما يدل على مكانة المعرض في قلب حكومة الإمارات.
مستشار تربوي