عمر الأنصاري: الابتكار نهج حياة للتطوير الخلّاق
يتبنّى المواطن الشاب عمر يعقوب الأنصاري (22 عاماً)، الابتكار نهجاً أساسياً في حياته، مؤمناً بأن «التطوير الخلّاق هو السبيل أمام تحقيق الإنجازات والطموحات»، وعليه، فإنه يعكف على دراسة «شهادة اختصاص في ريادة الأعمال والابتكار»، تتضمن إلى جانب التخصص الرئيس في بكالوريوس الهندسة الصناعية والإدارية، تخصص الابتكار في المجتمع (المستقبل)، بالإضافة إلى تخصص فرعي في الأعمال، وذلك بجامعة ولاية أريزونا، المصنّفة الأولى في الابتكار، وفق نظام التعليم العالي في الولايات المتحدة.
وقال الأنصاري، المبتعث للدراسة من قبل وزارة التربية والتعليم: «اخترت دراسة الهندسة الصناعية، كي أستطيع أن أصنع أنظمة ذات كفاءة وجدارة عالية، وأسهم فيها وأطورها، واخترت الابتكار في المجتمع (المستقبل)، كي أستطيع أن أستشرف وأُبحر في المستقبل، ووقع اختياري على التخصص الفرعي في الأعمال، كي أستطيع فهم الاقتصاد وديناميكية الأعمال، أما (شهادة اختصاص في ريادة الأعمال والابتكار)، فاخترتها لكي تكون المعرفة المكتسبة من هذا العلم النواة الرئيسة للتخطيط والتنفيذ، لتحقيق الريادة في شتى المجالات».
ويُسخر الأنصاري، الطالب في السنة الأخيرة، شغفه وخبراته في الابتكار، بمشاركات متنوعة فعالة ليترك عن طريقها «بصمات مؤثرة»، أبرزها: «المشاركة مع فريق عمل مدينة تمبي، التي يقطن فيها، في إطلاق مبادرة المدينة الذكية (التكنولوجيا والابتكار) على المستوى التنفيذي، التي تعنى بالتحول الذكي والتطوير، ليكون بذلك الطالب الوحيد العضو في لجنة التكنولوجيا والابتكار بالمدينة».
والأنصاري عضو في فريق يبحث مستقبل التنقل في المدينة أيضاً، وعن ذلك يقول: «سنقدم بحثاً أنجزناه حول استشراف مستقبل السيارات الذاتية القيادة، يقدم النصائح والمشورة لحكومة المدينة».
وشارك الأنصاري في الترشح لحكومة الطلبة بالجامعة، التي تعد بمثابة نموذج مصغّر من الحكومة الأميركية، مطبّق على مستوى الحرم الجامعي ليخدم طلابها، وظفر بمقعد في قسمها التشريعي بـ392 صوتاً، ليعمل مع 20 عضواً، يمثلون أكثر من 30 ألف طالب، ليصبح بذلك من أوائل العرب الذين يفوزون بهذا المقعد، وفقاً للأنصاري، الذي أسهم في مبادرات تعنى بالجامعة، تتعلق بمستقبلها، من خلال مواكبة التطورات التي من شأنها تحقيق التميز لها. كما مُنِح الأنصاري من رئيس الجامعة فرصة للعمل مع فريق عمله من الطلاب، وكان الطالب العربي الوحيد في الفريق، وعمل على مبادرات مبتكرة، تخص مستقبل الجامعة في مجال الابتكار.
ويُرجع الأنصاري حبه الكبير، وشغفه الشديد بالابتكار والتطوير إلى الصغر، إذ نما لديه وتأصل، بالحرص على الاطلاع الدائم، والتفكير والتفكر والارتباط بالتكنولوجيا، حتى أصبح «البحث عن دور في صناعة المستقبل، وترسيخ التكنولوجيا بشكلٍ أكبر لخدمة البشرية، هاجساً لا يفارقني».
ويصنّف الأنصاري تجربة الابتعاث التي اختارها سبيلاً لتحقيق الطموح بـ«الجميلة، وربما الاستثنائية»، وأوضح: «بدايتها كانت صعبة جداً، وكنت على وشك ألا أكملها، لكن بفضل الله، ثم الإصرار والعزيمة والقوة والإرادة، استطعت اجتياز تحدياتها ومحنها، حتى اتضحت الملامح الإيجابية للتجربة، التي تمنح العديد من الفرص الثرية التي تترك آثارها واضحة في الصعيدين الاجتماعي والأكاديمي، فضلاً عن الشخصي».
وعلى المستوى الاجتماعي، يحرص الأنصاري على حضور فعاليات وأنشطة مختلفة، وفي مقدمتها ملتقى طلبة الإمارات، الذي تنظمه سفارة الدولة في العاصمة واشنطن سنوياً، وكذلك في مدينة لوس أنجلوس، والذي يعد بمثابة منصة لالتقاء الطلاب المبتعثين، والظفر بنصائح وتوجيهات وإرشادات أكاديمية متنوعة، وفرص عمل كذلك، كما أنه لا يفوت الاحتفال بمناسبة اليوم الوطني للدولة.
وعلى المستوى الشخصي، يستثمر الأنصاري أوقات فراغه في زيارة الأصدقاء، والقراءة، والاسترخاء، والتفكير في المستقبل.