نقطة حبر
ما أعظمها من مسؤولية
المعلم شعلة من ضياء، وشمعة من سناء، يتوهج بالإخلاص ويتدثر بمفاهيم العطاء..
من منا لم يتمنَّ أن يكون معلماً.. عندما كنا صغاراً لم نرَ القدوة الحقة إلا في ملامحه وتعابيره وإرشاداته.. مضينا وكبرنا وتشعبت بنا الحياة وتعرفنا إلى أطياف مختلفة من البشر، لكن ظلت صورة المعلم بكل وقارها ماثلة في حدقات العيون وفي ثنايا القلب.. لكل منا حكاية مع المعلم، وما أروع الحكاية حينما تمر عليها حقب الزمان، وتتعتق بطيب التذكار، خصوصاً عندما نلتقي أحد معلمينا بعد عقود من الزمان.
وحينما يأتي الحديث عن المعلم في الإمارات، نشعر جميعاً بالفخر والاعتزاز، لأن المعلم محل اهتمام وتقدير دائمين من القيادات والحكومة والشعب.. الجميع يؤمن بالرسالة السامية والأمانة الغالية والمسؤولية العظيمة التي يحملها المعلم على عاتقه.. ولأن مسؤولية تنشئة وصناعة أجيال المستقبل من أصعب المسؤوليات يجب على المعلم أن يسعى إلى: «كسب قلوب طلابه قبل كسب عقولهم»، لأن بناء الإنسان أصعب من بناء المصانع.. وتسخر الدولة كل إمكاناتها وجهودها من أجل الارتقاء بالمعلم.
وإذا كان الطالب هو محور العملية التعليمية.. فالمعلم هو محور الارتكاز في العملية التعليمية، من أجل ذلك وضعت وزارة التربية والتعليم تلك التطلعات والآمال الكبيرة لقياداتنا الرشيدة نصب عينيها، فوضعت المعلم في سلم أولوياتها حتى تستطيع استيعاب المتغيرات المتسارعة في عالم المعرفة، ومواكبة آخر المستجدات العالمية في التعليم، لذا حرصت الوزارة على إتاحة الفرصة أمام المعلم للمشاركة في صناعة القرار التربوي، من خلال إشراكه في مجلس المعلمين الذي يتبع وزير التربية والتعليم مباشرة، وكذلك في صياغة الخطط الاستراتيجية والتطويرية وإعداد المناهج الوطنية، باعتباره شريكاً أساسياً وفاعلاً ومؤثراً في العملية التعليمية.
وتنظم الوزارة سنوياً العديد من المؤتمرات والندوات والملتقيات والبرامج التدريبية المتطورة، للارتقاء بأداء المعلم وتزويده بالمعارف والمهارات التربوية والتعليمية والمهنية، من أجل تعظيم قدراته وإمكاناته، ولتحقيق الأجندة الوطنية للتعليم ورؤية الإمارات 2021، أطلقت الدولة أيضاً العديد من الجوائز التربوية للمعلمين، اعترافاً بجهودهم الكبيرة، وإذكاءً لروح التنافس الشريف بينهم، وتقديراً لمكانة المعلم، وإيماناً من قيادتنا الرشيدة بأن المعلم هو الذي يقوم بإعداد الأجيال وتمكينهم للاعتماد على أنفسهم، وغرس حب الوطن في نفوسهم، وكذلك إعداد جيل مبتكر مبدع مثقف متسلح بالقيم وبالعلم، قادر على التفاعل مع مستجدات العصر، وتلبية احتياجات المستقبل.
كل ما سبق ذكره من جهود رائعة من قبل الحكومات والوزارة، لا يعفي المعلم من قيامه بأدوار ومسؤوليات أخرى، تقع على عاتقه ويجب القيام بها شخصياً، من أجل الارتقاء بذاته وبقدراته ومهاراته، لكي يكون معلم الغد.. ومعلم المستقبل.. ومعلم القرن.
وأخيراً وليس آخراُ.. إذا كانت الأمم تقاس برجالها، فالمعلم هو باني الرجال.. وصانع المستقبل!
مستشار تربوي
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news