مسار النخبة

تولي الدولة اهتماماً كبيراً بالتعليم، بل يتصدر التعليم جل اهتماماتها، إيماناً منها بأهمية دوره في دفع عجلة التنمية، كونه مصدر الارتقاء بالإنسان، وتنمية مهاراته المختلفة، لذا تحرص الدولة على توفير كل أوجه الدعم اللازمة لتطوير نظام التعليم وتحديثه والارتقاء به، لتصبح الإمارات من أفضل الدول في مجال التعليم، ومحط أنظار العالم، ومركزاً لاستقطاب الدول الراغبة في الاطلاع على جودة التعليم لديها.. لِمَ لا، فالدولة لا تدخر وقتاً أو جهداً أو مالاً لدعم التعليم، فهي تعتبر من الدول الأعلى عالمياً في حجم الإنفاق على تكنولوجيا التعليم، وهي حريصة على توفير الإمكانات المادية والبشرية والمعنوية التي من شأنها أن تترجم رؤيتها في تحقيق أفضل الممارسات في مجال التعليم، ومن هذا المنطلق، وبناءً على توجيهات صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله،

الرامية إلى توحيد الأنظمة التعليمية بالدولة، أطلقت وزارة التربية والتعليم في عام 2016/‏‏2017 برنامج «العلوم المتقدمة» (مسار النخبة) لطلبة وطالبات المدارس الحكومية في دبي والمناطق الشمالية، واستكملت المرحلة الثانية في العام الدراسي الحالي 2017/‏‏2018، حيث استفاد من البرنامج حتى الآن 6000 طالب وطالبة هم نخبة وصفوة الطلبة المتفوقين، حيث تم اختيارهم بعناية فائقة، ووفق معايير عالية الدقة، اعتمدت أولاً على: تفوقهم الأكاديمي وحصولهم على معدل 95% في الصفوف من السادس إلى التاسع. ثانياً: اجتيازهم اختبارات العلوم المتقدمة بنسبة لا تقل عن 85%.

كما تم استقطاب نخبة من المعلمين والمعلمات الأجانب المتخصصين والمؤهلين لتدريس هؤلاء الطلبة مناهج الرياضيات والعلوم والتكنولوجيا وتقنية المعلومات باللغة الإنجليزية، في بيئة تعليمية وعلمية جاذبة، مملوءة بالتنافسية. جاء ذلك حرصاً من وزارة التربية والتعليم على الارتقاء بالمنظومة التعليمية في الدولة، من خلال إعداد جيل إماراتي مبتكر، يمتلك مهارات القرن الـ21.. جيل يعشق التنافسية.. جيل يعشق التحديات والتفرد والأسبقية.. جيل يحرص على حل المشكلات بطريقة علمية مبتكرة، ويسعى للحصول على أعلى الشهادات العلمية في المجالات الحيوية، كالهندسة والطب والطاقة النووية والطاقة البديلة، وفي مختلف مجالات الابتكار.

آملين تقييم البرنامج من قبل المعنيين قبل الانتقال إلى المرحلة الثالثة، ثم العمل على مضاعفة أعداد الطلبة في السنوات الأربع المقبلة، لأن الدولة تعقد آمالاً كبيراً على نتائج هذا البرنامج الوطني التعليمي الرائد والمميز والمتفرد، الذي ستظهر أولى ثماره مع نهاية عام 2021/‏‏2022.

وكلنا ثقة بأن أبناء هذا الوطن سيحافظون على العهد والوعد، وسيقدرون اهتمام أعلى القيادات بهم وبمستقبلهم، وسيحرصون على تحقيق حلم الوطن، وسيكونون عند حسن ظن القيادات الرشيدة، وسيكونون خير سفراء، وثروة هذا الوطن الغالي.

مستشار تربوي

 

الأكثر مشاركة