ذوو طلبة: «رحلة القلق» تبدأ فجراً بنقل أبنائنا إلى المدارس فـي أجـواء ضبـابية
خروج طلبة في مرحلة رياض الأطفال والصفوف الأولى من التعليم الأساسي، من منازلهم فجراً، قبل طلوع الشمس، متجهين إلى مدارسهم في ظل أجواء مناخية تشكل خطراً على سلامتهم، لاسيما في حال وجود ضباب كثيف قد يترتب عليه وقوع حوادث، مشكلة يواجهها ذووهم، الذين وصفوها برحلة «القلق اليومية»، مطالبين الجهات المعنية بإقرار نظام دوام مدرسي مرن في فترات الطقس الشتوي غير المستقر.
تضافر الجهود
ناعمة الشرهان . من المصدر طالبت رئيسة لجنة التربية والتعليم في المجلس الوطني الاتحادي، ناعمة الشرهان، بضرورة إيجاد حلول مناسبة لمشكلة دوام الطلبة في مرحلة رياض الأطفال والصفوف الأولى، الذين لا يقوون على تحمل الرحلات الطويلة التي تقطعها الحافلات المدرسية من البيت إلى المدرسة، خصوصاً في ظل ظروف جوية متقلبة في فصل الشتاء. وأكدت أن هذه المشكلة قديمة ويعانيها الطلبة وذووهم، ومن ثم فإن حلها يتطلب تضافر جميع الجهات، سواء وزارة التربية والتعليم والمجالس التعليمية والمدارس، بحيث تتم زيادة عدد الحافلات المدرسية، وتخصيص حافلات للطلبة ذوي الأعمار الصغيرة، حتى لا يتحملوا طول رحلة تجميع الطلبة كافة، الذين يركبون في الحافلة نفسها. وأضافت: «لابد من طرح فكرة الدوام المرن لهؤلاء الطلبة، حتى لا يجبروا على الخروج من بيوتهم إلى المدرسة قبل الفجر، فيتعرضون للإصابة بنزلات برد أو غير ذلك من أمراض الشتاء»، مشيرة إلى أن «الطفل لا يملك البنية الجسدية التي تمكنه من تحمل رحلة تمتد إلى ساعتين في ظروف جوية متقلبة، ليبدأ يومه الدراسي الذي سيفتقد فيه بالطبع التركيز والنشاط». |
وزارة التربية والتعليم، أكدت أن مديري المدارس يتعاملون بمرونة في حال الضباب الكثيف أو الأمطار الغزيرة، ويسمحون بتأخير موعد الدوام الرسمي.
وتجري هيئة المعرفة والتنمية البشرية في دبي، استبيانات دورية لاستطلاع آراء ذوي الطلبة والمدارس حول مختلف جوانب التعليم والتعلم، ومن بينها متابعة مدى حاجة المدارس لاعتماد الدوام المرن لطلبة رياض الأطفال والمراحل التعليمية الأولى، خلال أوقات اضطرابات الطقس.
في التفاصيل، روى فرح عبدالله إسماعيل، وهو والد طالبة في مرحلة رياض الأطفال، أن ابنته تبدأ رحلتها من المنزل إلى المدرسة قبل أذان صلاة الفجر، إذ تقلها الحافلة في الساعة الخامسة والنصف صباحاً، لتصل إلى المدرسة في تمام السابعة والنصف.
«أظل في حالة قلق شديد على ابنتي حتى أتصل هاتفياً بمعلمة الفصل للتأكد من أنها وصلت بخير»، حسب إسماعيل، الذي أوضح أنه وزوجته موظفان، ولا يستطيع أحدهما أن يتولى توصيل ابنتهما إلى المدرسة، ما يضطرهما إلى الاشتراك في الحافلة المدرسية.
خالد سليمان، والد طالب في الصف الأول، يقول «منذ أن دخل ابني المدرسة قبل عامين، ونحن نعيش في فترة الشتاء حالة قلق مستمرة، خصوصاً في فترة الصباح، التي تشهد عادة ضباباً كثيفاً، الأمر الذي يعرض الطلبة إلى خطر حوادث الطرق أثناء نقلهم بالحافلة المدرسية، لذا أطالب الجهات المختصة، سواء كانت المدرسة أو وزارة التربية والتعليم أو غيرهما، بإقرار نظام الدوام المرن للطلبة، خصوصاً في مرحلة رياض الأطفال والصفوف الأولى من التعليم الأساسي، لأن الطلبة في هذه المرحلة لا يستطيعون تحمل التغيرات الجوية».
وذكرت، ولي أمر طالب في الصف الثالث، هناء أحمد، أن رحلة الحافلة المدرسية التي تقل ابني إلى المدرسة تبدأ من أمام سكنهم، ومن ثم فإنه يكون أول الطلبة صعوداً إلى الحافلة، وقبل أسبوع من الآن، فوجئت بأن مشرفة الحافلة متغيبة في ذاك اليوم، ولذلك كان ابني الوحيد الذي يركب مع السائق، ما أصابني بالخوف الشديد من احتمال أن يقع به مكروه، خصوصاً أن ذلك كان في الخامسة والنصف قبل أذان الفجر، لما نسمعه من تجاوزات بعض سائقي الحافلات المدرسية مع الطلبة، وظللت واقفة في الشارع أراقب الحافلة حتى وصلت إلى الطالب التالي الذي يسكن في بناية تبعد عنا نحو 500 متر، ولم أصعد إلى شقتنا حتى رأيته يصعد إلى الحافة».
وطالبت وزارة التربية والتعليم بأن تضع حلاً للدوام المبكر للطلبة ذوي الأعمار الصغيرة، حتى لا يكونوا عرضة للمخاطر خلال الرحلة المدرسية اليومية، فضلاً عن شعور أولياء أمورهم بالطمأنينة عليهم.
من جانبها، أكدت وزارة التربية والتعليم، أن مديري المدارس يقدرون دوام الطلبة حسب الظروف الجوية، إذ يسمحون للطلبة بالتأخير عن بدء الدوام الرسمي في حال الضباب الكثيف أو الأمطار الغزيرة التي قد تتسبب في وقوع خطر لهم. وذكرت أن دوام طلبة مرحلة رياض الأطفال مختلف عن دوام الطلبة في مرحلتي التعليم الأساسي والثانوي، إذ إن دوام رياض الأطفال موحد للبنين والبنات، ويكون متأخراً عن الطلبة في مراحل التعليم الأخرى، فيما يختلف دوام الطالبات عن الطلاب في الصفوف الأخرى من الأول إلى الـ12، مراعاة لعدم قدرة الطلبة في الصفوف الأولى على تحمل بدء الرحلة المدرسية في ساعات الصباح الأولى.
ووفق المدير التنفيذي لقطاع النظم والتصاريح في هيئة المعرفة والتنمية البشرية بدبي، محمد درويش، فإن «الهيئة تحرص على إجراء استبيانات دورية لاستطلاع آراء ذوي الطلبة والمدارس حول مختلف جوانب التعليم والتعلم، من بينها متابعة مدى حاجة المدارس لاعتماد الدوام المرن لطلبة رياض الأطفال والمراحل التعليمية الأولى، وذلك خلال أوقات اضطرابات الطقس على سبيل المثال، ودوره في تعزيز الشغف للتعلم وضمان جاهزية الطلبة لعيش تجربة تعلم آمنة وممتعة على مدار يومهم الدراسي»، مبيناً أن «هناك تعاوناً من جانب المدارس الخاصة في اعتماد إجراءات تتميز بالمرونة لضمان سلامة طلبتها، لاسيما في الحالات التي ترتبط باضطرابات الطقس، وذلك بالتنسيق مع مختلف الجهات المعنية».