التعليم المبكر
يحظى الطفل في دولة الإمارات العربية المتحدة باهتمام ورعاية كاملين من قبل أعلى مستوى من القيادات، حيث تحرص الدولة على تحقيق النمو الشامل والمتكامل للطفل منذ نعومة أظفاره، وفي مختلف المجالات منها: الصحية والتعليمية والثقافية والوطنية والاجتماعية والأخلاقية والإبداعية، وهذا الاهتمام جاء إيماناً من القيادة بأن مستقبل الوطن بيد هؤلاء الأطفال لأنهم ثروة المستقبل ورجال الغد وعلى سواعدهم ستنهض الدولة وستتقدم بين الأمم، لذا لم تدخر الدولة جهداً أو مالاً أو وقتاً في سبيل الارتقاء بهؤلاء الأطفال من خلال الحرص على توفير فرص التعليم المبكر لهم.
لابد أن يتم استثمار كل دقيقة من حياة الطفل بما يعود عليه بالفائدة حاضراً ومستقبلاً. |
ويمكن تأكيد أنه كلما تمت تنشئة الطفل التنشئة السليمة وتعليمه وتدريبه على مهارات الحياة مبكراً كلما كان المستوى الإدراكي له أعلى وأفضل، لذا لابد أن يتم استثمار كل دقيقة من حياة الطفل بما يعود عليه بالفائدة حاضراً ومستقبلاً، لأن الطفل في هذه المرحلة يأتي كصفحة بيضاء يتم تشكيل ورسم ملامح حياته ومستقبله، من خلال التدريب والتعليم المستمر الذي يتلقاه.
وتعتبر السنوات الأولى من عمر الطفل هي من أهم المراحل العمرية، لأن الدماغ البشري ينمو في هذه الفترة، وكل طفل عندما يولد يكون مهيئاً لأن يكون نابغة ولكن لا يأتي هذا النبوغ إلا بجودة التعليم، والاكتشاف المبكر لشخصيته ومواهبه، ثم من خلال وضع الاستراتيجيات والبرامج والأنشطة التي تسهم في تطوير شخصيته وتأهيله لممارسة حياته بشكل طبيعي، وتخلق منه فرداً صالحاً وفاعلاً.
والتعليم المبكر للطفل له فوائد كثيرة تعود عليه بالفائدة حالياً ومستقبلاً، وأثبتت الدراسات أن الأطفال الذين يحصلون على التعليم المبكر يتفوقون على أقرانهم في التقييمات الدولية، خصوصاً في مادة الرياضيات، لأن برامج التعليم المبكر تعزز من فرص تخرجهم في المرحلة الثانوية متسلحين بالعلم والأخلاق، وبأعلى مستوى من المهارات التي تساعدهم على الالتحاق بأرقى الجامعات في العالم، والقدرة على التواصل المجتمعي بسهولة.
ومن هذا المنطلق وجه صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، بتضافر الجهود بين جميع أطياف المجتمع؛ الأسرة والمؤسسات التعليمية والمجتمعية لإعداد جيل يتحلّى بالشجاعة والمسؤولية والأفكار الخلاقة، من أجل التغلب على تحديات الحاضر والمستقبل، جيل مبتكر يدافع عن حقوقه ويؤدي واجباته على أكمل وجه، جيل يعشق التميز والابتكار، جيل يتحمّل مسؤولية بناء هذا الوطن.
مستشار تربوي